على ملعب صيدا البلدي، حقق الصفاء فوزا سهلا على نادي الحكمة بثلاثية نظيفة في المرحلة الثانية عشر، الأولى إيابا من الدوري اللبناني لكرة القدم.

المدير الفني للصفاء إميل رستم لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-2-4 مع رباعي هجومي مؤلف من حسن هزيمة، تيزان، رودريجو وعلاء البابا. فيما لعب المدير الفني للحكمة ​فؤاد حجازي​ بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي الهجومي زكريا شرارة، محمد عطوي وعلي غليوم.

المباراة وفي ظروف الحكمة الحالية ومع العلاقة التاريخية بين مدرب الصفاء إميل رستم ونادي الحكمة كانت ذو طابع خاص فالفريق الذي قضى فيه إميل رستم أجمل سنينه الكروية وبنى فيه أمجاده ها هو يواجهه اليوم في ظروف مؤسفة للنادي الأخضر. ظروف بات يعلمها الجميع من غياب إداري وترك للجهاز الفني ولاعبي الفريق يواجهون لوحدهم. واقع لا شك يتألم منه إميل رستم لكنه لا يستطيع القيام بشيء، فمهمته واضحة الفوز على الحكمة وإن كان هذا الفوز سيزيد من جروح الفريق الأخضر.

بهذه العقلية دخل الصفاء اللقاء ومن دون أي مقدمات ومع مساحات منذ البداية في خط دفاع الحكمة وسوء تمركز من قبل المدافعين، سجل الصفاء هدفه الأول في الدقيقة الثانية عبر هدافه علاء البابا. الحكمة حاول القيام بهجمات خجولة لكنها لم تشكل تهديدا لمرمى مهدي خليل. الصفاء تابع تحركاته الهجومية خصوصا مع تقدم الأظهرة مجمد زين طحان وعمر الكردي دائما إلى الامام ولعب الكرات العرضية للمهاجمين.

الصفاء لم يجد أي صعوبة في بسط سيطرته على المباراة مع غياب خط الوسط الحكماوي فعليا عن اللقاء. الحكمة في الحالة الدفاعية يتحول ل4-5-1 مع بقاء عمر غليوم وحيدا في الأمام. الحكمة ورغم سيطرة الصفاء إلا أنه نجح في إبعاد الخطورة عن مرماه لكنه كان عاجزا عن صنع أي خطورة هجومية رغم بعض التمريرات نحو الامام التي قادها زكريا شرارة وعمر غليوم لكن دفاع الصفاء تعامل معها بشكل جيد في الثلث الأخير لينجح بعدها الصفاء من هجمتين متتاليتين من تسجيل هدفين متتاليين عبر لاعبه الاجنبي الجديد تيزان.

الصفاء بسط سيطرته التامة على اللقاء وتبادل الكرات بشكل سهل. زكريا شرارة حاول صنع أي شيء يهدد به مرمى مهدي خليل عبر مراواغاته ومرت تسديدة حسين طحان بجانب المرمى. سيطرة الصفاء استمرت ورغم تكتل لاعبي الحكمة الدفاعي إلا أن إختراقهم كان سهلا للغاية فتوالت الفرص الصفاوية مع تحكم لاعبي الوسط قاسم ليلا وأحمد جلول بوسط الملعب لتمر دقائق الشوط الأول دون أي جديد وينتهي بتقدم الصفاء 3-0.
بداية الشوط الثاني لم تشهد جديدا، تحركات صفاوية عبر الرباعي الهجومي مع دعم من الظهيرين طحان والكردي ما أوجد كثافة هجومية للصفاء أما الحكمة فتابع تحركاته الهجومية لكن من دون طعم أو لون، محاولات فردية عابها عدم التصرف السليم في الثلث الأخير من الملعب مع وضوح عدم تأقلم السوري علي غليوم في مركز رأس الحربة. إميل رستم أجرى تبديله الأول في الدقيقة 60 بدخول عماد الميري مكان حسن هزيمة ثم حسن خاتون مكان قاسم ليلا ودخل محمد عبد الساتر في صفوف الحكمة لتعزيز الشق الهجومي.

الحكمة تحسن قليلا وقام ببعض الهجمات ودائما عبر زكريا شرارة من الجهة اليسرى ليصيب بعدها عمر الكردي العارضة الحكماوية. المباراة أصبحت نوعا من تمضية الوقت مع اقتناع الحكمة بعدم قدرته على تغيير الأمور ليدخل محمد حيدر مكان علاء البابا وتستمر المباراة بمحاولات حكماوية للوصول إلى المرمى لم تكلل بالنجاح ودخل كامل سرحان مكان السوري علي غليوم لتستمر المباراة بنفس الإيقاع ونفس الأسلوب وتنتهي بفوز صفاوي سهل.

لم تحمل المباراة الكثير من الامور الفنية إذ حسمها الصفاء عمليا في الدقائق العشرين الأولى لكن أن يظهر فريق الحكمة بهكذا أداء فهذا أمر مؤسف للغاية. أن يكون فريق كرة القدم بهذه الطريقة وأن يخوض المباراة دون أن يبني هجمة منظمة واحدة فهذا أمر غير طبيعي واللوم هنا ليس للجهاز الفني بالطبع بل للمسؤولين عن النادي الذين رضوا بأن يصل أحد أعرق الأندية ويخوض مباراة في الدرجة الأولى منقولة تلفزيونيا بهذه الطريقة.

بالصورة التي ظهر فيها الحكمة فإن العودة إلى الدرجة الثانية تبدو مسألة وقت إلا إذا وعت الإدارة الجديدة لنادي الحكمة المهزلة التي يشهدها فريق كرة القدم وحاولت إنقاذ ما يمكن انقاذه من سمعة وتاريخ هذا النادي العريق.

أحمد علاء الدين