على ملعب الإتحاد، تمكن ​ليستر سيتي​ من متابعة مفاجآته مسقطا مضيفه مانشستر سيتي بثلاثة أهداف مقابل هدف في المباراة التي جمعتهما ضمن افتتاح المرحلة الخامسة والعشرين من الدوري الإنكليزي لكرة القدم. المدير الفني لمانشستر سيتي مانويل بيليغريني لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع سيرجيو أغويرو وحيدا في خط المقدمة بينما لعب المدير الفني لليستر ​كلاوديو رانييري​ بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع الثنائي فاردي وأوكازاكي في خط الهجوم.
ليستر بدأ المباراة بشكل ضاغط بغية تسجيل هدف مبكر يربك به حسابات السيتي وكان له ما أراد عبر مدافعه الألماني هوث الذي افتتح التسجيل في الدقيقة الثالثة بعد كرة ثابتة نفذها رياض محرز. بعد الهدف ارتد ليستر إلى الخلف للحفاظ على هدف التقدم وسط حصار من السيتي لمنطقة ليستر الدفاعية مع تدوير الكرة عبر الأطراف لمحاولة الإختراق لكن ليستر كان فعالا عبر الهجمة المرتدة وأضاع مهاجمه فاردي كرة الهدف الثاني. مرتدة ليستر كانت سريعة ودائما ما تبنى عبر الثلاثي محرز، أوكازاكي وفاردي مع لاعب رابع من محور الإرتكاز إما درينك ووتر أو كانتي مقابل تغطية من ألبرايتون للمناطق الخلفية ما أعطى هجمة ليستر سرعة وكثافة عددية فكانت خطرة على مرمى السيتي خصوصا في الربع الساعة الأولى مع دفاع السيتي البطيئ في الإرتداد بعد خسارة أي كرة. ستيرلينغ حاول التحرك يمينا ويسارا لإيجاد مساحة للإختراق مع وجود ديلف على الجهة اليسرى وتقدم الأظهرة كولاروف وزاباليتا للمساندة الهجومية، وأضاع سيلفا كرة خطرة في الدقيقة 15. ضغط السيتي خف بعد ربع ساعة مع صعود من ليستر للأمام لإبعاد السيتي عن مناطقه. ليستر اعتمد الدفاع بخط رباعي ثاني في الوسط أمام رباعي الدفاع فكان ناجحا إلى حد بعيد خصوصا مع مساندة المهاجمين فاردي وأوكازاكي ما جعل حامل الكرة عند سيتي دائما محاصرا ومن دون مساحات أمامه ليتحرك بسهولة. ومع معاودة السيتي لتحركاته، كان عمق ملعب ليستر مغلقا بإحكام ورغم محاولات بيليغريني المتكررة لاختراقه عبر يايا توريه وتحركات دافيد سيلفا، إلا أن الثغرة لم يجدها السيتي فاعتمد الكرات العرضية التي أجاد دفاع ليستر التعامل معها وعكست تسديدة أغويرو في الدقيقة 32 صعوبة التسجيل من عمق الدفاع فحتى التسديدة صوب المرمى كانت تجد مدافعا يبعدها قبل أن تصل إلى الحارس. ليستر غاب في الفترة الأخيرة من الشوط هجوميا واكتفى رياض محرز بواجباته الدفاعية هو وزميله ألبرايتون، تمركز ليستر الجيد وانتشاره المميز ساهم في إبقاء الخطورة بعيدة عن مرماه لينتهي الشوط الاول من دون نجاح السيتي في التعديل رغم الإستحواذ على الكرة لمعظم فترات الشوط الأول.
في الشوط الثاني، دخل السيتي بقوة لإدراك التعادل، فتقدم زاباليتا أكثر يمينا وحاول سيلفا وديلف اللعب خلف أغويرو مع ترك الجهة اليسرى لستيرلينغ لكن مرتدة ليستر كانت قاتلة فبعد افتكاك للكرة نجح ليستر في إيصال الكرة لمحرز الذي سجل الهدف الثاني، هدف كشف البطء الشديد لدفاع السيتي في الإرتداد بعد خسارة الكرة مع تقدم الأظهرة وعدم عودة توريه وفيرناندينيو للتغطية. بيليغريني حاول التدخل فأخرج توريه وديلف ودفع بفرناندو وإهيناشو في الدقيقة 52. إيهيناشو لعب على الجهة اليمنى مع لعب سيلفا خلف أغويرو. وكاد فيرناندو أن يقلص الفارق لكن كرته الرأسية أنقذها شمايكل ببراعة. لعب السيتي الهجومي كان مقروءا للغاية وعابه غياب اللمسة الإبداعية التي تفاجأ دفاع ليستر المتكتل ما سمح لليستر بقراءة جميع هجمات السيتي. لعب كلاسيكي جدا، تمريرات قصيرة للأطراف ثم محاولة اللعب في العمق، أسلوب لم يفاجأ رانييري الذي ظل يلعب الهجمة المرتدة لعدم إراحة دفاع السيتي وكان له ما أراد ذ سجل هوث هدفه الثاني والثالث للسيتي في الدقيقة 60. ثلاثة أهداف لصفر أنهت المباراة عمليا قبل نصف ساعة، فلم يظهر السيتي ردة فعل حقيقية بل ظل يهاجم بنفس العقلية العقيمة، ليستمر ليستر في مرتداته الخطيرة عبر كرات طويلة بينية تلعب لفاردي الذي كاد يضيف الرابع لولا تألق هارت. المباراة هدأت قليلا مع خروج السيتي فعليا من جو اللقاء، فكثرت كراته المقطوعة وتمريراته العشوائية. بيليغريني أخرج سيلفا ودفع بالشاب سيلينا في الدقيقة 77 رد عليه رانييري بإخراج نجمه رياض محرز ودخول غراي ثم خرج أوكازاكي ودخل ألوا ليعود السيتي للسيطرة مجددا ومحاولة تسجيل هدف على الأقل. وبعد خروج ألبرايتون ودخول داير، نجح أغويرو في تسجيل هدف للسيتي من رأسية في الدقيقة 87 وكاد أغويرو نفسه أن يستغل خطأ دفاعيا ويسجل الثاني لكنه أساء التصرف أمام المرمى ليلجأ السيتي إلى الضغط على مدافعي ليستر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لكن شيئا لم يتغير لتنتهي المباراة بفوز مستحق لليستر 3-1.


أحمد علاء الدين