تعادل لبنان مع ضيفه ​ميانمار​ 1-1 في نتيجة مخيبة للآمال ختم بها مشواره في التصفيات الأسيوية المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019. فعلى ملعب صيدا البلدي، دخل مدرب لبنان الصربي رادولوفيتش المباراة بخطة 4-2-3-1 معتمدا على مهدي خليل في حراسة المرمى، وليد اسماعيل، جوان العمري، يوسف محمد ومحمد زين طحان في خط الدفاع، رضا عنتر وعدنان حيدر في خط الإرتكاز، عباس عطوي كصانع ألعاب، محمد حيدر يمينا، حسن معتوق يسارا وسوني سعد كرأس حربة. أما مدرب ميانمار الألماني جيرد زايس بخطة 4-2-3-1.

بعد دقائق هادئة رسمت انطلاقة المباراة بدا تركيز لبنان واضحا على الأطراف مع سرعة ومهارة محمد حيدر وحسن معتوق هجوميا لكن المنتخب افتقد للتركيز اللازم مع كرات مقطوعة كثيرة خاصة بين المدافعين ولاعبي وسط الملعب لتمر العشرين دقيقة الأولى على هذا المنوال عاكسة الإرتباك اللبناني في ظل محاولات خجولة لميانمار هجوميا لم تشكل قلقا للدفاع اللبناني. منتخب ميانمار بدا سريعا في التحرك الدفاعي وهو إن لم يلجأ لإقفال منطقته والتكتل في الخلف إلا أنه كان سرعان ما يضغط على حامل الكرة اللبناني خاصة ثلاثي خط وسط لبنان حيث كان هذا الثلاثي مراقبا رقابة فردية بشكل دائم، امر أثر كثيرا على بناء الهجمة اللبنانية من الخلف فاعتمد الدفاع اللبناني ارسال الكرات الطولية نحو الجناحين معتوق وحيدر مع صعود للظهير الأيمن محمد طحان للمساندة الهجومية عكس إحداها كرة كاد معتوق أن يفتتح برأسه التسجيل في الدقيقة 28 لكن مرته مرت بمحاذاة القائم الأيسر لحارس ميانمار. حركة طحان واندفاعه الهجومي كان مميزا حيث شكل جبهة خطرة في يمين الملعب مع محمد حيدر ودعم من الوراء عبر عدنان حيدر، ما عاب طحان هو عدم الدقة في إرساله للكرات العرضية نحو منطقة الجزاء. ومع دخول الربع ساعة الأخير من الشوط الأول كان المنتخب مسيطرا تمام على الملعب من ناحية الإستحواذ والمبادرة الهجومية لكن معتوق كان وحيدا على اليسار ولم يلق المساندة المطلوبة من الظهير وليد اسماعيل، المنتخب بدا جيدا واستطاع خلق الكثير من المساحات في الدفاع الميانماري لكن الإرتباك الواضح خاصة من سوني سعد والقرارات الفردية الغريبة في إنهاء الهجمات من اللاعبين أنهت الشوط الأول بتعادل سلبي.

الشوط الثاني بدأ على وقع إهدار حسن معتوق لانفراد بعد مجهود فردي من الجهة اليسرى. لبنان تابع ضغطه مع اعتماده على الكرات العرضية صوب منطقة الجزاء وفي ظل وجود رأس حربة وحيد وعدم تقدم لاعبي الوسط للمنطقة، مرت الكرات من دون خطورة ولم تجد من يتابعها. مدرب ميانمار اضطر لإجراء تبديله الأول في الدقيقة 53 بعد إصابة لين كي فدخل تان بيانغ مكانه، ليجري رادولوفيتش تبديله الأول بخروج رضا عنتر الذي خاض مباراته الأخيرة مع المنتخب ودخول حسن شعيتو مكانه في الدقيقة 57 الذ لعب وراء المهاجم مع تراجع عباس عطوي لمركز الإرتكاز. ميانمار كان غائبا هجوميا ولم يشكل أي خطورة تذكر على المرمى اللبناني إنما اعماده على الدفاع بدءا من خط منتصف الملعب وانتشاره الدفاعي الجيد جعل الضغط اللبناني يخف أيضا مع غياب أي جمل مدروسة، فقط محاولات فردية عبر معتوق وبعض الكرات العرضية غير المدروسة طبعت أداء لبنان في هذه الفترة من المباراة. الصدمة أتت عندما سجل أونغ ثو في الدقيقة 73 هدف التقدم لميانمار. رادولوفيتش جرب إصلاح الأمور فأخرج عدنان حيدر وأدخل المهاجم هلال الحلوة وتحول للعب ب4-1-1-4. طحان تقدم أكثر للأمام واصبح بمثابة جناح أيمن مع ذهاب حيدر لليسار لمحاولة خلق شيئ جديد فيما لعب معتوق بجانب الحلوة في العمق. الهدف كان هو محاولة الإختراق في العمق وتسريع إيقاع اللعب في الثلث الاخير، الأمر الذي خلق مساحات كبيرة في الخلف كاد أن يستغلها ميانمار لكن تواضع إمكانيات لاعبيه منعته من تسجيل الهدف الثاني. رادولوفيتش زج بالظهير السريع عمر الكردي مكان عباس عطوي وتحول طحان لوسط الملعب مع مجيئ معتوق لليمين ودخول شعيتو في العمق لتستمر المحاولات ولعب الكرات العرضية والإختراقات الفردية مع الكثافة التي وجدت في الأمام ويطرد بعدها زيها هاين ويسجل هلال الحلوة هدف لبنان الأول بعدها مباشرة في الدقيقة 87. الحماس والتشجيع الجماهيري زاد وتقدم لبنان أكثر مع إضاعة وقت مبالغ فيه من لاعبي ميانمار، معتوق كاد أن يسجل هدف الفوز لكن كرته الثابتة أصابت العارضة لتنتهي المبارة بتعادل مرير للبنان على أرضه وبين جمهوره أنهى أماله في الـتأهل للدور الثاني من التصفيات.

أحمد علاء الدين