لم نعتد عبر صفحات صحيفة "النشرة الرياضية" الالكترونية منذ تأسيسها ان نكتب عن الجيش اللبناني و​قوى الامن الداخلي​ والقوى الامنية كافة، سوى الامور التي تتعلق بنشاط هذه القوى الرياضي. وعدم الكتابة ليس مرتبطا بعدم رغبتنا في دعمنا لهذه القوى، ولكن بسبب ان صحيفتنا مختصة بالرياضة وليس بالسياسة والامن وغيرها من المواضيع...


ولكننا اليوم، وللمرة الاولى، نرانا مضطرين للكتابة بسبب حادثة تعرضت لها "النشرة الرياضية" وتتعلق بتغطية نشاط رياضي محض. صحيح ان الظروف التي يعيشها لبنان اليوم تفرض تدابير حاسمة ووعيا كبيرا من قبل القوى الامنية المولجة حماية مراكز تشهد حضورا جماهيريا كبيرا لمتابعة نشاط رياضي او نشاط اجتماعي او حتى سياسي، وصحيح ان التوتر يغلب على الجميع، ولكن صحيح ايضا ان القانون يبقى فوق الجميع والالتزام به لا يعني فقط المدنيين، بل بالاخص العسكريين ايضا.


رئيس الاتحاد يتدخل


ما حصل انه خلال تغطية مراسل "النشرة الرياضية" لاحدى مباريات الدوري اللبناني لكرة السلة، توجه اليه ضابط في قوى الامن الداخلي ومنعه من التواجد في الحدود الداخلية للملعب، فرد المراسل انه يملك بطاقة صالحة صادرة عن الاتحاد للعبة تخوله التواجد داخل الملعب للقيام بواجبه، لكن الضابط لم يقتنع بصلاحية البطاقة، واصرّ على المراسل ان يغادر، فطلب الاخير التحدث الى رئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة، فرفض السماح له بذلك، واصرّ على مغادرته الحدود الداخلية للملعب، وبدا انه يتجه الى فرض رأيه بقوة العناصر التي تواكبه بطبيعة الحال.
انسحب المراسل عندها، وشاءت الصدف ان يتمكن احد الزملاء من الوصول الى رئيس الاتحاد وليد نصار لعرض القضية، فتدخل الاخير مشكورا واعاد الاوضاع الى ما يجب ان تكون عليه، ودخل المراسل الى حيث يجب ان يتواجد.
انتهت القضية ميدانيا عند هذا الحد، ولكنها اثارت العديد من الاسئلة، خصوصا وانها مرشحة لان تتكرر في كل مباراة، وماذا اذا كان رئيس الاتحاد غير موجود لحل القضية او اختار الضابط استعمال القوة بدل الكلام؟

لماذا حصل ما حصل؟


وكنا امام احتمالات عدة منها:
- قد يكون الضابط من غير معجب "النشرة الرياضية" واحب ان يعكس رأيه الشخصي عليها عبر المراسل. واذا كانت هذه الحال، فلكل رأيه والعذر ليس كافيا للقيام بهذه الخطوة، فالضابط مكلف تأمين حماية الموجودين جميعا بمن فيهم المراسلين واتخاذ التدابير المناسبة لمنع الاخلال بالامن او القوانين، ولكن من يفرض عليه تطبيق القانون اذا ما قرر هو الاخلال به؟ مع التذكير مجددا بأن "النشرة الرياضية" صحيفة الكترونية تعنى بالشؤون الرياضية وليس السياسية او الامنية!


- قد يكون الضابط اشتبه بالمراسل لسبب ما، مع العلم انه ليس من اصحاب الشبهات او ممن يوحي بأنه "ارهابي". واذا كانت هذه الحال، حسنا فعل الضابط بالتوجه الى المراسل ولكنه اخطأ بطريقة التنفيذ، فلم يتأكد من بطاقته ولم يوجه اليه اي سؤال يمكن ان يساعده على معرفة تفاصيل عن المراسل، وحتى لم يطلب منه مغادرة الملعب بل الحدود الداخلية للملعب، ما يعني انه لا يشكل خطرا على حياة الآخرين.


- قد يكون الضابط اصيب بالتوتر، وقرر لسبب ما ان ينفس عن توتره باتخاذ قرار لا اساس يوجب اتخاذه. واذا كانت هذه الحال، فعلى الضابط مراجعة ما تعلمه ان في المدرسة الحربية او في مؤسسة قوى الامن، وان يدرك انه في مناسبة رياضية جامعة وليس في ميدان مواجهة عسكرية.


نأمل ان تكون هذه الحادثة "غيمة صيف" عابرة، لانها لا تطال فقط "النشرة الرياضية" بل كل وسائل الاعلام، وان يدرك هذا الضابط ان المراسلين والصحافيين ليسوا "ارهابيين" او "اعداء"، وان يطبق القانون وليس سواه، مع تكرار تقديرنا واحترامنا وتحيتنا لتضحيات وجهود الجش وقوى الامن وسائر القوى الامنية.