في الليلة الظلماء يفتقد البدر، لكن برشلونة الذي عاش خلال الفترة الماضية ليالٍ قاتمة لم يفتقد هذا البدر ألا وهو ليونيل ميسي الذي كان حاضراً بصفة دائمة من أجل انقاذ الفريق الكاتالوني من الظلمة التي عاشها سواء في الدوري الإسباني أو كأس الملك.

لا يحتاج النجم الأرجنتيني لمن يكيل له المديح أو يظهر للعالم حجم نجوميته بعدما أنقذ برشلونة من الخسارة أمام فياريال بتسجيله هدف التعادل في الوقت القاتل، او بتسجيله هدفاً في مرمى أتلتيك بلباو سمح بمرور الفريق الى الدور ربع النهائي وأنقذه من ورطة الوقت الإضافي.

ولا يحتاج ليو لأي نوع من الإشادة أو الثناء على ما فعله ويفعله منذ ان وطأت قدميه العشب الأخضر، لأن أهدافه هذه المرة لم تنقذ البارشا فحسب إنما "رقبة" المدرب لويس أنريكي الذي تنفس الصعداء بعد نجاته ربما من مصير محتوم لو خسر الفريق أمام فياريال وخرج من كأس اسبانيا في اسبوع واحد.

يدرك ​لويس انريكي​ أكثر من غيره ان ايامه في برشلونة ربما أصبحت معدودة خاصة في ظل المعاناة التي يعيشها الفريق الكاتالوني ومن خلفه الجماهير قاطبة حول العالم، لا سيما وانه يتخلف بفارق خمس نقاط عن غريمه التقليدي ومتصدر الليغا ريال مدريد وقد ترتفع الى ثمانية في حال فوز الميرينغي بمباراته المؤجلة.

سيخوض برشلونة من الآن وحتى نهاية فبراير تسع مباريات منها خمس في غاية الصعوبة، ثلاث منها في الدوري أمام ريال بيتيس وأتلتيك بلباو وأتلتيكو مدريد، واثنتان في دوري أبطال اوروبا في الدور السادس عشر من دوري أبطال أوروبا.

من الواضح ان الفريق الكاتالوني لا يمر بأفضل أيامه هذا الموسم في الوقت الذي تكثر فيه الانتقادات يوماً بعد يوم على اسلوب انريكي مع الفريق، لكن الأخير بات مطالباً أكثر من أي وقت مضي بتحديد استراتيجية واضحة خلال الفترة المقبلة خاصة وأن "البدر" قد يغيب في بعض الليالي وهو ما يعني ضرورة اجتراح الحلول للأزمة التي يعاني منها الفريق لا سيما في خط الدفاع.

صحيح ان الأمور ما تزال مفتوحة على مصراعيها في الدوري الإسباني، لكن الاستمرار في نزيف النقاط سيمنح الغريم ريال مدريد الفرصة لتثبيت أقدامه أكثر فأكثر في الصدارة وبالتالي سيوسع الهوة بين انريكي وجماهير البارشا.

يبقى الانتظار لمعرفة الفترة التي سيبقى خلالها انريكي متلطياً خلف أهداف ليو ميسي وبالتالي محافظاً على وظيفته في ناد لا يمكن ان يتخيل عشاقة انتهاء موسم كامل دون تحقيقه أي لقب!