ربما لم يكن ختام دورة الألعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي أو سحب قرعة كأس الأمم الأوروبية 2016 هو الحدث بالنسبة للكثيرين من المتابعين للشأن الرياضي، بقدر ما كانت خسارة برشلونة أمام ريال سوسييداد بثلاثة أهداف مقابل واحد هي الشغل الشاغل لجماهير النادي الكاتالوني حول العالم.
لا يمكن تصّور حجم التأثير الذي تركته الخسارة الثالثة في الدوري والرابعة هذا الموسم لحامل لقب الدوري الإسباني يوم السبت وبالتالي تراجعه عن صدارة الليغا، على الرغم من أن برشلونة حقق نتيجة إيجابية أمام مانشستر سيتي في ذهاب الدور السادس عشر من دوري أبطال أوروبا يوم الثلاثاء الماضي، وتغلب عليه بهدفين دون رد على ملعب الإتحاد.


لكن من الملاحظ أن التفوق الاوروبي لم ينعكس إيجاباً على المستوى المحلي، ليتعرض الفريق للخسارة الثانية في أربع مباريات، مع العلم أن شباكه إهتزت سبع مرات في تلك المواجهات.
من الواضح أن برشلونة يعاني حالة من التخبط هذا الموسم على الصعيدين الإداري والفني، بلغت هذه الحالة مداها بتوجيه المحكمة الإسبانية تهمة إرتكاب جريمة ضريبية للنادي في قضية انتقال البرازيلي نيمار من سانتوس، واكتملت بخسارته صدارة الدوري الإسباني وطرد المدرب تاتا مارتينو خلال مباراة سوسييداد.
لم تعتد جماهير برشلونة خلال السنوات الماضية على هذا التدهور لاسيما منذ بداية مرحلة المدرب الهولندي فرانك ريكارد مروراً بالمدرب الأكثر نجاحاً في تاريخ النادي الإسباني بيب غوارديولا، حيث يكاد المشهد يكون نفسه نهاية كل موسم.


إلا أن الوضع تغيّر منذ تولي تيتو فيلانوفا زمام الأمور في الموسم الماضي، فبدأ النادي يتعرض لعثرات كثيرة حتى بات هذا الموسم فريسة للقضاء ولفرق كثيرة محلية وأوروبية تريد أخذ حصتها منه، مع الاشارة الى انتشار خبر لم يجرؤ احد في برشلونة على مجرد التفكير فيه، وهو امكان خروج النجم الارجنتيني ليونيل ميسي من معقل "كامب نو".
قد يستغرب كثيرون الأوضاع التي يمر بها برشلونة، لكن الأمر بالنسبة لفئة أخرى ربما يبدو طبيعياً خاصة وأن التاريخ يشهد على إنتهاء "سطوة" بعض الفرق بعدما بلغت الذروة في تحقيق الألقاب والصعود لمنصات التتويج، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، ريال مدريد، ليفربول، مانشستر يونايتد، ميلان، مرسيليا، أياكس وغلاسكو رينجرز وغيرهم.


ولعل مرد هذا الشيء يعود لاسباب عديدة في مقدمها عامل السن لدى الكثير من اللاعبين وغياب الحافز لدى البعض الآخر بعدما حققوا كل شيء مع الفريق.
انه عصر التحوّل في برشلونة، هذا الفريق الذي كان اسمه يهزم أعتى الفرق حتى قبل نزول اللاعبين إلى أرض الملعب، بات فريقاً يحتاج لبذل قصارى جهده من أجل الفوز بالنقاط الثلاث، ونادياً يقضي محاموه وقتاً في المحاكم، وجمهوراً يطلق صافرات الإستهجان ويطالب بالتعاقد مع حارس الغريم اللدود إيكر كاسياس.
ومع ذلك لا يمكن المراهنة كثيراً على كبوات برشلونة الذي عوّدنا على النهوض بسرعة محوّلا الضعف إلى قوة، لكن هل سيتكرر الأمر هذه المرة؟.


من الواضح ان الإجابة على هذا السؤال قد لا تكون متوفرة حتى لدى بعض محبي برشلونة، لكن من المؤكد أن فقدان الدوري والكأس لصالح ريال مدريد ستكون بالنسبة لهؤلاء "جريمة لا تغتفر" وسيكون الحساب مع جماهير الكامب نو.