وليد بيساني

في الوقت الذي يقضي فيه معظم اللاعبون العطلة الشتوية برفقة عائلاتهم، فإن قسماً من هؤلاء ما يزال يخضع للتدريبات وخوض المباريات بحكم عُرفْ في انكلترا يطلق عليه اسم "البوكسينغ داي" ويحتم على الفرق اللعب في السادس والعشرين من هذا الشهر واليوم الأخير من العام.

حافظ الدوري الإنكليزي لكرة القدم على هذا التقليد وفرض على محبي الكرة المستديرة حول العالم البقاء خلف الشاشات أو في المدرجات وهي خطوة لطالما بعثت القلق في نفوس مدربي فرق الدوري الممتاز لأهمية تلك الفترة في مشوار المنافسة على القمة أو الهروب من القاع.

يمكن اعتبار هذه الخطوة فرصة للدوري الإنكليزي لكي ينفرد بمتابعة الجماهير في الكرة الأرضية بعدما ارتاحت الكاميرات في الكثير من الملاعب عن العمل تاركة أصحاب هذا الشأن يواظبون على العمل وسط الصقيع وحبات الثلج.

لكن فترة "البوكسينغ داي" شكلت دائماً مشكلة لبعض الفرق التي تضطر للسفر مسافات بعيدة على الرغم من ان الاتحاد الانكليزي لكرة القدم لا يحبذ في كل عام اقامة المباريات الكبيرة في تلك الفترة، إلا ان أهميته تبقى كبيرة في عملية حصد النقاط.

ومع ذلك لم تسلم هذه الخطوة من الانتقادات لكون البعض يراها سببًا في تدهور مستوى المنتخب الإنكليزي، خاصة اذا عرفنا ان الأندية الإسبانية والإيطالية ترتاح لأكثر من أسبوعين والألمانية ستة أسابيع، فيما يعاني اللاعبون الإنكليز من التعب بعد انتهاء الموسم الذي يشمل ثلاث مسابقات محلية إضافة إلى المسابقات الأوروبية، ما يؤثر بالسلب عليهم حين يخوضون مع المنتخب الاستحقاقات القارية.

ربما يعتبر البعض مرحلة "البوكسينغ داي" مضرة من الناحية الفنية لكثير من الفرق التي تتكبد عناء السفر، لكن البعض الآخر ومنهم الاتحاد الانكليزي لكرة القدم يراها ذات جدوى إقتصادية لأن السادس والعشرين هو يوم عطلة في المملكة المتحدة وهي فرصة بالنسبة للأماكن التجارية وللجماهير الذين يتوافدون بكثرة إلى الملاعب لمشاهدة المباريات.

في الجانب الفني قد يكون تشلسي المتصدر في مأمن نسبياً كونه يبتعد بفارق ست نقاط عن أقرب منافسيه ليفربول، لكن المعركة ستكون بين الفرق التي تحتل المراكز من الثاني الى الخامس والتي لا تفصل بينها أكثر من أربع نقاط مما يعني أن الفرق الإنكليزية ستدخل العام الجديد وسط ترتيب مختلف.

وتبرز مباراة ليفربول ومانشستر سيتي في اليوم الأخير من هذا العام كونها ستستقطب كل الاهتمام وستكون من دون شك العنوان الأبرز للبوكسينغ داي لما ستحمله وتفرز عنه من نتيجة قد تغير من المراكز في ترتيب الدوري الممتاز لكرة القدم.

ومهما يكن من أمر فإن فترة "البوكسينغ داي" تبقى الأكثر إثارة للجدل والأكثر متابعة من مختلف أرجاء العالم لكونها تحافظ على وتيرة كرة القدم في أوروبا رغم أنف الثلوج والعطلة الشتوية.