اكمل المنتخب الكوستاريكي مسيرته الاسطوريه التاريخية في ​مونديال البرازيل​ بوصوله الى الدور ربع النهائي بتخطيه نظيره اليوناني بضربات الجزاء الترجيحية بعد خوضه المباراة بنقص عددي منذ الدقيقة 66 من المباراة اثر تعادل المنتخبين 1-1 في الوقتين الاصلي والاضافي ليبتسم الحظ اخيرا لكوستاريكا وتتأهل عبر الركلات الترجيحية من اقدام لاعبيها بورخيس –ولويس-وغونزاليز-وكامبل –وامانا، فيما اضاع اللاعب اليوناني جيكاس الركلة الرابعة بعد انجاز من الحارس نافاس وقضى على امال اليونان التي ودعت المونديال.

واثبتت كوستاريكا انها ليست فقط "الحصان الاسود" في البطولة، انما لعبت ايضا دور "حصان طروادة" حيث ضربت اليونان في العمق واجبرتها على الخروج مذلولة كون المنتخب الاوروبي لعب بتفوق عددي منذ الدقيقة 66 ولم تنفعه هذه الافضلية، فانضم الى قائمة ضحايا كوستاريكا وهي: ايطاليا، الاوروغواي وانكلترا.

انطلق اللقاء بحماسة من المنتخبين مع تقدم المنتخب الاغريقي الى الامام لفرض ضغط من بداية المباراة ولعب بطريقة التدرج البطيء للوصول الى المرمى، فيما اعتمد المنتخب الكوستاريكي على الكرات المرتدة لامتلاكه عناصر تشكيل الهجمة السريعة عن طريق جويل كامبل و كريستيان بولانوس الذي وصل الى منطقة الجزاء اليونانية باكرا واطلق كرة فوق المرمى كارنيزيس من دون خطورة.

لعب ال​منتخب اليونان​ي بتشكيلة 4-3-3 لخلق التوازن بين الخطوط وبتكتيك بطيء مع محاولات الاختراق من الجناح الايسر عن طريق كوليفاس والاعتماد في الوسط على لاعب الخبرة كاراغونيس لتمويل منقذ اليونان في المباراة السابقة ساماراس. ونجح اليونانيون في فرض ايقاعهم في الشوط الاول حيث لم يتسن لكوستاريكا تشكيل اي خطورة على مرمى المنتخب القادم من اوروبا سوى نادرا.

ولعل اعتماد كوستاريكا خطة 5-4-1 ساهم في هذا الامر مع الاعتماد بالطبع على المرتدات نحو المرمى عبر الاطراف. واستمر المنتخب الاغريقي في التسديد من خارج منطقة الجزاء وتمربر العرضيات بأتجاه ساماراس المستفيد من طول قامته لافتتاح التسجيل رغم وقوع الهجوم اليوناني في مصيدة التسلل في اكثر من كرة.

وسنحت لليونان فرصة خطيرة عن طريق كوليفاس من عرضية ساقطة في منطقة الجزاء انقض عليها سالبيجيديس وسددها نحو المرمى ولكن حارس كوستاريكا نافاس وضع قدمه في طريقها لتذهب ركنية منقذا مرماه من هدف اكيد.

ومع بداية الشوط الثاني واصرار المنتخب اليوناني على الوصول الى مرمى كوستاريكا واعتماده على الكرات الثابتة، استيقظ لاعبو كوستاريكا وبدأوا محاولات الهجوم. ولم تتأخر الاستفاقة لتثمر حيث وصلت الكرة الى بولانوس مررها عرضية مميزة الى القائد برايان رويز الذي سددها مباشرة زاحفة ومتهادية بعيدا عن نظر الحارس كارنيزيس لتهتز الشباك اليونانية في الدقيقة 52 من اللقاء.

حاول المدرب اليوناني فرناندو سانتوس العودة الى المباراة بادخال راس الحربة ميتروغلو بجانب ساماراس واخراج لاعب وسط لتلعب اليونان بمهاجمين صريحين في المقدمة للوصول للتعادل.

وفي الدقيقة 66 نال لاعب كوستاريكا اوسكار دوراتي البطاقة الصفراء الثانية ليرفع حكم اللقاء الاوسترالي بنجامين ويليامز البطاقة الحمراء في وجه اللاعب ويعطي اليونان افضلية اللعب بفارق عددي اكبر. وفي ظل تخوف مدرب كوستاريكا ومحاولته المحافظة على هدف اللقاء اجرى تغييرات بادخال جوني اكوستا ورندال برينيس في خط الوسط لتنشيطه والضغط على حامل الكرة وفك الحصار عن الدفاع.

لكن المنتخب اليوناني عاد الى المباراة بالدقائق الاخيرة من الوقت بدل الضائع ليسجل هدف التعادل عن طريق اللاعب باباستاتوبولوس صاحب الاسم الغريب الذي يوازي ربما احرف اسماء لاعبي الفريق الخصم، مستغلا دربكة في الدفاع الكوستاريكي وارتداد الكرة من الحارس نافاس في المرة الاولى ليكملها في المرمى ويقلب الامور لمصلحة بلاده.

ويفرض وقت اضافي على المنتخبين وبداية قوية من المنتخب اليوناني في الشوط الاضافي الاول لحسم المباراة مع النقص العددي من المنتخب الكوستاريكي الذي بذل جهدا بدنيا كبيرا وظهر التعب على لاعبيه وتمكن المنتخب اليوناني من استغلال التراجع البدني وضغط على المرمى نافاس للتسجيل دون نتيجة.

ودخل الفريقان في شوط اضافي ثان وسط استماتة من الحارس الكوستاريكي في الدفاع عن المرماه بعد اصرار اليونانيين على التسديد من خارج منطقة الجزاء ليذهب المنتخبان الى ضربات الجزاء المميتة مع احتجاج من المدرب اليوناني على حكم المباراة ليطرده خارج الملعب وسط انهيار تام للمنتخب الكوستاريكي.

وبعدها، تغيرت الاحوال ونجح اللاعبون من كلا المنتخبين في تسديداتهم ما خلا جيكاس الذي تصدى نافاس لركلته ويهدي بلاده بطاقة الانتقال الى الدور ربع النهائي لاول مرة في تاريخها وسط ذهول جميع متتبعي ومحبي كرة القدم.