أفرزت الموقعة التي جمعت البرازيل والأرجنتين ضمن تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة لنهائيات ​كأس العالم 2018​ في روسيا الكثير من الوقائع التي يمكن تسجيلها عن مواجهة "كلاسيكو العالم" خاصة في ظل ما آلت اليه الأمور بالنسبة للمنتخب الأرجنتيني الذي بات في وضع لا يحسد عليه على الإطلاق.

ولم تكن الخسارة الكبيرة التي مني بها النجم ​ليونيل وميسي​ ورفاقه على يد "الزميل" نيمار بثلاثة أهداف دون رد، إلا مؤشراً خطيراً لمسيرة الارجنتين على الصعيد الدولي منذ حلولها ثانية في مونديال 2014 في البرازيل وحتى الآن.

وأرست المواجهة الأخيرة بين المنتخبين فجر اليوم الجمعة واقعاً بات من الصعب تجاهله خاصة لجهة التفوق البرازيلي الواضح على غريمه الأرجنتيني الذي لم يحقق اي انتصار على خصمه منذ أكثر من أربع سنوات.

وجاءت الثلاثية البرازيلية الأخيرة في المرمى الأرجنتيني لتؤكد مجدداً تفوق "الجيل الجديد" القادم من بلاد السامبا على نخبة من النجوم وفي مقدمتهم ميسي، هيغوايين، دي ماريا، ماسكيرانو وغيرهم وهو ما يؤكد الحاجة الملحة للتجديد في منتخب عريق لطالما أبهر العالم بابداعاته.

لم يعد جائزاً القول ان ليونيل ميسي قادر لوحده على اجتراح المعجزات كما يفعل في برشلونة، وهي الفكرة التي ما يزال الارجنتينيون يتمسكون بها لكنها اثبتت عدم جدواها، لان منتخب التانغو لم يعد باستطاعته الخروج من هذا النفق لا بغياب ميسي ولا حتى بوجوده.

وقبل سبع مباريات على انتهاء التصفيات، وضعت الارجنتين نفسها في وضع صعب كونها تحتل المركز السادس في التصفيات وهو المركز الذي لا يؤهل حتى لمباراتي الملحق مما يعني ان خطر الغياب عن مونديال روسيا بات موجودا ما لم يتدارك المدرب ادغاردو باوزا الموقف في المواجهات المقبلة.

صحيح ان الارجنتين تتخلف بفارق نقطة واحدة عن الاكوادور وتشيلي اللتين تحتلا المركزين الرابع والخامس، لكنها ايضاً تتقدم بنقطة عن الباراغواي صاحبة المركز السابع ونقطتين عن البيرو التي تحتل المركز الثامن، مع العلم ان المنافسة في تصفيات أميركا الجنوبية غير تقليدية، بمعنى انه كلما اقترب الحسم بات التوقع صعباً لحسم أي مواجهة.

ربما تشكل المباراة المقبلة أمام كولومبيا نقطة تحول للارجنتين ان لجهة العودة أو حصد المزيد من الخيبة، لكن في ظل المستوى الذي قدمه ميسي ورفاقه أمام البرازيل، فقد بات من الصعب التكهن بما يمكن ان تفعله او النتائج التي باستطاعتها تحقيقها في المباريات المقبلة.

في المقابل واصلت البرازيل ومنذ فوزها بذهبية دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو ترسيخ وجودها على الساحة الدولية والتي اهتزت ابان خسارتها المذلة في نصف نهائي مونديال 2014 أمام المانيا، ذلك لان البرازيل ادركت ان الاعتماد على اسمها فقط دون العمل على ارض المواقع لن يجلب لها سوى النتيجة المخيبة امام المانشافت، وهو ما لم تفعله الأرجنتين حتى الآن.

واذا كان "كلاسيكو العالم" قد بدأ بتبادل التحايا بين ميسي وزميله في برشلونة نيمار، فإن تلك الصداقة انتهت بفائز ومهزوم يخشى ان تصل الى غياب افضل لاعب في العالم عن اهم حدث كروي بعد نحو عامين.