انهت البرازيل مشوارها في المونديال الذي استضافته على ارضها بأسوأ نتيجة ممكنة بعد وصولها الى المربع الذهبي، حيث اكدت هشاشة الصورة التي ظهرت بها، وخسرت امام هولندا المركز الثالث والمباراة بنتيجة 3-صفر.

ولم تنجح البرازيل في مصالحة جمهورها الذي تحامل على الجرح البالغ في الخسارة التاريخية امام المانيا واتى لمؤازرتها، حتى ان المنتخب لم يستطيع انقاذ ماء الوجه فارتضى بالمركز الرابع فقط وخرج مكسور الرأس والخاطر، تحت انظار "الجريح" نيمار الذي جلس على مقاعد البدلاء.

وشهد اللقاء عودة قائد ال​منتخب البرازيل​ي تياغو سيلفا الذي غاب عن موقعة المانشافت بداعي الايقاف، وهو ما اعطى جرعة معنوية لزملائه.

انطلق اللقاء بادارة عربية للمباراة من الحكم الجزائري جمال حيمودي الذي احتسب ركلة جزاء سريعة على المنتخب البرازيلي لللاعب الهولندي اريين روبن المخترق لمنطقة الجزاء البرازيلية من تمريرة سحرية من اللاعب فان بيرسي ليرتكب تياغو سيلفا خطأ وينال بطاقة صفراء. وترجم فان بيرسي ضربة الجزاء الى اول اهداف اللقاء للمنتخب الهولندي في الدقيقة 3 من المباراة.

بعد الهدف، ضغط المنتخب البرازيلي للوصول الى التعادل عبر الاختراق من الاطراف عن طريق البدلاء راميريز وويليان وراس الحربة الجديد في التشكيلة جو والاعتماد على الكرات العرضية من دون فعالية في الاقتراب من مرمى كيليسين.

ورد منتخب الطواحين من كرة مرتدة على الجناح الايمن من اللاعب البديل جوناثان دي غوزمان حاول قلب الدفاع البرازيلي ديفيد لويز ابعاد الكرة لكنها ذهبت امام المتقدم بليند غير المراقب سددها قوية في سقف مرمى سيزار محرزا الهدف الثاني للمنتخب الهولندي في الدقيقة 17 من عمر اللقاء.

وبدأ الخوف من عودة سيناريو المباراة امام المانيا، فحاول المنتخب البرازيلي العودة الى اللقاء بهجمات فردية من دون تركيز في ظل تراجع الطواحين واستغلال الضياع الحاصل في صفوف السيليساو للضرب بهجمات مرتدة منظمة لهز الشباك البرازيلية.

بقي المنتخب البرازيلي تائها في وسط الملعب بتشكيلة 4-3-3- ليتحمل اوسكار عبء تنظيم الوسط ويشن الهجمات بمساعدة ويليان من الجناح الايسر وتقدم من السريع مايكون من جهة اليمين لتشكيل الخطورة على المنتخب الهولندي المتكتل في الدفاع والاعتماد على الكرات الثابتة لمنتخب السيليساو بغياب اللمسة الاخيرة من لاعب هداف غير متواجد في صفوف المنتخب البرازيلي.

وفي بداية الشوط الثاني ضغط المنتخب البرازيلي مع محاولة المدرب فيلبي سكولاري تنشيط خط الوسط بدخول فرناندينو مكان غوستافو ليصل السيليساو ويهدد المرمى الهولندي الذي رد عن طريق الجناح الطائر للطواحين اريين روبن من كرة خطفها من الدفاع البرازيلي وسدد كرة قوية اصطدمت بقدم تياغو سيلفا ووصلت الى فان بيرسي ليضعها بجانب فينجو سيزار من الهدف الثالث.

وتحسن الاداء البرازيلي مع تقدم الوقت في الشوط الثاني وسط تسرع من اللاعبين في الوصول الى المرمى الهولندي ليدخل اللاعب هرنانيس مكان باولينوه.

مع حماسة في منتخب السيليساو من دون صنع هجمة منظمة، حاول راميريز التسديد من خارج منطقة الجزاء الهولندية لتمر كرته قريبة من مرمى كيليسين. وبعد الدقيقة 60 سيطر المنتخب البرازيلي مع فورة هجومية وقتال لاحراز هدف اول مع تغييرات في مراكز اللاعبين داخل الملعب لارباك الدفاعات الهولندية المتمركزة بطريقة جيدة حرمت اليسليساو من الاقتراب من مرمى كيليسين مع مطالبة لاعبين المنتخب البرازيل بضربة جزاء من كرة مايكون العرضية معتبرين انها لمست يد احد المدافعين، من دون احتساب حكم اللقاء اي شيء.

ووقع اوسكار في منطقة الجزاء وطالب بركلة جزاء الا انه تلقى انذارا من الحكم حيمودي الذي اعتبر ان اللاعب البرازيلي حاول التحايل عليه.

ودخل يانمات في المنتخب الهولندي مكان صاحب الهدف الثاني بليند المصاب فيما لجأ سكولاري الى اشراك هالك مكان راميريز لتلعب البرازيل براسي حربة جو وهالك لينشط السيلسياو في الهجوم عن طريق اللعب الفردي والاختراقات على الاجنحة وتركيز على الكرات الثابتة من دون اي كرة خطيرة على مرمى كيليسين الهولندي.

وصمد الدفاع الهولندي رغم التعب والانهاك في المباراة السابقة التي لعب فيها 120 دقيقة امام الارجنتين وبقاء مستوى اريين روبن المرتفع ومجهوده الرائع بغياب فان بيرسي، وادى هذا الصمود الى ان يضرب المنتخب الهولندي الضربة القاضية ويطلق رصاصة الرحمة على المنتخب البرازيلي بأحراز الثلاثية عن طريق تمريرات البديل يانمات الى المتقدم فينالدوم الذي سددها في الزاوية عجز عنها سيزار وتتقدم هولندا 3-0 في الدقيقة 90 من بدل الضائع ويفوز منتخب الطواحين الهولندي من دون اي هزيمة ويحتل المركز الثالث والبرازيل المرتبة الرابعة.