أقيمت النسخة الثالثة عشر من البطولة الأوروبية في صيف 2008 على الأراضي السويسرية والنمساوية. شهدت هذه البطولة مشاركة 16 فريقا، 14 منهم تأهلوا بنظام التصفيات إلى جانب الدولتين المضيفتين. قسمت الفرق 16 على 4 مجموعات تأهل منها الأول والثاني إلى الدور الربع النهائي.


المجموعة الأولى ضمت البرتغال، تركيا، تشيكيا وسويسرا.فوزين متتاليين وخسارة غير مؤثرة أمام سويسرا وضعت البرتغال في صدارة المجموعة بفارق المواجهة الباشرة عن تركيا في المركز الثاني بعد منافسة شرسة مع تشيكيا حسمها الأتراك في المرحلة الأخيرة بفوز على التشيك الذين اكتفوا بالمركز الثالث وخرجوا من البطولة رفقة البلد المنظم سويسرا الذي تذيل المجموعة.


المجموعة الثانية ضمت كرواتيا، ألمانيا، النمسا وبولندا. وفي مفاجأة كبرى، قدمت كرواتيا اداءا مميزا بثلاثة انتصارات متتالية وهزمت ألمانيا لتتصدر مجموعتها فيما أتت ألمانيا وصيفة، وخرجت النمسا صاحبة الإستضافة بحلولها ثالثة برفقة بولندا التي أتت رابعة.


المجموعة الثالثة كانت مجموعة الموت بوجود هولندا، إيطاليا، رومانيا وفرنسا. هولندا كانت الأقوى بثلاثة انتصارات حصدت من خلالها 9 نقاط فيما أتت إيطاليا بطلة العالم ثانية أمام رومانيا الثالثة فيما قدمت فرنسا وصيفة كأس العالم 2006 أداء مخيبا وحلت أخيرة بنقطة يتيمة.


المجموعة الرابعة إسبانيا، روسيا، السويد واليونان. تصدرت إسبانيا المجموعة بتسع نقاط فيما حلت روسيا وصيفة بست نقاط أما السويد الثالثة بثلاث نقاط لتكون اليونان حاملة اللقب هي المفاجأة السلبية للبطولة بعد أن ودعتها من الدور الأول برصيد خال من النقاط.


* الدور الربع النهائي شهد فوز ألمانيا على البرتغال 3-2، تركيا على كرواتيا 3-1 بركلات الترجيح في مباراة مثيرة للغاية، كما فجرت روسيا مفاجأة بإخراجها هولندا بعد الفوز عليها 3-1 فيما احتاجت إسبانيا لركلات ترجيح من أجل إخراج إيطاليا بعد التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي سلبا.


* النصف النهائي الأول جمع بين ألمانيا وتركيا. ألمانيا لعبت بخطة 4-2-3-1 وتركيا بخطة 4-1-4-1. تركيا بدأت أفضل مع تشغيل للاطراف مع كاظم وبورال وسيطرة على الكرة وسط معاناة ألمانية في محاولة الإمساك بالكرة وبناء اللعب. تركيا أصابا العارضة وبدت قريبة جدا من افتتاح التسجيل ليحصل ذلك بالفعل عبر بورال في الدقيقة 22 وبقيت مسيطرة لتضيع فرصا عدة بعد الهدف مع ضياع ألمان لكن ألمانيا ردت سريعا رغم ذلك بهجمة مرتدة أنهاها شفاينشتايغر في المرمى ليعدل النتيجة عند الدقيقة 26. تركيا بقيت مسيطرة على الكرة وكانت هي المبادرة مع ضغط عالي أول خسارتها للكرة أزعج الألمان كثيرا التي اعتمدت على كرات مرتدة عبر بودولسكي يسارا لكن الشوط الاول انتهى 1-1.


ألمانيا تحسنت في الشوط الثاني مع تراجع في الإيقاع التركي ما سمح لألمانيا بالسيطرة على الكرة ومحاولة بناء لعب منظم من الوراء لكن تركيا استرجعت نشاطها مع تحرك جيد لخط وسطها من دون كرة وتصبح المباراة متكافئة وبلعب محصور في الوسط لكن كرة طويلة تابعها كلوزة برأسه أعطت الالمان في الدقيقة 79 هدف التقدم، لتضغط تركيا بكل قواها من أجل التعديل وتتحول لخطة 4-4-2 مع رجوع ألماني للدفاع، تركيا عدلت في الدقيقة 86 عبر شينتورك لكن لام ابى الذهاب لأشواط إضافية فسجل في الدقيقة 90 هدف الفوز من مجهود فردي لتفوز ألمانيا 3-2 وتتأهل للنهائي.


* النصف النهائي الثاني جمع بين إسبانيا وروسيا. الإسبان بخطة 4-4-2 والروس بخطة 4-1-3-2إسبانيا حاولت مباغتة الروس بضغط كبير مع تحركات الظهير راموس يمينا ولعب عرضيات لتوريس وفيا. روسيا نجحت في امتصاص الفورة الإسبانية مع الوقت حيث هدأت من إيقاع اللعب بالإستحواذ على الكرة مع اعتماد إسبانيا على دفاع من منتصف الملعب. المباراة أصبحت متكافئة، هجمة من هنا وهدمة من هناك مع ارتداد دفاعي سريع للفريقن، اسبانيا حاولت تشغيل الاطراف فيما اعتمدت روسيا على اختراقات أرشافين من العمق. روسيا بدت أفضل مع نسبة استحواذ اكثر وصلت ل57 % نتيجة عدم ضغط الإسبان في خط الوسط ما سمح للروس بتناقل الكرة بسهولةفي منتصف الملعب لكن تمركز الدفاع الإسباني كان جيدا ومنع الخطورة في الثلث الاخير ما جعل الروس يلجأوا للتسديد البعيد المدى. فيا أصيب ودخل مكانه فابريغاس ليتحول الإسبان ل4-1-4-1 لكن الشوط الأول مر من دون أهداف وانتهى بتعادل سلبي.


إسبانيا بدأت الشوط الثاني بضغط كبير وسجلت هدفا في الدقيقة 50 عبر تشافي. ولم يرغب الروس بفتح الملعب فهاجموا بطريقة متحفظة مصرين على الإختراق من العمق لكن الدفاع الإسباني كان متكتلا مع سرعة إسبانية كبيرة في التحول من الدفاع إلى الهجوم وفي عملية الإرتداد الدفاعي. إسبانيا فرضت سيطرتها بشكل كلي مع تمكن خط وسطها من تسيد الملعب لتخلق العديد من الفرص وتسجل هدفا ثانيا مع استسلام روسي واضح وعدم قدرة على مجاراة النسق الإسباني العالي لتسجل بعدها اسبانيا هدفا ثالثا لتفوز 3-0 وتتأهل للنهائي.


* المباراة النهائية جمعت بين إسبانيا وألمانيا. إسبانيا لعبت بخطة 4-1-4-1 أما ألمانيا فاعتمدت خطة 4-2-3-1. ألمانيا اعتمدت دفاعا من منتصف الملعب مع ضغط جهة وجود الكرة ما أجبر اسبانيا على لعب كرات طولية مع سرعة توريس في الإنطلاق. الألمان حاولوا بناء لعب منظم من الخلف مع تركيز على جهة بودولسكي يسارا مع مساندة بالاك. تحرك لاعبي وسط المانيا الجيد أعطى السيطرة لألمانيا التي وصلت للمنطقة الأسبانية انما من دون خطورة لكن الإسبان كانوا أيضا خطرين بهجمات خاطفة أصاب من احداها توريس القائم. لكن ألمانيا بقيت الطرف الأفضل والمستحوذ مع تمركز الدفاع الإسباني بشكل جيد وعدم ابتكار خط هجوم ألمانيا رغم محاولة تفعيل الأطراف، امر جعل السيطرة سلبية لينجح توريس في خطف هدف التقدم في الدقيقة 33 بعد خطأ في التغطية من فيليب لام اثر كرة طويلة خلف الدفاع الألماني. حاولت ألمانيا إظهار ردة فعل لكنها عجزت عن كسر الدفاعات الإسبانية لينتهي هذا الشوط 1-0.


الشوط الثاني بدأ متكافئا من حيث السيطرة لكن إسبانيا بدت أكثر حيوية خاصة في خط الوسط، مع ضغط عالي وافتكاك سريع للكرة مع انطلاق بشكل جيد في الهجمة المرتدة. ألمانيا تحولت ل4-4-2 مع دخول كوراني كمهاجم ثاني لتتحسن ألمانيا وتعتمد اكثر على بودولسكي في اليسار مع دخول شفاينشتيغر قلبلا لعمق الملعب وتقدم الظهير الأيمن فردييريتش للمسانجة الهجومية. عرضيات خطرة لعبها الألمان لكن اسبانيا ميزها التمركز الدفاعي الجيد كما بقيت خطيرة في الهجمة المرتدة مع سرعة توريس وتحركات تشافي وانيستا في نقل الكرة من الدفاع للهجوم. ومع مرور الوقت بدأ التسرع يظهر على الألمان الذين أصبحوا يفقدوا الكرات بسرعة مع تمريرات خاطئة لتتحكم اسبانيا كليا بالدقائق العشر الأخيرة وتسيطر على الملعب فتنتهي الدقائق بفوز إسباني وتتويج باللقب الأوروبي بعد طول انتظار.


أحمد علاء الدين