سيرج مغامس

تختلف الاهتمامات في الرياضة النسائية في لبنان، فالرياضات الجماعية لا تنال الاهتمام اللازم، واتحادات بعض تلك الرياضات لا تهتم سوى في فرق الرجال، ناهيك عن شح المساعدات المادية والمعنوية، وصولا الى الصعوبات والضغوطات التي تتعرض لها كل فتاة رياضية في لبنان، ان كان علي صعيد رياضة فردية او جماعية.

ولكن في الرياضة الفردية النسائية، كالألعاب القتالية، او العاب القوى وغيرها، تبدو الاتحادات اكثر نشاطا، فهي تؤمّن الرحلات الخارجية للاعبات وتقف عند بعض متطلباتهن، ولكن في النهاية، وعلى الرغم من بعض الاهتمامات التي تقدمها تلك الاتحادات لا يزال التقصير موجودا.
فالصعوبة تكمن اليوم في كيفية تمويل اللاعبات ومساعدتهن ماديا وتأمين كل الاحتياجات والمستلزمات الرياضية والتقنية لكي يرفعن من مستوى تدريباتهن، كما وان الصعوبة لا تقتصر فقط على تأمين تلك الأمور، بل في بعض المجتمعات من الصعب تقبل فتاة تمارس رياضة، وهنا لا نقول فقط اذا كانت من انواع الرياضة العنيفة، بل في معظم الاحيان الرياضة ككل أو حتى كفكرة غير مرحب بها خصوصا من بعض أهالي الفتيات الذين يسارعون الى تغيير مسار ونهج حياة بناتهن للابتعاد عن الرياضة والتركيز على الدراسة والتوجه نحو اختصاصات تؤمن لهن عيشا كريما، اذ ان الرياضة في لبنان لا تطعم احدا، حتى ولو في الرياضات الشعبية ككرة السّلة وكرة القدم.
وللاسف، فإن المساواة بين الجنسين فرضت على اللاعبات ان تتساوين باللاعبين لجهة الشح في التمويل وتأمين المصادر المالية، وبذلك غالبا ما يكون المجهود فرديا، خصوصا وان اللاعبات غير محترفات، وبالتالي يسعين الى لقمة العيش خارج الرياضة فيعملن ويدرسن لاوقات طويلة يعدن بعدها الى الحياة الرياضية منهكات.

غريتا تسلاكيان
"النشرة الرياضية" طرقت باب الرياضة النسائية للوقوف على احوال الرياضيات اللبنانيات، وتحدثت الى عدد منهن. فأوضحت العداءة غريتا تسلاكيان صاحبة الانجازات المحلية والعربية أنه "بالنسبة لرياضة فردية، الصعوبات ليست فقط علينا نحن كنساء، لان البطولة هي نفسها حتى بالنسبة الى الرجال، ولكن الفارق ان قدرة التحمل لدى النساء تكون اقل من قدرة الرجل على التحمل، لذلك نلاحظ ان النتائج دائما تبقى اقل، والصعوبات هنا تكون في كيفية مواجهة وتحدي هذا الأمر وأن نستمر والا نستسلم، وانا شخصيا لا اتوقف عند الصعوبات لان هناك جزءا من الرياضة هو تخطي الصعوبات التي نواجهها لانه من دونها لا يمكن لاي شخص ان يكون رياضيا ناجحا".

واضافت: "الرياضة هي طريقة عيش وتصرفي مع الناس رياضي، فيه روح رياضية واخلاق وانضباط، واكتسبت كل تلك التصرفات بفضل احترافي الرياضة لانني احترم الوقت والطاقم الذي اعمل معه".

وشددت تسلاكيان على أن "التمرين هو اولوية بالنسبة لي ولكن من دون شك لا يمكن العيش من خلال الرياضة في لبنان، الا اذا كنت تمارس احدى الرياضات الشعبية مثل كرة السلة او كرة القدم، لذلك اقوم بتنسيق وقتي بمعنى انه عند انتهائي من دوام عملي اتحضر لاجراء التمارين، ومن حسن حظي ان عملي حر لان لدي ناد خاص واستطيع ان انسق وقتي بين التدريبات وبين عملي، واعرف عدة حالات حيث الرياضيين اضطروا للتوقف عن الرياضة بسبب العمل لان دوام العمل طويل او لان العمل متعب جدا مما يشكل ارهاقا كبيرا، خصوصا وان التمرين يكون قاسيا للابقاء على اللياقة البدنية اللازمة للمشاركة في البطولات".

وعن عمل الاتحاد، كشفت أنه "نشيط جدا ويعطي قدر المستطاع ويقف الى جانب اللاعبين ويدعمهم ماديا ومعنويا ويؤمن كل شيء خصوصا وأن ورئيس الاتحاد رولان سعادة لم يبخل ابدا ولم يقصر على أحد بشيء، متمنية، ان يواصلوا عملهم ويتقدموا الى الأمام".

أما عن الدعم المادي والرعاة، فشدّدت على أن "ليس هناك اي مساعدات او دعم مادي من اي راع والوضع في لبنان كلنا نعاني منه"، مؤكدة أن "الرياضي المحترف ليس عمله ان يسوق لنفسه وعلى الاتحاد ان يوظف احدا يقتصر عمله فقط على تسويق اللاعبين لكي يحصل على عقد مع راع أو شركة تدعمه ماديا، ولكن في لبنان نعاني من تدن في التوعية الرياضية والتنشئة الرياضية".

وعن التحضيرات والبطولات المرتقبة، كشفت أن "الموسم يبدأ الاثنين المقبل وهي تحضر للبطولة المرتقبة التي ستقام في كوريا وبطولة غرب آسيا وعدد من البطولات العادية والأقل أهمية"، مؤكدة أن "التحضيرات بدأت منذ الآن وهي تأمل كل الخير بحصد الألقاب خصوصا وأنها ستشارك في بطولة المسافتين الـ 400 متر والـ 200".

وختمت تسلاكيان: "اتمنى على كل من يحب الرياضة الا يتوقف عن عمله ويتابع ويثابر قدر الامكان، خصوصا وأن ليس هناك أي اهتمام في الفئات العمرية وهذا امر مؤسف جدا وذلك بسبب عدم وجود أي توعية في المدارس او من قبل الأهل".

هبة جعفيل


من ناحيتها، أوضحت قائدة منتخب لبنان في كرة القدم للسيدات، هبة جعفيل أن "الفتيات اللواتي يلعبن كرة القدم في لبنان يتعرضن لضغوط كثيرة من قبل الشعب اللبناني"، مشيرة الى أنه "ليس من السهل ان تلعب الفتاة كرة القدم وعليها أن تواجه التحدي والقيود التي توضع أمامها، خصوصا اذا كان الأهل يعارضون هذا الموضوع، ولكن عندما يكتشفون ان هناك اصرارا وتحد، يقتنعون ويتحولون الى عنصر مساعد". وشددت جعفيل على ان ممارسة كرة القدم لا يؤثر بأي شكل من الاشكال على انوثة المرأة، وليس هناك اي تأثير سلبي او سيء على حياتها الاجتماعية.

واضافت جعفيل: "الصعوبات التي نواجهها أيضا هي أن اللاعبة التي تحترف في الخارج تختلف حياتها عن حياة اي فتاة تحترف كرة القدم في لبنان، وذلك بسبب الارتباط بالدراسة والعمل فضلا عن التمارين اليومية المكثفة المنهكة، ناهيك عن البطولات والدورات التي نشارك فيها، فهذا الامر يشكل صعوبة عندنا".

وشدّدت على أن "الاتحاد لا يقدم اي شيء او اي دعم، والمبادرة دائما تكون فردية لان الاتحاد غير مبال"، متمنية أن "يكون هناك دعم ومتابعة لكرة القدم النسائية وان يتطور الدوري عوضا عن التراجع الملحوظ، في حين أن كل المنتخبات العربية الاخرى تتقدم الا لبنان يتراجع الى الوراء، كما وأن ليس هناك اي تأمين للمتطلبات التي نحتاج اليها والتمارين دائما تحصل فقط قبل شهر أو أيام قليلة من مواعيد البطولة".

وأضافت: "ليس هناك اي دعم مادي او معنوي خارج الاتحاد من قبل اي راع او شخص، ولولا بعض التغطيات الاعلامية لما كان احد سمع بنا، ولولا مواقع التواصل الاجتماعية لما كان احد علم ان لدينا مباريات او حتى هناك كرة قدم نسائية في لبنان، فبفضل تلك المواقع نسوق لنشطاتنا".

وتابعت جعفيل: "خضعت لدورة تدريب وحصلت على رخصة للتدريب وعرضت ان ادرب فرق كرة القدم للفتيات دون الـ 19 او 16 عاما ولكن لم يهتم احد للموضوع، والمشكلة ان ليس لدينا اي ملاعب وتجهيزات لكرة القدم للفتيات".
وعن التحضيرات للبطولات المرتقبة، قالت: "التحضير يقتصر فقط على بطولة لبنان، ولكن لا نعرف متى ستبدأ البطولة واذا هناك بطولة في الأساس، فضلا عن ادخال دوري الفوتسال الى البطولة مما يخلط الامور ببعضها وكنت اتمنى لو ركزوا على بطولة واحدة لكي تنجح".

وتمنت جعفيل من الاتحاد اللبناني ان "يدعمنا دعمة بسيطة لكي نتقدم ونصل الى المحافل الدولية، ونحقق طموحاتنا لكي لا نتراجع، والاهتمام بفرق الفتيات الصغار والفئات العمرية لأنهن مستقبل لبنان والجيل الصاعد، واطلب من الاعلام ان يساعدنا ويوصل رسالتنا وصوتنا لكي تتطور كرة القدم في لبنان".

تيفين مومجوغليان


من جهتها رأت لاعبة كرة الطاولة تيفين مومجوغليان أن "الصعوبات التي تواجهها تتركز حول كيفية تنظيم وقتها مع التمرين، لأنها تعمل ولديها وقت محدد للتدريبات"، مشيرة الى أنها "في وقت التمرين لا تواجه كثيرا الصعوبات، بل هناك بعض المصاعب أثناء التمرينات التي تنهك الجسد، لان تدريبات كرة الطاولة لا تقتصر فقط على لعب المباريات بل هناك عدة تمرينات بدنية يجب القيام بها لتحسين اللياقة البدنية كما في المباريات هنالك بعض صعوبات مثل التركيز على الكرة وقدرة التحمل".

واضافت: "هناك عدد كبير من الامور التي لم استطع القيام بها بسبب كرة الطاولة، مثل التركيز جيدا على دراستي في الجامعة وذلك بسبب التمارين اليومية المتتالية، خصوصا وأن الامتحانات كانت تأتي في الوقت الذي كنت أشارك فيه في عدد من المباريات أو البطولات".

وشدّدت مومجوغليان على أنه في لبنان لا أحد يهتم بالرياضة أو يساعد الشبان الرياضيين، مؤكدة أنها محظوظة جدا لأنها تعمل مع والدها فيكون لديها الوقت الكافي لكي تتمرن وتشارك في البطولات وتسافر لتمثيل لبنان في الخارج.
واضافت أن عمل الاتحاد جيد، خصوصا وأنه يتكفل بكل مصاريف الرحلات الى خارج لبنان ويتابع الأمور جيدا، لافتة الى أنها عندما تشارك في بطولات خارجية يتكفل الاتحاد بكل الامور اللوجستية ويهتم بكل التفاصيل، الا أن التدريب يقتصر فقط على اللاعب نفسه والمجهود يكون فرديا وكل لاعب له مدربيه الخاصين فضلا عن النادي الذي يتمرن تحت اسمه.
وعن التحضيرات الحالية للبطولات المرتقبة، أوضحت مومجوغليان ان الدوري المحلي لهذه السنة انتهى، الا انها كشفت ان فرصة المشاركة في بطولة الأندية العربية تحت اسم نادي الهومنتمن قد تتلاشى في حال لم يجدوا من يتكفل بمصاريف الرحلة الى الأردن حيث ستقام البطولة، معربة عن أسفها عن عدم امكانية المشاركة في البطولة التي ستجري في 19 من الشهر الحالي أي (تشرين الأول) خصوصا وان النادي الذي سوف تمثله قد فاز بالبطولة أربع مرات.

وختمت بالتشديد على أن الرياضة في لبنان صعبة جدا، متمنية ان يكون "هناك من يدعم الرياضة ماديا ومعنويا للمشاركة في أكبر عدد ممكن من البطولات، خصوصا وأن هناك لاعبين لديهم طاقة قوية وقدرة على اثبات أنفسهم الا انهم بحاجة الى من يقف الى جانبهم ويدعمهم."

أندريا باولي


اما لاعبة التايكواندو أندريا باولي فأوضحت أن "الصعوبات والمخاطر التي تواجهها جراء ممارسة هذه الرياضة عادية جدا"، مشيرة الى أن "التايكواندو هي لعبة فنون قتالية ورياضة اولمبية الا أن هذا الأمر لا يجعلها عنيفة وخشنة، بل يساعد على تمنية وتقوية الجسد، وبالطبع هناك حالات واصابات يتعرض لها اللاعب الا أنها مثل كل الرياضات لذلك لا شيء يقف عائقا امامها".

واضافت: "انا محظوظة ان اهلي شجعوني كثيرا على الرياضة ووالدي وامي ولدا في مجال الرياضة وانا واخي تربينا على هذا الأساس ولم يكن عندنا اي مشكلة في التنسيق بين الرياضة والدراسة، ولكن بالطبع فكرة ترك الرياضة والسعي وراء اختصاص نستطيع ان نعيش من خلاله موجودة في كل المجتمعات، ولكنني تربيت على حب الرياضة والدعم كان من أقرب الأشخاص لي، خصوصا ,ان الرياضة تساعدنا في الحياة وتعلمنا الانضباط وكيفية تنظيم وقتنا وتعطينا ثقة قوية بالنفس".

وعن الصعوبات التي تواجهها، كشفت باولي أن "أصعب شيء هو انني مضطرة ان انهي دوام الدراسة في الجامعة واذهب بعد ذلك الى التمرين، لذلك لا يمكنني أن أتمرن أكثر من مرّة في اليوم الواحد، وعندما اتوجه بعد انتهاء دوام الجامعة الى التمرين أكون متعبة جدا ومرهقة من الدراسة فضلا عن الاستيقاظ باكرا، مما يضع حدّا للوقت والقدرة على تحمل التمرين".

وعن دعم الاتحاد لها، شدّدت على أن "الاتحاد يعمل بشكل جيد وفي آخر اربع سنوات شاركت في بطولات خارجية كثيرة، والاتحاد تكفل بكل المصاريف"، مضيفة أن "هناك رعاة للعبة ساعدوها كثيرا قبل المشاركة في البطولات وخصوصا قبل المشاركة في الاولمبياد".

وأوضحت باولي أن اللعبة تكبر بشكل أسرع وافضل اذا اعطينا الاهتمام اللازم للفئات العمرية، خصوصا وان هناك عدد كبير من اللاعبين الصغار الذين يمارسون تلك الرياضة، وشجعت كل الفتيات على الاندماج في التايكواندو وعدم اعتبارها رياضة محصورة بالشباب.

ربيكا عقل
من جهتها، كشفت لاعبة نادي الرياضي في كرة السلّة للسيدات ربيكا عقل، أن "الصعوبات والمخاطر التي تواجهها اثناء التدريبات والمباريات هي التعرض لاصابة عنيفة، خصوصا وان رياضة كرة السلة خشنة وفيها احتكاك دائم، فضلا عن تعرض الفريق لكلام مسيء من الجمهور او من الطرف الآخر".

وأضافت: "هناك بعض الصعوبات التي اواجهها، وهي انني لا أزال اتعلم في الجامعة مما يشكل عائقا امام التمرين، لأنه بعد يوم طويل من الدراسة أعود مرهقة خصوصا وان المسافة بين الجامعة والنادي بعيدة جدا لذلك كل العوامل المتعبة تجتمع مع بعضها، ولكن في الوقت نفسه اعرف كيف احافظ على طاقتي ونوعية الغذاء الذي يجب ان اتناوله، وفي بعض الاحيان اشعر ان المستوى الذي اقدمه ضعيف ولكن احاول دائما ان اقدم افضل ما لدي، وعندما انتهي من التمرين اشعر ان النهار انتهى وعلي ان ارتاح، واثناء الدوري اللبناني يكون عندنا مبارايات، فعلينا ان نستيقظ باكرا أيضا بعد يوم طويل من التمرينات فأشعر انني مرهقة كثيرا".

وتابعت عقل: "الرياضة ايجابية في حياتي لأنها تبعدني عن الأمور السخيفة في الحياة وتغنيني عن أمور كثيرة، واستفيد منها وتعلمني الانضباط والعمل الجماعي، وأهلي يشجعونني ولكن يطلبون منّي الا أعتمد فقط عليها وان أهتم في المقابل بدراستي، خصوصا وان كرة السلة للسيدات لا تنال الاهتمام اللازم من قبل المعنيين والرواتب ليست بجيدة لذلك يجب ان يكون عندنا شيئا آخرا نعتمد عليه".

وعن دور الاتحاد، شدّدت على أنه "يقصر جدا وليس هناك أي دعم ابدا من قبله خصوصا الآن بسبب المشاكل التي يعاني منها، والاهتمام والتركيز يكون فقط لقسم الرجال، وهناك امور كثيرة يمكن القيام بها مثل المشاركة الخارجية للمنتخب وتدعيم البطولة واستقدام اللاعبات الاجنبيات وهذه امور لا يهتم بها الاتحاد، وينظم بطولة فقط لكي ينظمها ولا يهتم بتوقيت المبارايات كما يجب، وعليه ان يتصرف معنا مثلما يتصرف مع الرجال".

أما عن البطولات المرتقبة، فكشفت عقل أنه "حاليا ليس هناك اي مشاركة لنا وكل النشاطات معلقة، ولن نشارك في أي بطولة اقليمية اوعربية وحتى البطولة المحلية لا نعرف متى ستبدأ بسبب المشكلة الواقعة اليوم، ونحن كنادي الرياضي كنا سنشارك في بطولة عربية في أبو دبي، ولكن منعنا من المشاركة بسبب المشكلة التي وقعت بين الاتحاد والفيبا، ونحن بانتظار معرفة ما سيحصل، وكل ما نقوم به هو اننا نتدرب وعدنا الى التدريبات منذ شهرين تقريبا وهي متواصلة في انتظار الحل".

وتمنت عقل أن "تحل المشكلة بسرعة لان اللعبة نحبها ونشعر وكأن احدا سلبنا اياها"، مطالبة ان "يكون هناك دعم اكثر من الاتحاد وان يركز اكثر على بطولة الفتيات".

وختمت عقل أن "متابعة الفئات العمرية الى تراجع وهي أقل بكثير من قبل حيث لا مشاركات ولا بطولات للمدارس، خصوصا وأن المستوى يتراجع والجيل الصاعد لم يعد يركز كثيرا على كرة السلة والرياضة بشكل عام، وبدأ يذهب الى امور اخرى، لذلك التوعية يجب ان تبدأ من المدرسة من أجل تشجيع الطالب على الرياضة ليضمنوا استمرارية كرة السلة".


في النهاية، وقبل لوم بعض الاهالي على عدم تقبلهم ممارسة الفتيات للرياضة، علينا القاء اللوم على المدارس التي لا تتابع الأولاد الصغار ولا تنشىء جيلا يعشق الرياضة وتعلمه التوعية الرياضية واعطائها دورا اساسيا في حياة كل فرد.
والاهمال لا يقتصر فقط على المدارس، بل هناك تقصير فاضح من قبل الاتحادات خصوصا في الفئات العمرية اذ لا نجد اي توعية او هيكلية تضمن استمرارية الرياضة، فضلا عن الافتقار ولو لادنى مستوى الاحتراف في التعاطي مع الأمور، فلا مناهج ولا شروط ولا قوانين والأمور "فلتانة" من دون حسيب أو رقيب.
فتلك الاتحادات لا تهتم سوى في المصالح الشخصية، وتعيش في تخبط كبير بسبب ذلك ما ينعكس على الحال الرياضية بشكل عام.
فكيف يمكننا اقناع الأهل بتشجيع أولادهم على ممارسة الرياضة والتي قد توصلهم الى المحافل الدولية من اجل تحقيق الألقاب العالمية، في ظل الفساد الذي ينخر في مختلف الاتحادات، فضلا عن شح التمويل وتأمين أبسط الأمور اللازمة؟
وتبقى الرياضيات في لبنان بمثابة جنديات مجهولات يخضن معركة قاسية داخل الملاعب وخارجها من اجل اثبات الذات والصمود في وجه كل الصعوبات التي تعترضهن.