بعد فترة من التوقف لشهر تقريبا، تنطلق مرحلة الإياب من الدوري اللبناني لكرة القدم وسط توقعات بأن تظهر الفرق كلها بمستوى افضل بعد أن غير الكثير منها في لاعبيه الأجانب وعمل على سد الثغرات الفنية التي ظهرت ذهابا ما ينذر بمراحل قوية خاصة مع تقارب الفرق بشكل كبير في النقاط من المركز الأول وحتى المركز الأخير.

دعونا نتعرف الآن على أبرز ما ستحمله مباريات المرحلة الثانية عشر من الدوري اللبناني لكرة القدم.

1- التضامن صور – النبي شيت ( الجمعة الساعة 2.15 / ملعب صور البلدي ):

بعد التغيير الذي أجراه على جهازه الفني بتعيين جمال طه مدربا للفريق، يستقبل التضامن صور صاحب المركز الحادي عشر بثلاثة عشر نقطة ضيفه النبي شيت صاحب المركز الخامس بسبعة عشر نقطة.

وستكون المباراة الأولى هامة لطه من ناحية تحقيق الفوز ما سيبعد الضغط عنه ويجعله يعمل بهدوء خاصة أن الفريق ليس ببعيد عن مراكز الهبوط.

أما النبي شيت فإن الفوز سيجعله يتابع مسيرته الإيجابية يبقيه على مقربة من المراكز الثلاثة الأولى التي يضعها هدفا له هذا الموسم.

وغيّر الفريقان من لاعبيهم الأجانب ما سيعطي شخصية مغايرة لهما، التضامن دعّم خط دفاعه بالعاجي ديدييه وخط وسطه بالسنغالي دياكاتي ما سيعطي الفريق قوة أكبر خاصة على صعيد الصعود بالكرة من الخلف أما النبي شيت مع مدربه محمود حمود فهو حاول حل مشاكله الهجومية بقلة صناعة الفرص عبر التعاقد مع صانع الألعاب سريني ورأس الحربة أكاتي.

النبي شيت كما العادة سيلعب بانضباطه الدفاعي مع الهجوم في الوقت المناسب عند وجود المساحات بينما سيحاول التضامن الإمساك بالكرة وبناء لعب منظم من دون التقدم المفرط للأمام وعدم ترك مساحات في الخلف. فهل يحصد طه نقاطه الثلاث الأولى مع التضامن أم يعود حمود إلى البقاع بها ؟

2- طرابلس – الصفاء ( السبت الساعة 1.40 / ملعب طرابلس البلدي ):

يستضيف طرابلس صاحب المركز العاشر باثنتي عشر نقطة الصفاء صاحب المركز الثالث بعشرين نقطة.

وسيحاول الفريق الشمالي الذي ضم مهاجما جديدا هو موسكاتيلي من البرازيل تحقيق نتيجة إيجابية في ظل مسعاه للإبتعاد الفوري عن المراكز المتأخرة وتجنب الدخول في معمعة الهروب من الهبوط لكن مهمته لن تكون سهلة أمام حامل اللقب الصفاء والذي أبقى على فريقه الذي خاض الذهاب كما هو من دون أي تغييرات.

ومع اعتماد مدرب طرابلس على اللعب الهجومي المفتوح كأسلوب له وهو أمر يعتمده أيضا إميل رستم مدرب الصفاء ما يضعنا أمام مباراة مفتوحة وسريعة حيث لا يحبذ الفريقين اللعب بشكل متحفظ.

من هنا يجب على الفريقين التركيز في الثلث الهجومي ومحاولة استغلال الفرص التي تسنح له مع سرعة ارتداد عند فقدان الكرة خاصة على الأطراف حيث يمتلك الفريقان سواء طرابلس عبر أبو بكر المل أو الصفاء عبر الأجنبيين تالا ودومينيك سرعة ومهارة في الإختراق وعكس كرات خطرة لداخل منطقة الجزاء والفريق الذي سيكون اكثر فعالية أمام مرمى الخصم ستكون له الحظوط الأعلى في خطف نقاط الفوز.

3- شباب الساحل – السلام زغرتا ( السبت الساعة 2.15 / ملعب العهد ):

يحل السلام زغرتا صاحب المركز الرابع بثمانية عشر نقطة ضيفا على شباب الساحل صاحب المركز التاسع باثنتي عشر نقطة في مباراة هامة.

ويأمل شباب الساحل في بدء مرحلة الإياب بشكل إيجابي كما أنهى الذهاب بتعادل ملفت أمام الصفاء لكن المهمة لن تكون سهلة أمام الفريق الزغرتاوي والذي قدم مرحلة ذهاب أكسبته إحترام الكثيرين. ومع تغيير الأجانب الذي حصل في الساحل، يأمل الفريق في التحسن أكثر خاصة من الناحية الهجومية مع زيادة السرعة في الإنطلاق نحو هجمات مرتدة سريعة أمام السلام فهو ابقى على أجانبه ويأمل في أن يلعب مجددا كرة القدم الجماعية التي قدمها سابقا، مع خطوط مترابطة وأسلوب هجومي ودفاعي متوازن مع سرعة في عملية البناء الهجومي. فهل يظهر السلام مجددا بنفس المستوى ويثبت أن ما حصل ذهابا سيستمر إيابا أما أن لشباب الساحل رأي آخر؟

4- الأنصار – الإجتماعي ( السبت الساعة 2.15 / ملعب صيدا البلدي ):

يفتتح الأنصار المتصدر بواحد وعشرين نقطة مرحلة الإياب بلقاء متذيل الترتيب الإجتماعي صاحب النقاط الستة. ويخوض الأنصار النصف الثاني من الموسم بتكشيلة مغايرة فهو سيفتقد جهود قائده ونجمه ربيع عطايا المنتقل للإحتراف في إيران كما غير أجانبه معتمدا على ثلاثة اجانب جدد يلعب كل واحد منهم في أحد الخطوط الثلاثة.

أما الإجتماعي فهو يلعب الإياب بأجنبيين فقط ويعتمد على الظهور بشكل مختلف واللعب بروح قتالية عالية من أجل الخروج من المركز الأخير.

وأمام الأنصار، لا تكفي الروح المعنوية بل سيحاول الفريق اللعب بأسلوب دفاعي منضبط مع تقارب في الخطوط الثلاث والإعتماد على هجمات مرتدة سريعة علها تنجح في إيقاف الهجوم الأنصاري.

وستتجه الأنظار إلى أداء دفاع الأنصار مع المدافع السلوفاكي الجديد فالفريق لم يظهر دفاعيا ذهابا بصورة جيدة بل كان أحد أهم نقاط الضعف فيه. أي تعثر للأنصار قد يفقده الصدارة مع تربص العهد والصفاء به فيما أي خسارة للإجتماعي ستعقد أكثر من وضعه في المركز الأخير.

5- الراسينغ – النجمة ( الأحد الساعة 3.30 / ملعب المدينة الرياضية ):

لقاء هام سيجمع بين الراسينغ السابع والنجمة السادس حيث يتساوي الفريقان بستة عشر نقطة مع تقدم النجمة بفارق الأهداف.

اللقاء سيحاول أن يجعله النجمة نقطة انطلاق حقيقية نحو التقدم للمراكز الأمامية والإقتراب من ثلاثي الصدارة بينما سيعطي الفوز الراسينغ فرصة التقدم أكثر نحو المراكز الخمس الأولى.

فنيا، وستكون المباراة فرصة لرؤية نجمي النجمة السابقين موسى حجيج وجمال الحاج يتواجهان وجها لوجه كل على رأس الإدارة الفنية لفريقه.

وكما المعتاد، سيلعب الراسينغ بأسلوب متوازن يعتمد على الترابط بين الخطوط الثلاثة واللعب بشكل دفاعي ملتزم من دون اندفاع مفرط هجوميا بينما سيحاول النجمة الإستحواذ على الكرة وإجبار الراسينغ على التراجع للخلف مع اعتماد التحركات الهجومية السريعة في الأمام وعبر الأطراف لكسر منظومة الراسينغ الدفاعية.

أي خسارة للنجمة أو تعادل ستصعب قليلا رغبته في اللحاق بأندية المقدمة كما أن الفريقان ليسا ببعيدين عن المراكز المتاخرة ولو أقله حسابيا ما يعني أن النقاط الثلاث ضرورة لا مفر منها خاصة للنجمة من اجل تلافي الضغوط المبكرة إيابا على الفريق.

6- الأخاء أهلي عاليه – العهد ( الإثنين الساعة 2.15 / ملعب بحمدون البلدي ):

سيخوض الأخاء أهلي عاليه صاحب المركز الحادي عشر بأحد عشر نقطة على أرضه في بحمدون مباراته الأولى مع مدربه الجديد ولاعبه القديم عبد الوهاب أبو الهيل عندما يستضيف العهد الوصيف بواحد وعشرين نقطة.

ويدرك أبو الهيل أن مهمته ليست سهلة فالفريق في مركز متأخر ما يعني الحاجة لحصد النقاط في بداية الإياب من أجل الإبتعاد عن مراكز الهبوط بأسرع وقت ممكن وأمام العهد، ستزداد المهمة صعوبة نظرا للإمكانيات الكبيرة التي يمتلكها الفريق والتغييرات التي حدثت حيث بدّل العهد اثنين من أجانبه.

ويتوقع أن يلجأ أبو الهيل للعب بخطة دفاعية محكمة من أجل إغلاق المنافذ على لاعبي العهد عبر تقارب الخطوط الثلاث وتضييق المساحات مع انضباط تكتيكي واعتماد على هجمات مرتدة سريعة أمام لاعبي العهد السريعين خاصة على طرفي الملعب.

وكلما كان خط هجوم العهد متحركا مع دعم من خط الوسط والظهيرين، كلما زادت فرصه بكسر دفاعات الأخاء وإفساد خطته الدفاعية المتوقعة. فهل يعيد أبو الهيل إنجازاته لكن كمدرب هذه المرة في لبنان ويبدأها من بوابة العهد أما أن الأخير لن يقبل بالعودة من بحمدون إلا بنقاط ثلاث ؟

احمد علاء الدين