أقيمت النسخة الرابعة عشر للبطولة الأوروبية في صيف 2012 على الأراضي الأوكرانية والبولندية. شهدت هذه البطولة مشاركة 16 فريقا، 14 منهم تأهلوا بنظام التصفيات إلى جانب الدولتين المضيفتين. قسمت الفرق على 4 مجموعات تأهل منها الأول والثاني إلى الدور الربع النهائي. كانت هذه البطولة الأخيرة التي ستقام بـ16 فريقا بعد قرار الإتحاد الأوروبي رفع عدد الفرق المشاركة إلى 24 فريقا بدءا من البطولة الحالية في فرنسا.

المجموعة الأولى ضمت تشيكيا، اليونان، روسيا وبولندا. كانت تشيكيا أول فريق يتصدر مجموعته في تاريخ البطولة بفارق أهداف سلبي (1-) أمام اليونان التي اتت ثانية وتأهلت بفارق المواجهة المباشرة عن روسيا الثالثة وكلاهما بأربع نقاط فيما تذيلت المستضيفة بولندا ترتيب المجموعة بأداء لم يرق إلى مستوى التوقعات.

المجموعة الثانية ألمانيا، البرتغال، الدانمارك وهولندا. ألمانيا باداء مميز تصدرت مجموعتها بثلاثة انتصارات أمام البرتغال التي حققت ست نقاط فيما أتت الدانمارك ثالثة بفوز وحيد. مفاجأة المجموعة كانت هولندا التي قدمت أداءا سلبيا وخسرت مبارياتها الثلاث.

المجموعة الثالثة ضمت إسبانيا، إيطاليا، كرواتيا وإيرلندا. اسبانيا تصدرت المجموعة أمام إيطاليا الثانية بخمس نقاط فيما ودعت كرواتيا البطولة من دورها الأول بحلولها ثالثة بأربع نقاط أمام إيرلندا التي أتت أخيرة ولم تحصد أي نقطة.

المجموعة الرابعة ضمت إنكلترا، فرنسا، أوكرانيا، السويد. تصدرت إنكلترا الترتيب بسبع نقاط فيما أتت فرنسا ثانية بأربع نقاط أمام أوكرانيا والسويد بثلاث نقاط في المركزين الثالث والرابع ليودعوا البطولة باكرا.

* الدور الربع النهائي شهد تفوق البرتغال على تشيكيا بهدف يتيم فيما فازت ألمانيا على اليونان 4-2 وإسبانيا على فرنسا 2-0 بينما تغلبت إيطاليا على إنكلترا بركلات الترجيح 4-2 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي سلباً.

* النصف النهائي الأول جمع ألمانيا وإيطاليا. ألمانيا بخطة 4-2-3-1 وإيطاليا بخطة 4-4-2. إيطاليا اعتمدت الضغط العالي فيما كانت ألمانيا تلعب كرات قصيرة لضرب تكتل الدفاع الإيطالي فوصلت مع كرة خطيرة لهوميلز. ايطاليا وبسبب الضغط الألماني وتضييق المساحات لجأت لكرات طولية لكاسانو وبالوتيلي لم تؤد لشي لتتابع ألمانيا ضغطها، مع اعتمادها على سحب الدفاع المتكتل لوسط الملعب ومن ثم تحويل الكرة للأطراف مع الظهير المتقدم من الخلف ليحصل الألمان على فرص عدة أنقذها بوفون وبيرلو عن خط المرمى. إيطاليا حاولت استيعاب الفورة الألمانية وهدأت من إيقاع اللعب لتنجح بعدها في افتتاح التسجيل عبر بالوتيلي.
وارتد الطليان للخلف مع خطي دفاع في آخر 30 مترا من أجل مواجهة المد الألماني الهجومي، وبما أن اختراق الدفاع صعب لجأت ألمانيا للتسديد لكن بوفون كان على الموعد. ومن هجمة مرتدة سجل بالوتيلي الهدف الثاني في الدقيقة 34 لتمر الدقائق بعدها بلعب محصور في وسط الملعب وينتهي الشوط 2-0 لإيطاليا. المانيا بدأت الشوط الثاني بضغط كبير وأضاع لام فرصة لتقليص النتيجة، واعتمدت مجددا على الكرات القصيرة من اجل فتح ثغرة في جدار ايطاليا الدفاعي مع تقدم مستمر للأظهرة نحو الهجوم لكن بوفون كان حاجزا بوجه كل فرص ألمانيا، ليتدخل يواكيم لوف ويحول الخطة إلى 3-4-3 . هنا ظهرت المساحات بشكل كبير في الدفاع الألماني ومع تفعيل إيطاليا للمرتدة، حصل الطليان على فرص لإنهاء المباراة لكنهم اضاعوها لتتابع المانيا ضغطها مع كرات عرضية كثيرة، بوفون ظل متألقا وحصلت ألمانيا على ركلة جزاء في الدقيقة 90 سجلها أوزيل، وحاولت ألمانيا في الدقائق المتلقية لكن الدفاع الإيطالي كان صاحيا لتنتهي المباراة 2-1 وتتأهل إيطاليا للنهائي.

*النصف النهائي الثاني جمع بين إسبانيا والبرتغال. الفريقان لعبا بخطة 4-3-3. اسبانيا بدأت المباراة بثقة أكبر مستحوذة على الكرة مع محاولات عبر انيستا في الرواق الأيسر مع تقدم من الأظهرة للأمام خاصة أربيلوا في اليمين. البرتغال حاولت تدوير الكرة عند قطعها مع اعتمادها الدفاع المتقدم عن المرمى لإبعاد الخطورة الإسبانية وتقريب الخطوط الثلاث من بعضها البعض مع لعب كرات طولية لرونالدو في اليسار.
رونالدو كان نشطا ما أعطى ثقة للبرتغال التي انتشرت بشكل صحيح محاولة المبادرة هجوميا مع تحرك رونالدو في كل مكان من الثلث الأخير فيما ركزت اسبانيا على الكرات القصيرة السريعة لضرب الدفاع البرتغالي لكن المساحات كانت ضيقة رغم سرعة انيستا وسيلفا على الأطراف لتمر الدقائق وينتهي الشوط الأول بنتيجة سلبية.
الفريقان تبادلا السيطرة في بداية الشوط الثاني لكن اسبانيا كانت الأكثر استحواذا من دون خطورة هجومية مع استمرار البرتغاليين بتضييق المساحات، وكانت الخطورة عبر اختراقات فردية تحديدا انيستا من اسبانيا ورونالدو من البرتغال مع بعض الكرات الثابتة. البرتغال انكفأت قليلا للوراء مع اعتماد على الهجمة المرتدة وسرعة رونالدو ليحصل رونالدو نفسه على كرات ثابتة فشل في ترجمتها ليذهب الفريقان لوقت إضافي. في الأشواط الإضافية بدت اسبانيا الأفضل مع تقدم للظهيرين وسرعة نافاس في الجهة اليمنى لتبقى البرتغال معتمدة على سرعة رونالدو في المرتدة. وشهدت الدقائق الأخيرة ضغطا اسبانيا مع دفاع برتغالي جيد لكن الإسبان فشلوا في التسجيل ليذهب الفريقان لركلات الترجيح التي حسمها الإسبان 4-2 وتأهلوا للمباراة النهائية.

* النهائي جمع بين إسبانيا وإيطاليا. إسبانيا لعبت بخطة 4-3-3 مع الثلاثي إنيستا، فابريغاس وسيلفا في خط الهجوم بينما لعب إيطاليا بخطة 4-4-2 مع بالوتيلي وكاسانو كمهاجمين اثنين. المباراة بدأت متكافئة، مع تضييق إيطالي للمساحات وخط دفاع متقدم مع ارتداد دفاعي سريع في وجه تحركات اسبانيا الهجومية عبر سيلفا وإنيستا في الأطراف مع ضغط عالي أول فقدان الكرة ما أجبر الطليان على لعب كرات عالية. التحركات الإسبانية والكرات القصيرة أعطتهم التقدم عبر سيلفا في الدقيقة 14. إيطاليا حاولت الهجوم لتعديل النتيجة وحصلت على كرات ثابتة خطرة أنقذها كاسياس. صعود إيطاليا للأمام قرب خطي الوسط والدفاع من بعضهما سمح لإيطاليا بالسيطرة على الكرة مع تشغيل الأطراف لضرب التكتل الإسباني في العمق لكن فرص إيطاليا كانت متوسطة الخطورة مع تحركات كاسانو وبالوتيلي على الأطراف ودخول لاعبي الوسط للعمق الهجومي فيما اعتمدت اسبانيا على التحول السريع من الدفاع للهجوم من أجل ضرب الدفاع الإيطالي خاصة مع بطء ارتداد خط وسط ايطاليا للمساندة الهجومية لينجح البا في تسجيل هدف ثان في الدقيقة 42 وينتهي الشوط 2-0 لإسبانيا.
في الشوط الثاني، عاد التكافأ في السيطرة مع تركيز إيطالي للعب في العمق فأضاع البديل دي ناتالي انفرادا بكاسياس لتهدأ بعدها المباراة مع محاولات ايطالية دون اي تركيز، فقط كرات عرضية من الأطراف لم تشكل خطورة على الإسبان الذين تابعوا تحركاتهم الهجومية مع سرعة سيلفا وانيستا في الانطلاق بالكرة. مرور الدقائق كان لمصلحة اسبانيا مع بدء الطليان بفقدهم للأمل بالعودة ليتحكم الإسبان بمجرى المباراة ويسجلوا هدفين في آخر الوقت عبر توريس وماتا ويفوزا 4-0 ليحرزوا اللقب الأوروبي.

أحمد علاء الدين