حققت كولومبيا المركز الثالث في بطولة كوبا أميركا بعدما تغلبت على الولايات المتحدة البلد المضيف بهدف للا شيئ في مباراة المركزين الثالث والرابع التي احتضنها ملعب جامعة فينيكس. مدرب كولومبيا خوسيه بيكرمان بدأ المباراة بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع كارلوس باكا كمهاجم وحيد فيما لعب مدرب الولايات المتحدة يورغن كلينسمان بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع ديمبسي وشو وود في خط الهجوم.
كولومبيا بدت هي الفريق المستحوذ في بداية اللعب فيما اعتمدت الولايات المتحدة ضغطا عاليا لاسترجاع الكرة وتبطيئ الهجمة الكولومبية. تركيز كولومبيا بدا واضحا على الجهة اليمنى جهة السريع كوادرادو ليسدد خاميس كرة أنقذها هاوارد. الولايات المتحدة حاولت اعتماد كرات طولية للأطراف لكنها افتقدت للدقة اللازمة لتستمر كولومبيا في كراتها القصيرة المتبادلة والتي حاولت من خلالها لعب هجمات منظمة. ورغم محاولة الولايات المتحدة تسريع إيقاع اللعب من خلال نقل سريع للكرة على الجهتين اليمنى واليسرى للعب كرات عرضية لداخل منطقة الجزاء، لكن تمركز كولومبيا الجيد سمح في استمرار سيطرتها على المباراة لكن من دون خطورة كبيرة مع حركية واضحة لدى خط وسط منتخب أميركا سواء في الضغط أو في محاولة إغلاق عمق الملعب. أما هجوميا في حاولت الإختراق هذه المرة من العمق مع تحركات برادلي وجونز السريعة بالكرة لكنها لم تفلح بسبب انتشار جيد للدفاع الكولومبي. استمرار تركيز كولومبيا على الهجمة من الجهة اليمنى أثمر هدفا عن طريق باكا في الدقيقة 31. ردة فعل الولايات المتحدة لم تكن بمستوى الحدث، إذا استمرت مصرة على الإختراق من العمق للوصول إلى المرمى الكولومبي مع نزول شو وود وديمبسي لخط الوسط من أجل استلام الكرات والإنطلاق بها لكن الفريق الأميركي افتقد للسرعة اللازمة في الثلث الأخير لينتهي الشوط الأول بتقدم كولومبيا 1-0.
في بداية الشوط الثاني، حاولت الولايات المتحدة الضغط من أجل التعديل بشكل سريع وأضاع ديمبسي ركلة حرة أنقذها أوسبينا. لكن كولومبيا مع خط وسطها القوي استمرت هي الطرف الأفضل في السيطرة على الكرة مع محاولة تدويرها وإيصالها مجددا لجهة اليمين عند كوادرادو ليسدد رودريجيز كرة خطرة على المرمى الأميركي مرت بسلام. الولايات المتحدة عادت لتسيطر على الكرة لكن من دون خطورة تذكر مع انكفاء كولومبي للخلف وإغلاق جيد للمنطقة الدفاعية خاصة في ظل عدم تحركات جدية للولايات المتحدة على الأطراف مع عدم صعود للأظهرة من أجل المساندة الهجومية. كولومبيا كانت خطيرة في الهجمات المرتدة السريعة حيث كان الإرتداد الدفاعي للولايات المتحدة بطيئا ليضيع كواردادو كرة أصابت العارضة رد عليه ديمبسي مهاجم الولايات المتحدة بكرة اصابت القائم. الولايات المتحدة بقيت بذات النهج، محاولة دائمة للاختراق من العمق مع عدم تشغيل للأطراف، بل إن الأطراف كانوا يضمون للداخل من اجل القيام بزيادة عددية في عمق الدفاع الكولومبي الذي ارتد للخلف، وحده رودريجيز، باكا وكوادرادو كانوا يقومون بضغط عالي في الأمام لتبطيئ الهجمة الأميركية. كلينسمان أجرى تبديله الأول فأخرج بيدويا وأدخل بوليسيتش الذي لعب في الجهة اليمنى وانتقل زارديس لليسار فيما أخرج بيكرمان كواردادو وأدخل مورينو صاحب الواجبات الدفاعية. كولومبيا حاولت تهدئة اللعب قدر المستطاع وأدخلت مارتينيز مكان باكا في الأمام. محاولات الولايات المتحدة استمرت مع تغيير قليل، وع إدخال كلينسمان لناغبي مكان برادلي، حاول الفريق تغيير أسلوبه بلعب كرات عرضية من الجهتين اليمنى واليسرى إنما من دون خطورة ليدخل ميدينا مكان سيلز في كولومبيا وتمر الدقائق بعنف زائد حيث طرد أوروزكو وأرياس من الفريقين في الدقيقة الأخيرة وتحاول الولايات المتحدة الضغط أكثر لكن الدفاع الكولومبي كان متكتلا ونجح في إبعاد الخطورة عن مرماه لتنتهي المباراة بفوز كولومبي واحتلال للمركز الثالث لبطولة الكوبا.
أحمد علاء الدين
