يتميز لبنان بامتداد شواطئه من شماله إلى جنوبه على طول حدود الساحلية في ميزة لا تتوافر في الكثير من البلدان خاصة في المنطقة العربية والأسيوية بشكل عام وهو ما يفترض أن يفسح المجال أمام ممارسة الالعاب الشاطئية جميعها نظرا لتوفر الأمر الاساسي لها ألا وهو الشاطئ الرملي.

وتعتبر رياضات كرة القدم، كرة الطائرة، ​كرة اليد​ و​كرة المضرب​ هي الرياضات التي يمكن ممارستها على الشاطئ الرملي مع بعض التغييرات الجذرية سواء في مقاسات الملاعب، نوعية الكربات المستعملة أو قوانين الالعاب التي تعدل بشكل يتناسب مع طبيعة الأرض الرملية للعبة.

في هذا التحقيق سنتعرف إلى هذه الألعاب الأربعة ونشرح أبرز الفوارق بينها وبين اللعبة الأم المنبثقة منها مع الإشارة إلى أنه في بلدنا لبنان تمارس ​كرة القدم الشاطئية​ بشكل كبير والمنتخب الوطني يحقق نتائج مميزة منذ فترة ليست بالقصيرة وحتى الآن حيث فرض نفسه رقما صعبا إضافة إلى الكرة الطائرة الشاطئية والتي تنظم فيها مسابقات رسمية من قبل اتحاد اللعبة، فيما لا تحظى لعبة كرة اليد الشاطئية بوجود في لبنان حيث أن اللعبة الاساسية وهي كرة اليد تعاني من ركود واضح.

أما لعبة كرة المضرب الشاطئية فهي ليست منتشرة كثيرا اصلا حوالي العالم لكننا سنضيئ عليها عسى أن تبدا بالانتشار في لبنان لأنها لا تحتاج إلا إلى القليل من التجهيزات.

كرة القدم الشاطئية

تلعب مباراة كرة القدم الشاطئية بثلاث أشواط كل شوط مدته 12 دقيقة صافية وفي حال انتهاء المباراة بالتعادل يلعب شوط إضافي رابع مدته ثلاث دقائق قبل أن يلعب الفريقان ركلات ترجيحية إن استمر التعادل.

يتألف فريق كرة القدم الشاطئية من 5 لاعبين ضمنهم حارس المرمى و7 لاعبين احتياط.

تلعب المباراة بكرة يتراوح وزنها بين ال400 و440 غرام مع محيط يبلغ 68 سم، سعر الكرة يتراوح بين 30 و40 دولار أميركي للكرة الاصلية.

أما الملعب، فطوله يتراوح بين 35 و37 مترا أما عرضه فهو بين 26 و28 مترا ومنطقة الجزاء طولها 9 أمتار تبدأ من خط المرمى ويوضع علمان أصفران مقابل بعيهما على حدود خط التماس للدلالة عليها كما يتم وضع علمين أحمرين في منتصف الملعب للدلالة على خط المنتصف.

ارتفاع عارضة المرمى هو 2.21 مترا وعرض المرمى 5.49 مترا وعادة ما تكون لون العارضات أصفر وتتألف من الحديد أو الألومينيوم المقوى.

أرضية الملعب رملية لكنها ليست ناعمة فالكرة لا تجري عليها بل يبقى الرمل مثل وضعه تماما على الشاطئ لكن يتم تنظيفه من كافة الحجارة والحصى التي يمكن أن تشكل أذى علاى سلامة اللاعبين.

كما تجدر الإشارة إلى أن اللاعبين لا يلبسون أي أحذية بل يلعبون حافيي القدمين ومن دون أية جوارب أو واقي للساق بعكس كرة القدم التي تكون هذه الامور إجبارية.

كرة الطائرة الشاطئية

تمارس لعبة الكرة الطائرة داخل الصالات لكن الكرة الطائرة الشاطئية تمارس على شواطئ البحار في الهواء الطلق إنما بظروف مختلفة.

يتألف فريق كرة الطائرة الشاطئية من لاعبين اثنين بدلا من ستة في اللعبة الأم بغياب اي لاعبين احتياطيين ما يعني أن التبديل ممنوع في هذه اللعبة.

الملعب يبلغ طوله 16 مترا بعرض 8 أمتار بدلا من 18 مترا في اللعبة الأم وعرض 9 أمتار. ولا يوجد خط الهجوم الموجود في اللعبة داخل القاعة والذي يبعد عن الشبكة 3 امتار.

الشيئ الثابت هو الشبكة والتي لم يتغير ارتفاعها حيث بقيت بارتفاع 2.43 مترا للرجال و 2.24 مترا للسيدات وبالطبع تكون بالمساحة كلها في عرض الملعب. الشبكة طولها حوالي خمسين إلى ستين سم تبدأ من أقصى الإرتفاع ويكون هناك فراغ في المنطقة السفلية تماما مثل لعبة كراة الطائرة داخل القاعة.

كي يفوز الفريق بالمباراة، يجب أن يفوز بمجموعتين وتكون نقطة الفوز هي النقطة ال21 شرط أن يكون الفارق اكثر من نقطة، والممجموعة الفاصلة تكون فيها نقطة الفوز عند النقطة 15 بنفس الشرط، أي الفوز بفارق نقطتين.

الكرة المستعملة في لعبة الكرة الطائرة يبلغ سعر الاصلية منها حوالي خمسين دولارا أميركيا وبالطبع هناك كرات اقل سعرا تستعمل في المسابقات الغير دولية أو للتمارين.

أما سعر الشبكة مع القاعدة التي لها فإن السعر للنوعية الجيدة يبدأ من المئة دولارا ويمنتهي بحدود المئتين وخمسين دولارا للشبك الاصلي والمتين الذي يستعمل في المسابقات الدولية.

كرة اليد الشاطئية

لعبة كرة اليد الشاطئية لعبة وضعت قوانينها لأول مرة من الإتحاد الدولي لكرة اليد عام 2002 ما يجلعها لعبة حديثة العهد.

وتندرج جميع قوانينها تحت روحية اللعب النظيف وهو الهدف من وراء هذه اللعبة التي تقام على رمال الشاطئ لكن يشترط في الرمال أن تكون خالية من الحجارة وبطبقات متعددة وناعمة قدر الإمكان مع سماكة لا تقل عن 40 سم.

ملعب كرة اليد الشاطئي طوله 27 مترا وعرض يبلغ 12 مترا اي أقل مساحة من الملعب المغلق ( 40 مترا ) وكل منطقة مرمى مستطيلة وليس دائرية تمتد لستة أمتار مع مساحة ثلاث أمتار حوالي الملعب تسمى منطقة الحماية.

خطوط الملعب يجب أن تكون من حبال لا يتعدى عرضها 8 سم. أما المرمى عرضه 3 أمتار وارتفاعه مترين ومثبتة بشكل آمن في الرمل.

أما وقت اللعب، فهو شوطين، كل شوط يتألف من عشر دقائق، لا تهم نتيجة الشوط غذا أن نتيجة الشوطين لا تجمع بل كل فائز في شوط يحصل على نقطة فيكون الفوز إما 2-0 أو التعادل 1-1 بمجموع الأشواط، في حال التعادل يتم اللجوء إلى رميات من منطقة الستة امتار.

الكرة المستعملة هي دائرية وزنها للرجال من 350 إلى 370 غرام مع محيط يتراوح بين 54 إلى 56 مم أما للسيدات فهي من 280 إلى 300 غرام ومحيط بين 50 ل52 مم.

يتألف كل فريق من اربعة لاعبين ضمنهم حارس مرمى وأربعة احتياط. كما يمنع ارتداء الأحذية هذه اللعبة.

يمنع بقاء الكرة في حال رميها للارض كي ترتد لأكثر من ثلاث ثواني ويجب على اللاعب الرامي لمسها هو بنفسه كما يمنع المشي بالكرة لأكثر من ثلاث خطوات.

كل هدف يمثل نقطة وحيدة، الهدف المسجل من حارس المرمى يحتسب نقطتين، كما الهدف المسجل من علامة الجزاء أو بطريقة مميزة تثير إعجاب الجمهور.

سعر الكرة التي تستعمل في اللعب تبدأ من حوالي 30 دولارا وحتى ال50 دولارا. أما سعر المرمى فهو يصل مع الشبك لحوالي 200 دولار ذو النوعية المميزة والمتينة.

كرة المضرب الشاطئية

رغم إقامة منافسات كرة المضرب أحيانا على ملاعب رملية لكنها تختلف كثيرا عن تلك المقامة على رمال الشاطئ. بدأت اللعبة هذه بالطهور بشكل منظم كلعبة رسمية في أوائل الألفية الثالثة.

طول الملعب وعرضه هو نفس ذاك المعتمد في كرة الطائرة الشاطئية أي 8 أمتار في العرض و16 مترا في الطول مفصول في منتصفه بشبكة ارتفاعها 1.78 مترا.

احتساب النقاط يكون كما في اللعبة الأم، 0 15 30 40 لكن الكرة لا يجب أن تلمس الأرض أبدا.

كما أن الكرة أخف بكثير وأصغر حجما من الكرة الصفراء حيث تصل إلى نصف وزنها من اجل الحصول على ارتداد أخف.

يمكن أن يلعب في هذه اللعبة لاعب ضد لاعب وأن يصل العدد إلى أربعة لاعبين ضد أربعة والهدف من هذه الرياضة الخليط بين الكرة الطائرة وكرة المضرب هو التسلية فقط.

سعر المضرب المطاطي يبدأ من 75 دولارا ذو النوعية الجيدة ويصل لحد ال200 دولار حسب المواد المستعملة في تصنيعه. أما الكرة فيصل سعر الكرة الاصلية لحوالي 3 دولار.

رياضات لا تكلف الكثير ويمكن للبنان في ظل وجود الشاطئ البحري من تجهيز ملاعب لا تكلف إلا القليل ومحاولة نشر هذه الالعاب الجديدة نوعا ما والتي تنتشر يوما بعد يوم حول العالم وبعضها اعتمد في الالعاب الاولمبية ولها كؤوس عالم من اجل السعي لبناء فرق ومنتخبات قوية والتغلب على الحجج الجاهزة دوما لتفسير الإخفاقات بأنه لا ملاعب ولا إمكانيات مادية متوفرة رغم كثرة المواهب !! هذه العاب لا تحتاج لا لإمكانات مادية كبيرة ولا لملاعب فالشاطئ موجوج وكل ما هو مطلوب تحديد قياسات الملاعب كي نبدأ في نشر هذه الالعاب أكثر والسعي للمنافسة فيها في المحافل الخارجية.