ساعات قليلة فقط تفصلنا عن انطلاق حدث مهم يشغل اوروبا والعالم، هو كأس امم اوروبا 2016 الذي تستضيفه فرنسا وسط اهتمام كروي عارم، ومخاوف امنية نتمنى الا تتحقق لتبقى الرياضة عصية على الارهاب.

وقبل انطلاق اليورو، وبعيدا عن كلام الصحافة ومشجعي الفرق، توجهت صحيفة "السبورت" الإلكترونية إلى عدد من مدربي الأندية اللبنانية ونجوم كرة القدم كي تستطلع آراءهم فيما خص هذه البطولة ونظرتهم الفنية لها.

اميل رستم
لم نوفق بالحديث مع المدرب اميل رستم الذي نجح في ايصال الصفاء الى التربع على عرش الدوري اللبناني لهذا الموسم، كونه كان خارج البلاد حين تم اعداد التقرير، وبالتالي لم يتسن لنا الاطلاع على افكاره وآرائه القيمة بالنسبة الى الحدث الاوروبي، على امل التواصل معه في مناسبات اخرى.

موسى حجيج​: المانيا واسبانيا الاكثر حظاً للفوز



مايسترو نادي النجمة السابق لاعب الوسط الفذ، ومدرب شباب الساحل الحالي موسى حجيج أكد أنه ينتظر بطولة على مستوى فني عال جدا مع اداء تكتيكي مميز، والعين ستكون على المدربين وعلى ما سيقدمونه من خطط وافكار جديدة على الساحة الكروية وعلى اللاعبين أيضا الذين سنرى كيف سيؤدون تحت الضغط.
برأي حجيج أن ألمانيا فريق متكامل في كافة الخطوط مع مدرب ذكي، كما أن اسبانيا تتمتع أسلوب لعب مميز ، وبالتالي فحظوظهما هي الاعلى للفوز باللقب دون نسيان منتخب فرنسا الذي يلعب على أرضه ولديه دافع كبير مع عناصر مهمة برزت مؤخرا على الساحة الاوروبية وعلى رأسها غريزمان. كما توقع حجيج ان تكون بلجيكا الحصان الأسود في البطولة لكن الأمر سيعتمد على التحضير النفسي للفريق وثقته بأمكانياته وانه يستطيع مقارعة أكبر فرق القارة العجوز.
المدرب الأهم في هذه البطولة والذي يلفت نظر حجيج هو مدرب منتخب اسبانيا ديل بوسكي فهو يعتبره الأكثر ذكاء ورؤية دون ان ننسى خبرته الكبيرة في هكذا مباريات. ورفض حجيج استبعاد المنتخب الإيطالي، مؤكدا ان التكتيك الإيطالي يعوض دائما غياب النجوم عن الفريق ومدرب ايطاليا الحالي كونتي يمتلك من الامكانات ما يؤهله من تقديم فريق منافس وصلب في هذه البطولة.
حجيج اشار إلى أن رفع عدد المنتخبات المشاركة في البطولة إلى 24 سيضفي مزيدا من الجمالية عليها وسيعرفنا الى منتخبات جديدة تسعى لابراز نفسها على الساحة الاوروبية ولا يجب ان نستبعد امكانية تفجير اي منتخب جديد نوعا ما مفاجأة نظرا لأن اوراق الفرق المغمورة غالبا ما تكون مخبأة وهي تتميز بانها تملك عنصر المفاجأة كاشفا ان العامل الذهني في هذه البطولة سيلعب دورا هاما وان الضغط سيكون كبيرا ومن يتعامل مع الضغط بطريقة أفضل ستكون حظوظه أعلى.


مالك حسون​: انكلترا قد لا تكون صاحبة دور كبير وبلجيكا الحصان الاسود
مساعد مدرب الفريق الأول في نادي الانصار مالك حسون كانت له رؤيته الخاصة ايضاً. وقال ان البطولة لن تكون صراعا بين الفكر الهجومي والفكر الدفاعي، بل في كيفية الدفاع بكرة ومن دون كرة، مع رؤية الإرتداد السريع للفرق عند خسارة الكرة. وانا شخصيا أؤيد الفكر الهجومي، لكن بالطبع هناك فرق متواضعة المستوى لن تقدر على مجاراة الفرق الكبيرة فتلجأ إلى أسلوب دفاعي بحت.
سنكون أمام بطولة شيقة وحماسية لن تخلو من المفاجآت. برأي حسون أن منتخبات ألمانيا، اسبانيا، فرنسا وإيطاليا هي المنتخبات المرشحة للفوز باللقب وسيكون من الصعب على الفرق الأخرى تجاوزها لما تتمتع من شخصية قوية ونجوم على مستوى عال. حصان البطولة الأسود هو المنتخب البلجيكي إذ يضم أفضل العناصر التي برزت بشكل كبير في الدوريات الأوروبية لكن الأمر يتوقف على مدى انصهارهم كفريق، دون أن ننسى المنتخب الروسي الذي سيكون له دور بلا شك في البطولة إضافة إلى منتخبي البرتغال والسويد اللذين يضمان أفضل مهاجمين في العالم كريستيانو رونالدو وزلاتان إبراهيموفيتش. ك
ما قال حسون بان البطولة ستفرز بلا شك مجموعة من النجوم الجدد ذلك وأن الرقابة اللصيقة التي ستفرض على النجوم في كل منتخب ستعطي فرصة للاعبين موهوبين آخرين للظهور والتألق. حسون ختم حديثه بالقول أنه لا يتمنى ولكن يتوقع أن لا يكون المنتخب الإنكليزي صاحب دور في البطولة، فهو قد تابعهم في المباريات الودية الأخيرة وكون انطباعا بأن المنتخب ليس على مستوى الحدث وهذا قياسا على تلك المباريات لكن الوديات شيئ والرسميات شيئ آخر.


فؤاد حجازي​: المانيا اسبانيا وفرنسا مرشحة للقب وايطاليا قد تصدمنا


مدرب فريق الحكمة لكرة القدم بدأ حديثه بالقول ان البطولة دائما ما عودتنا على مستوى فني وتكتيكي عال نظرا للأسماء الرنانة التي تمتلكها معظم الفرق. ورأى ان الفرق الكبرى ستلعب بشكل هجومي بحت فيما ستعتمد فرق الصف الثاني والمشاركة لأول مرة، على أسلوب حذر في اللعب تظرا لانها لا تمتلك امكانيات فنية مثل منتخبات الصف الأول.
وتوقع رؤية لعب سريع ومفتوح مع اساليب فنية مختلفة، معتبراً أن البطولة ستنحصر بين ألمانيا، اسبانيا وفرنسا. ألمانيا هي بطلة العالم ولن ترضى باقل من الكأس واي شيئ غير ذلك سيكون فشلا، أما اسبانيا فهي منتخب حديث العهد ظهر منذ عشر سنوات بأسلوب التيكي تاكا وأحرز لأول مرة اليورو في نسختين متتاليتين إضافة إلى كأس العالم كما أن لاعبيه هم من برشلونة، ريال مدريد واتليتيكو وهي الفرق الابرز حاليا في أوروبا دون ان ننسى قوة الدوري الاسباني الحالي وطموح اللقب قوي لدى الفريق. أما فرنسا فهو منتخب متجدد يلعب على أرضه وبين جماهيره لكن الأمر يعتمد على قوة مدربه وشخصية الفريق الذي يمتلك لاعبين صغار وأقل نجومية من ألمانيا واسبانيا لكن الرغبة والإرادة ان وجدت ستجعل فرنسا مرشحة قوية للقب.
أما الحصان الأسود فسيكون انكلترا وبلجيكا. انكلترا لديها عناصر جيدة واذا آمنت بقدراتها فممكن أن تذهب بعيدا وبلجيكا منتخب يملك لاعبين مميزين واذا عرف المدرب كيف يوظف لاعبيه ويقدم أداء جماعيا سيذهبون بعيدا في البطولة ففرديا عناصر بلجيكا لا تقل شأنا عن عناصر ألمانيا واسبانيا.
حجازي توقع بروز عدة لاعبين في البطولة على راسهم هازارد الذي سيسعى للعودة إلى مستواه بعد موسم سيئ مع تشيلسي واثبات مهارته مجددا إضافة إلى لوكوكو، دي خيا، بوغبا دون ان ننسى فاردي وكين في منتخب انكلترا الذين يشاركون في أول بطولة كبرى وسيسعون إلى اثبات انفسهم. أما المفاجأة السلبية فبرأي حجازي أنها المنتخب الإيطالي الذي يعاني من ضعف الدوري المحلي وعدم تخريجه للاعبين على مستوى عال، ومن الممكن ان لا يلبي طموحات أنصاره رغم أن ايطاليا عودتنا على الظهور بقوة عندما تكون خارج الترشيحات.

حسن ايوب: منتخبات اوروبا الشرقية هي الحصان الاسود في البطولة


رأى أن المنتخب الألماني هو صاحب الحظ الأوفر بحكم خبرته الكبيرة وهو دائما ما يكون الرقم الاصعب في البطولات الأوروبية. المنتخب الفرنسي تطور كثيرا ويملك لاعبين أكدوا نجوميتهم مع افضلية اللعب على الأرض وبين الجمهور، كذلك حال المنتخب الإسباني الذي يمثل دوري قوي جدا بنجوم كبار مع أسلوب التيكي تاكا الذي جلب الكثير من البطولات. المنتخب الإيطالي كذلك مرشح مع تكتيكه الدفاعي المعروف بعدم تلقي أهداف رغم عامل كبر سن لاعبيه وعدم وجود نجوم صغار مع المنتخب. وأخيرا المنتخب البرتغالي الذي يعتبر خطرا مع وجود كريستيانو رونالدو الورقة الرابحة والهامة.
الحصان الأسود بحسب أيوب ستكون منتخبات اوروبا الشرقية والتي تعتمد اسلوبا مزعجا للخصوم وأقصد هنا منتخبات بولندا، روسيا، أوكرانيا ورومانيا التي دائما ما تجبرك على خوض مباريات صعبة، ومن منا ينسى مفاجأة اليونان عام 2004 حيث أحرزت البطولة. أما فيما خص موضوع زيادة عدد الفرق إلى 24 بدل 16، قال أيوب أن هذا يشكل فرصة لدول مغمورة لإثبات نفسها لكن الأهم هو أن تنتج نجوما يستطيعون اللعب مع فرق المقدمة في أوروبا وهنا سيكون دور الكشافين في مراقبة هذه الفرق الجديدة على البطولة من أجل اكتشاف المواهب وضمها وهي أصلا سياسة معتمدة حاليا في أوروبا بضم لاعبين من منتخبات مغمورة لفرق النخبة في أوروبا وما لاعبو مصر وتونس حاليا في اوروبا إلى دليل على هذه السياسة المتبعة.

هي آراء مختلفة، وتحليلات فنية متنوعة قبيل انطلاق البطولة فهل تصدق ؟ الانتظار لن يطول ونحن بلا شك على موعد مع بطولة مميزة ستحبس الانفاس وستقدم لنا وجبة كروية دسمة ومباريات ستكون قمة في الإثارة والتشويق والحماس. يورو 2016، اهلا وسهلا بك فجميعنا سيكون في استقبالك.
احمد علاء الدين