جولة أوروبية جديدة تشهدها الملاعب الأوروبية مع مباريات قوية ومثيرة خاصة مع اقترابنا من نهاية مرحلة الذهاب في كل الدوريات. دعونا الآن نتعرف على أهم مباراة في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى والتي لا ينصح قراؤنا الاعزاء بتفويتها في هذا الأسبوع.
- باريس سان جيرمان – نيس ( الأحد الساعة 21.45 بتوقيت بيروت ):
على ملعب حديقة الأمراء في العاصمة الفرنسية باريس، يستقبل باريس سان جيرمان صاحب المركز الثالث نيس المتصدر والذي يتفوق عليه بأربع نقاط. ولم يكن يتوقع أحد أن تأتي هذه المباراة في المرحلة السابعة عشر وألا يكون الفريق الباريسي متصدرا لكن نيس خالف كل التوقعات بتقديمه لأداء فاجأ الجميع إيجابيا. ويعلم مدرب باريس سان جيرمان أوناي إيمري أن السقوط أمام نيس ممنوع، وسيزيد كثيرا من الضغوط عليه، خاصة أنه وفي أسبوع واحد خسر 3-0 أمام مونبيلييه محليا وفشل في احتلال صدارة مجموعته أوروبيا، دون أن ننسى أن توسيع نيس للفارق بحال فوزه إلى سبعة نقاط والذي سيتوجه بطلا لمرحلة الذهاب ويصعّب مهمة عودة الباريسيين للصدارة أقله في الفترة القليلة القادمة. ويتساوى الفريقان إحصائيا إلى حد كبير فكلاهما سجل 30 هدفا وتلقى نيس 10 أهداف مقابل 11 للبي أس جي لكن نيس يبدو من الناحية الجماعية والخططية أفضل من باريس سان جيرمان وهو برهن ذلك في مبارياته التي تميز فيها بانضباط كبير تكتيكي وتوزان بين الفكرين الدفاعي والهجومي بينما يبدو باريس سان جيرمان مفتقدا للاعب القائد داخل الملعب خاصة في خط وسط الفريق دون نسيان بعض الخيارات الغريبة لأوناي إيمري في بعض المباريات. فلمن ستبتسم القمة الفرنسية، لأصحاب الارض أم للضيوف ؟
- روما – ميلان ( الإثنين الساعة 22.00 بتوقيت بيروت ):
يحتضن ملعب الأولمبيكو في العاصمة الإيطالية روما مباراة قمة المرحلة السادسة عشر من الدوري الإيطالي حيث يلعب روما الوصيف مع إي سي ميلان صاحب المركز الثالث وهما متساويان باثنتان وثلاثين نقطة لكن روما يتفوق بفارق الأهداف. روما القادم من فوز هام في ديربي العاصمة على لازيو سيحاول الاستمرار في مطاردة اليوفي المتصدر وهو هدف يتشارك فيه مع إي سي ميلان دون أن ننسى الرغبة المشتركة لتوسيع الفارق مع الملاحقين في الخلف الثلاثي نابولي، لازيو وأتالانتا. في الشكل يبدو روما صاحب الأداء الأكثر إمتاعا حيث أن خط هجومه هو الأقوى في الدوري بينما لا يبدو خط دفاعه سيئا على الإطلاق وهو أفضل بقليل إحصائيا من خط دفاع الميلان. لكن مباريات القمة هذه في إيطاليا، لا تبدو خاضعة كثيرا لمنطق الإحصاءات والنتائج المسبقة، فهي تكون أكثر كصراع تكتيكي سيدور بين لوتشيانو سباليتي مدرب روما وفيتشينزو مونتيلا مدرب الميلان والذي سيسعى للعب بشكل منضبط للغاية مع محاولة امتصاص فورة روما باللعب على أرضه وإغلاق المساحات خاصة أمام خط هجوم روما السريع مع لعب هجومي عقلاني وفي الوقت المناسب أمام فريق يحبذ اللعب الهجومي والتقدم كثيرا إلى الأمام. فهل يحسم روما مباراة ميلان كما حسم الديربي الأسبوع الماضي أم أن إصرار الإي سي ميلان على الإستمرار في التقدم للأمام سيكون أقوى ؟
- مانشستر يونايتد – توتنهام ( الأحد الساعة 16.15 بتوقيت بيروت ):
بعد إضاعة الفوز في الأسبوع الماضي امام إيفرتون، سيحاول مانشستر يونايتد السادس بواحد وعشرين نقطة على أرضه في الأولد ترافورد هزيمة توتنهام الخامس بسبعة وعشرين نقطة من اجل اللإقتراب اكثر من مراكز دوري أبطال اوروبا. ومع فارق النقاط الست بين الفريقين، وفارق النقاط الثلاث بين توتنهام الخامس والسيتي الرابع، يدرك مدرب اليونايتد جوزيه مورينيو أن أي خسارة على ارضه أمام توتنهام ستكون ضربة قوية للغاية في سعيه للحصول على مقعد في دوري أبطال أوروبا إذ سيكون قد ابتعد بتسع نقاط عن توتنهام واثني عشر نقطة كاملة في حال فوز السيتي أو ليفربول في مباراتهما، وهو فارق كبير للغاية بعض مضي أكثر من ثلث الدوري. وما زال اليونايتد مفتقدا للاداء الثابت فهو تارة يقدم كرة قدم جيدة وتارة يبدو كفريق فيه الكثير من الثغرات خاصة من الناحية الدفاعية وهو أمر سيضر كثيرا بمسيرة الفريق إن استمر. اما توتنهام فهو أيضا مطالب بتحقيق الفوز من أجل البقاء كمنافس شرس لفرق المقدمة. توتنهام يلعب في الفترة الاخيرة بشكل جيد خاصة من الناحية الهجومية حيث استعاد الفريق عافيته ونشاطه ما يبشر بمستوى مميز في مباراة قمة الدوري الإنكليزي لهذا الأسبوع.
- بايرن ميونيخ – فولفسبورغ ( السبت الساعة 16.30 بتوقيت بيروت ):
يستضيف بايرن ميونيخ وصيف الدوري الألماني فولفسبورغ صاحب المركز السادس عشر في مباراة يسعى الفريق البافاري فيها لمواصلة الضغط على المتصدر لايبزيغ قبل لقاءهما المرتقب قريبا. وقد تبدو المباراة على الورق سهلة للفريق البافاري لكنها فعليا لن تكون لذلك ففولفسبورغ مع مدربه فاليريان اسماعيل لاعب البايرن السابق سيسعى للخروج من دوامة النتائج السلبية وهو يمتلك مجموعة من اللاعبين الجيدين لكن ما ينقصهم هو أمران: المزيد من العمل الجماعي والترابط بين الخطوط إضافة للعب بهدوء رغم هذه الفترة الصعبة حيث دائما ما يدفع الفريق ثمن تهور أحد لاعبيه سواء بطرد أو بنتمريرة خاطئة قاتلة أو ما شابه ذلك وهذا كله ممنوع أمام بايرن إذا ما أراد الفريق الملقب بالذئاب الخروج من ميونيخ بنتيجة إيجابية. في المقابل، سيسعى بايرن إلى اللعب بهدوء وهو بعد فوزه المعنوي على اتليتيكو في دوري الأبطال والتأهل للدور الثاني، سيسعى لتمرير هذه المرحلة في الدوري من دون أي أخطاء قبل الراحة الشتوية وهو سيستفيد من عودة التألق لهدافه ليفاندوفسكي من أجل الدخول بقوة هجومية وهز شباك فولفسبورغ.
- فياريال – أتليتيكو مدريد ( الإثنين الساعة 21.45 بتوقيت بيروت ):
يستضيف فياريال صاحب المركز الخامس أتليتيكو مدريد صاحب المركز الرابع والذي يتقدم عليه بفارق نقطتين فقط في مباراة يدخلها كل فريق بهدف مختلف. الصراع على المركز الرابع المؤهل لدوري أبطال أوربا بالنسبة لفياريال هو الهدف بينما سيكون الفوز هدف أتليتيكو مدريد من أجل عدم السماح لريال مدريد بالإبتعاد أكثر في الصدارة كما البقاء قريبا من برشلونة وإشبيلية كي لا تصبح الامور فيما بعد صعبة التعويض. ويملك الفريقان خط الدفاع الاقوى في البطولة بينما يتفوق هجوم الاتليتيكو على هجوم فياريال بشكل واضح. وقد تكون المباراة صعبة على أتليتيكو من جهة أن فياريال يعتمد أسلوبا مشابها لأسلوب لعب الأتليتيكو اي انضباط دفاعي مع إغلاق للمساحات وتركيز على الهجمات المرتدة المعاكسة وهو ما قد يجبر الاتليتيكو على الإستحواذ ومحاولة بناء هجمات منظمة، امر لا يعتبر إحدى نقاط قوة أتليتيكو فهو فريق يحب اللعب في المساحات أكثر من بناء لعب بكرات عرضية وقصيرة أمام دفاع متكتل ومنتشر بشكل جيد كدفاع فياريال ما ينذر بمباراة حماسية للغاية وستكون حاسمة خاصة للأتليتيكو إذا ما أراد فرض نفسه منافسا وبقوة على لقب الليغا.
أحمد علاء الدين