على ملعب سانت دوني في العاصمة الفرنسية باريس، حقق المنتخب البرتغالي لقببطولة أوروبا لكرة القدمبعد تغلبه على المنتخب الفرنسي المضيف بهدف يتيم سجله إيدير في الدقيقة 109 من عمر المباراة التي ذهبت لأشواط إضافية. مدرب البرتغال ​فيرناندو سانتوس​ لعب بالرسم التكتيكي 4-1-3-2 مع كريستيانو رونالدو وناني في خط الهجوم بينما لعب ديدييه ديشان مدرب فرنسا بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع أوليفيه جيرو كرأس حربة وحيد.

فرنسا بدأت المباراة بنوايا هجومية مع اغلاق البرتغال لملعبها واعتمادهم على كرات طويلة خلف الدفاع الفرنسي لاستغلال سرعة رونالدو وناني في الإنطلاق الهجومي وضغط من قبل هذا الثنائي على ثنائي ارتكاز فرنسا بوغبا وماتويدي من أجل تأخير بناء الهجمة الفرنسية. فرنسا لجأت لضغط عالي عند فقدان الكرة مع شكل أقرب ل4-4-2 دفاعيا بوجود خط وسط رباعي أمام خط دفاع فرنسا وتحول غريزمان من وراء جيرو لجانبه في حالة الضغط على المنافس. غريزمان أضاع فرصة خطرة لفرنسا في الدقيقة 7 ثم تبعها برأسية في الدقيقة 10 أنقذها باتريسيو الحارس البرتغالي ببراعة. ريناتو سانشيز لاعب وسط البرتغال كان محور انطلاق الهجمات من عمق الملعب مع سرعته ثم يتحول بعد تسليمه للكرة على الجههة اليمنى، الأمر نفسه انطبق على جواو ماريو مع تقدم الأظهرة سيدريك وغيريرو في الحالة الهجومية لكن اللعب كان محصورا في وسط الملعب مع انتشار جيد من الفريقين وصعوبة اختراق المناطق الدفاعية. بالدموع غادر رونالدو الملعب مصابا في الدقيقة 25 ودخل مكانه كواريسما ليحول المدرب سانتوس خطته ل4-3-3، جواو ماريو تحول من الوسط للجهة اليسرى، كواريسما لعب في الجهة اليمنى وأصبح ناني هو رأس الحربة لتعود فرنسا وتستغل ضياع البرتغاليين بعد خروج رونالدو محاولة الضغط عبر الجهة اليسرى مع باييت ومجيئ سيسوكو من الجهة اليمنى إلى عمق الملعب الهجومي من اجل الزيادة العددية ليسدد سيسوكو نفسه كرة أنقذها مجددا باتريسيو. البرتغال لم تقف مكتوفة الأيدي بل حاولت دائما الهجوم كفريق واحد بانطلاقات من وسط الملعب ومساندة دائمة من الأظهرة للعب كرات عرضية لداخل منطقة الجزاء لم تجد المهاجم الذي يتابعها مع بطئ جواو ماريو في الجهة اليسرى خاصة في الانطلاق بالكرة. فرنسا بقيت بنفس الطريقة الهجومية،كرات عرضية لداخل منطقة جزاء البرتغال ودخول غريزمان كمهاجم ثاني لاستقبالها لكن تعامل معها بيبي وفونتي قلبي دفاع البرتغال بطريقة مثالية لينتهي الشوط الأول بتعادل سلبي.

الشوط الثاني بدأ بمحاولات هجومية فرنسية انما عابها البطئ في تسلم وتسليم الكرة إضافة للحركة بدون كرة خلف دفاع البرتغال ليحاول باييت التحرك في العمق والانطلاق خلف لاعبي وسط البرتغال لكن شكل هجوم البرتغال كان أفضل ليس من ناحية الخطورة إنما من ناحية بناء الهجمة فالفريق ككان يصعد ككتلة واحدة من الخلف ويحاول التدرج بكرات قصيرة للوصول إلى منطة جزاء فرنسا لكن الفريق البرتغالي كان مفتقدا لرونالدو كثيرا في الشق الهجومي، للاعب الذي يستطيع خلق فرصة في الثلث الأخير عند استلامه للكرة وهو مراقب. فرنسا تابعت محاولاتها المتقطعة مع مجيئ سيسوكو دائما لعمق الملعب كما ذكرنا وترك سانيا يتقدم كثيرا في اليمين. ديشان أجرى تغييره الأول فأدخل كومان مكان باييت في الجهة اليسرى عند الديقة 58 لكن وجود سيسوكو الذي هو ليس بجناح في الجهة اليمنى ومجاولته دائما المجيئ للوسط حيث مركزه وخطورته جعل الجهة اليمنى غائبة فرنسيا ما سهل من مهمة البرتغال في الرقابة الدفاعية على كومان وفعل الزيادة العددية في اليسار لمراقبته. غريزمان اضاع كرة رسية لفرنسا التي تابعت ضغطها حيث تحسن الفريق أكثر بدخول كومان السريع ولعبه لكرات عرضية جيدة لكن البرتغال لم تكن غائبة وبقيت انطلاقاتها السريعة بالهجمة المرتدة موجودة لكن الفريق عانى في تسليم الكرات لكواريسما وماريو في جهتي الملعب اليمنى واليسرى إضافة لصعوبة لعب ناني كرأس حربة وعدم قيامه بالإضافة المرجوة لهجمة البرتغال المرتدة في العمق ليدخل موتينيو مكان سيلفا لتنشيط الوسط الهجومي عند البرتغال.ومرت بضع دقائق بشكل هادئ قبل أن يدخل جينياك مكان جيرو في هجوم فرنسا ويلعب سانتوس ورقته الاخيرة بإدخال إيدير مكان ريناتو سانشيز. جواو ماريو عاد للوسط وذهب ناني كجناح أيمن، كواريسما أتى كجناح أيسر وأصبح إيدير هو رأس الحربة بنفس الرسم التكتيكي 4-3-3. مفعول التبديل كاد أن يكون سريعا ليضيع كواريسما فرصة خطرة في الدقيقة 80. كومان زاد من نشاطه الهجومي مع مهارته الفردية لتجاوز الرقابة ولعب كرات عرضية خطرة مع استمرار سيسوكو بالمجيئ لعمق الملعب. بوغبا كان هو اللاعب الذي يبدأ الهجمة الفرنسية من الخلف مع أدوار أكبر هجومية لماتويدي. أخطر فرص اللقاء أضاعها جينياك في الدقيقة 91 عندما صد القائم كرته وفرض الذهاب لأشواط إضافية بعد التعادل 0-0.

كما العادة بدأت فرنسا الأشواط الإضافية بشكل أفضل مع محاولة بوغبا التحرر من واجباته الدفاعية واللعب في الجهة اليمنى لإيجاد توازن هجومي بين طرفي الملعب مع بقاء البرتغال على الإنتشار الجيد في ملعبها وقرب الخطوط الثلاث من بعضها البعض بشكل مميز ما ضيق المساحات على فرنسا. كومان حاول اللعب في العمق مع ذهاب غريزمان لليمين من أجل فك شيفرة دفاعات البرتغال التي تحسنت كثيرا في الشق الهجومي وتحديدا في المرتدة فإيدير أعطى للبرتغال العمق الهجومي المطلوب وأصبح محطة هجومة هامة، عارضة برتغالية لموتينيو كانت إشارة إلى أن شيئا ما ليقوم إيدير بتسجيل هدف التقدم للبرتغال في الدقيقة 110 من تسديدة بعيدة. ديشان حاول التدخل سريعا فادخل مارسيال مكان سيسوكو في الجهة اليسرى وأتى كومان للجهة اليمنى مع تقدم كل لاعبي وسط فرنسا للأمام ولعب كرات طولية وعرضية لداخل منطقة الجزاء حيث الكثافة الفرنسية بستة لاعبين لكن دفاع البرتغال الرائع كان لها بالمرصاد. البرتغال حاولت عند قطع الكرة التقدم بها للامام ومحاولة تمويت اللعب وهو ما حصل لتنتهي المباراة بفوز البرتغال وتتويجها باللقب الأوروبي الغالي.

أحمد علاء الدين