انتهت مرحلة الذهاب من الدوري الإيطالي لكرة القدم حيث شهدت عودة المنافسة في إيطاليا شيئا فشيئا إلى سابق عهدها على الرغم من استمرار سيطرة يوفنتوس نسبيا لكن الصراع الدائر على باقي المراكز وعودة الفرق الكبرى لاستعادة القليل من بريقها ينذر بمرحلة إياب واعدة خاصة في حال استمرار الفارق الضئيل بين الفرق أصحاب المراكز المتقدمة.

من دون أي مشاكل، تصدر يوفنتوس الترتيب حاصدا 45 نقطة بفارق 4 نقاط عن أقرب منافسيه روما مع امتلاكه لمباراة مؤجلة، يوفنتوس كان كما العادة صاحب الدفاع الأقوى وهجوم مميز بقيادة هدافه هيغواين.

ما ميز السيدة العجوز في القسم الأول هو استمراره باللعب بشخصية البطل وقدرته على تحقيق الفوز ولو كان الأداء أقل من عادي وهو ما تفشل به الفرق الأخرى لحد الآن ما أعطاه نقاطا هامة ساعدته على التصدر.

ويدرك اليوفي أن الفارق ليس مريحا خاصة مع وجود فرق قوية في الخلف ما يعني أن اي تعثرات أو خطوات غير محسوبة قد تجعل صدارته في خطر.

مركز الوصافة كان لروما الذي حصد 41 نقطة وبدا أنه المنافس الجدي الأقوى لليوفي، روما مع خط هجوم قوي ودفاع لا بأس به هو الثاني بعد اليوفي قدم أداءا لا بأس به على مدار المرحلة لكنه خسر نقاطا هامة أمام فرق صغيرة كان يجب أن يتجاوزها ما أثر على ملاحقته لليوفي لكن بشكل عام الفريق قدم أداءا ملفتا وكرة قدم جميلة وسلسة.

خلفه يأتي نابولي في المركز الثالث والذي كان أداءه متذبذبا، مع بعض المشاكل الدفاعية التي غطت عليها قوة خط هجومه.

مشكلة نابولي هي تعادلاته الكثيرة التي بلغت خمسة والتي اضاعت عليه بعضا من النقاط السهلة كانت ستحسن كثيرا من عدد نقاطه لكن الأهم أن الفريق تجاوز مشكلة رحيل نجمه هيغواين إلى اليوفي وبدا متماسكا بفضل الأسلوب التكتيكي الهجومي الملفت لمدربه ساري الذي بنى فريقا لا يعتمد على نجم واحد بل على فكر جماعي هجومي وتبادل في المراكز والأدوار.

المركز الرابع كان للازيو روما الذي عاد مجددا بقوة هذا الموسم، لازيو حصد 37 نقطة في المركز الرابع وهو يصارع بقوة على مركز أوروبي مؤهل لدوري الابطال مع تقديمه لكرة قدم جماعية تعتمد على أسلوب هجومي إنما من دون أي اندفاع زائد، لكن لازيو عانى قليلا من خط دفاعه الذي ارتكب بعض الأخطاء الساذجة كلفت الفريق نقاطا غالية.

لازيو ومن دون أي نجم في الفريق، تمكن من خطف الأنظار لكن الأهم يبقى ما سيكون بجعبته إيابا وهل سيستطيع الإستمرار ؟

المركز الخامس كان لإي سي ميلان الذي يمتلك مباراة مؤجلة يستطيع إن فاز بها الوصول للمركز الثالث، ومع مدربه فيتشنزو مونتيلا، نجح في إعادة شيء من بريق الفريق المبتعد عن الواجهة لفترة فظهر الفريق بشكل منضبط تكتيكيا إلى حد كبير مع محاولة الخروج من عباءة اللعب بشكل هجومي مفتوح دون اي عواقب، فقدم الفريق كرة متوازنة مع مجموعة شابة وبعض عناصر الخبرة ما عكس فكر مونتيلا لكن الفريق يحتاج لتفعيل العمل الهجومي أكثر فالفوز بفارق هدف قد لا يكون مضمونا وهذا ما انعكس بتسجيل الفريق ل28 هدفا وهو معدل متدني نسبيا بالنسبة لفريق يطمح للمنافسة على المراكز الأولى.

خلف ميلان، نجد مفاجأة الموسم الإيجابية أتالانتا والذي حل سادسا برصيد 35 نقطة، الفريق قدم ذهابا مثاليا بالنسبة إلى الإمكانيات المتاحة وهو حسابيا يخوض معركة المراكز الأوروبية وفنيا لا ينقصه شيء في إكمال هذه المعركة أقله في معركة اليوروبا ليغ.

ما ميز أتلانتا هو لعبه الهجومي وعدم الإعتماد مثل باقي الفرق المتوسطة على اللعب الدفاعي والهجمات المرتدة، ما عكس ثقة عالية في أداء الفريق الذي ينتظر الجميع ماذا لديه من إضافة في القسم الثاني من الدوري.

إنتر ميلان يأتي في المركز السابع مع 33 نقطة، إنتر قدم مباريات مميزة وأخرى اقل ما يقال عنها أنها كارثية ما عكس عدم ثبات الفريق الذي عوض مدربه السابق دي بوير بالإيطالي بيولي الذي قام بتحسين الفريق وينتظر أن يظهر إنتر بصورة أفضل في القسم الثاني كونه يمتلك عناصر جيدة وهو حسابيا ليس ببعيد عن المنافسة على مركز في دوري الأبطال وهو الهدف الرئيسي للفريق هذا الموسم.

النصف الاول لتورينو لم يكن عاطلا لكنه كان أقل من المتوقع حيث لم يحصد الفريق إلا 29 نقطة وحل ثامنا.

تورينيو تميز بلعبه الهجومي فسجل 36 هدفا وهو حسابيا رابع أقوى خط هجوم لكن اللعب الهجومي المفتوح والإرتداد الدفاعي البطيئ جعله يتلقى 27 هدفا وهو معدل عالي في 19 مباراة ما جعله سادس أسوأ خط دفاع ليدفع ثمن هذا إهدار عدد كبير من النقاط.

أما فيورنتينا فكان النصف الأول سيئا له فابتعد عن المراكز المتقدمة وحل تاسعا برصيد 27 نقطة حيث عانى الفريق كثيرا من ضعف خط وسطه وتأثر برحيل عدد من لاعبيه الهامين ليواجه مشاكل دفاعية وهجومية كثيرة لكنه رغم ذلك ما زال قريبا من مركز أوروبي قد يجعله في نهاية الموسم راضيا.

بعد فيورنتينا، نرى مجموعة من الفرق المتوسطة والتي تتوزع على جدول التريب من المركز العاشر حتى السابع عشر فنبدأ من أودينيزي وكييفو ب25 نقطة وهما قدما ذهابا مميزا نظرا لإمكانياتهما المتواضعة نسبيا وبدا في مركز دافئ سيجنبهم بالمبدأ خوض صراع الهبوط، وينتهي هذا الصف من الفرق بإمبولي الذي يملك 17 نقطة وهو صاحب أسوأ خط هجوم في الدوري وسجل فقط 11 هدفا لكن قوة دفاعه بشكل عام منحته انتصارات خاطفة وبضع تعادلات هامة مكنته حتى الآن من الإبتعاد عن المركز الثامن عشر، أول مراكز الهبوط التي يبدأها باليرمو ب10 نقاط ومن ثم كروتوني وبيسكارا بتسع نقاط والفرق الثلاثة تبدو أقرب إلى الهبوط حيث أن الفارق مع أقرب المنافسين إمبولي هو 7 نقاط وتدفع الفرق الثلاثة هذه ثمن ضعف خطوط دفاعها وغياب اي أفكار هجومية نظرا لتواضع الإمكانيات الفنية لدى لاعبيها.

كل هذا يضعنا أمام مرحلة إياب مثيرة للغاية ومنتظرة، فهل يحسم اليوفي سباق اللقبأم أن لفريقي روما ونابولي تحديدا رأي آخر ؟

هل سيكمل لازيو وأتلانتا سباق التنافس الأوروبي وماذا يخبئ الميلان ؟ وهل لإنتر القدرة على العودة ؟ وماذا عن تورينو وفيورنتينا، هل لديهم جديد كي يظهروه إيابا ؟

أما صراع الهبوط، فهل يبقى كما هو أم أن فرق ثلاثي آخر الترتيب ستنتفض وعلى حساب من ؟ اسئلة كثيرة أجوبتها لن تعرف إلا مع مرور مراحل الدوري الإيطالي الذي لا ينصح أبدا بتفويته في قادم الأيام والمواعيد.

أحمد علاء الدين