نجحت المانيا في كسر كل القواعد واظهرت ان كرة القدم لا تعترف بقاعدة ولا بمنطق، وانها تخضع فقط لاقدام اللاعبين. هذا ما فعلته المانيا على ملعب الماراكانا الشهير في النهائي الكبير الذي جمعها وال​منتخب الارجنتين​ي حيث جددت سيناريو العام 1990 وفازت بنتيجة 1-صفر ولو ان الهدف لم يأت عبر ضربة جزاء، وفي الوقت الاضافي.

واضافة الى نيلها اللقب للمرة الرابعة في تاريخها، دخلت المانيا التاريخ عبر كونها الفريق الاوروبي الاول الذي يسرق اللقب من احضان القارة الاميركية الجنوبية، فيما اكتفت الارجنتين بالمركز الثاني بعد وصولها للمرة الاولى الى النهائي منذ العام 1990، لتبقى المانيا العقدة الابرز للارجنتين.

وتحت اظار المستشارة الالمانية انجيلا ميركل والرئيسة البرازيلية ديلما روسيف والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس "الفيفا" سيب بلاتر، دخل منتخب التانغو المباراة وهو يفتقد لخدمات احد نجومه البارزين انخيل دي ماريا الذي لاحقته الاصابة ومنعته من المشاركة في النهائي الحلم. من جهته، افتقد المنتخب الالماني لخدمات سامي خضيرة المصاب وتم استبداله باللاعب كرامر. ونجح الارجنتينيون في فرض ايقاعهم على المباراة من خلال الاسلوب البطيء نفسه الذي نجح مع منتخب هولندا واوصل الى ضربات الجزاء الترجيحية.

ولن ينسى الارجنتينيون الفرصة النادرة والبارزة لغونزالو هيغواين الذي تلقى كرة المانية وهو خلف المدافعين وانفرد تماما بالحارس نوير قبل ان يضعها خارج الخشبات الثلاث وسط ذهول الجميع وحسرة المانية كبيرة.

وبقي ايقاع المباراة بطيئا وانحصر اللعب في الوسط مع ضعف استثنائي في خط الهجوم الارجنتيني الذي كان عقيما بالفعل. وبرزت ثغرة في الجناح الالماني من خلال اللاعب هوملز الذي منح من حيث لا يرغب، الا ان الارجنتينيين لم يعرفوا استغلال الفرصة.

في المقابل، تحرك الالمان وحاولوا السيطرة على الوسط والاختراق ان عبر الاجنحة او عبر الوسط لكن التمركز الناجح للحائط الدفاعي الارجنتيني احبط مخططاتهم. وسنحت للارجنتين فرصة التقدم حين ادخل هيغواين الكرة داخل شباك نوير غير ان الحكم الايطالي الغى الهدف بداعي التسلل.

ومع اصابة كرامر، لجأ المدرب يواكيم لوف الى خدمات اندريه شورلي الذي لم يخيب امله في المونديال، ليبدأ في وضع بصماته التي ظهرت بوضوح.

في المقابل، رفع توني كروس كرة وصلت الى بينيديكت هوفيديس المتقدم تابعها براسه ولكن الكرة ارتدت من القائم الايسر ليحاول مولر متابعتها الا انه كان في وضع تسلل كما ان روميرو كان قد سيطر على الوضع.

وفي بداية الشوط الثاني تم تغيير لافيتزي ودخول اغويرو ليضغط التانغو الارجنتيني ويصل الى مرمى نوير بأصرار من ميسي الذي اخترق العمق الدفاع الالماني وسدد كرة مرت قريبة من القائم الايسر لمرمى نوير وسط اهتزاز في صفوف المانشافت الخائف من التوغل الارجنتين المقترب من هز الشباك الالمانية وترابط جيد في خطوط التانغو المتحفز كما ادخل سابيلا بالاسيو بدلا من هيغواين.

وانتفض المنتخب الالماني ونوع اللعب والاختراق من الاجنحة مع تكتل دفاعي ارجنتيني والاعتماد على العرضيات من المانشافت لأستغلال طول قامة المهاجمين مولر وكلوزه لتلعب المانيا 4-3-3 بتوازن بين الخطوط مع بطء في التدرج الى الامام وتغير الخطة الى 4-4-2 عند الدفاع لتدور الماكينات وتحاول التسجيل من دون فعالية في زيارة الشباك الارجنتنية العصية على التسجيل.

وتغيرت الخطة الارجنتينية لتصبح 4-3-1-2 ليلعبوا براسي حربة صريحين بالاسيو واغويرو ومن خلفهما الخطير ميسي مع حرية في الحركة ليتبادل المنتخبان السيطرة وانتشار جيد لتانغو الارجنتيني والوصول الى تهديد المرمى الالماني بتسديد من خارج منطقة الجزاء. وعاد المدرب سابيلا لتنشيط خط الوسط بعد التعب البدني والمجهود في المباريات السابقة ليدخل الخبير غاغو مكان انزو بيريز ليرد يواكيم لوف بتغير باخراج الهداف كلوزه ودخول غوتزي لزيادة السرعة الهجومية في المنتخب الماكينات لينهي الحكم الايطالي 90 دقيقة والذهاب الى وقت الاضافي.

وبدا المنتخب الالماني ضاغطا وكاد ان يسجل عبر اللاعب شورلي ابعدها سيرجيو روميرو الارجنتيني بتركيز عالي ليتفاجأ بالاسيو البديل بكرة خلف الدفاعات الالمانية وينفرد بشكل كامل مع الحارس نوير ليرسلها بتسرع فوق المرمى المانشافت ويضيع اغلى فرص اللقاء. وفي الشوط الثاني الاضافي تراجع التانغو الارجنتيني الى الخلف مع سيطرة كبيرة في الوسط للمانشافت وظهر اللون الاحمر على وجه شفانستايغر الذي اصيب من لكمة قوية من اللاعب ماسكيرانو من دون تدخل الحكم الايطالي ريزولي لياتي هدف اللقاء والفرحة الالمانية من عرضية واختراق من اللاعب شورلي على الجناح الايمن ليرسل كرة على طبق من ذهب ليضعها غوتزي البديل بحرفية في المرمى الارجنتيني للتتقدم المانيا 1-0 في الدقيقة 113 في الشوط الاضافي الثاني.

مع فورة هجومية من المنتخب الارجنتين في الدقائق الاخيرة للوصول الى التعادل مع قوة بدنية عالية من الماكينات الالمانية في القتال للحصول على الكرة ومحاولة قتل المباراة ليغير لوف التغير الاخير بأخراج اوزيل ودخول ميرتساكر لتنتهي المباراة وتعلن فوز المانيا بالمونديال.