لم ترق مباراة الامس المنتظرة بين فريقي يرشلونة (بطل الدوري في الموسم السابق) واتلتيكو مدريد (بطل الكأس الاسباني)، على لقب كأس السوبر، الى المستوى المطلوب. واذا كان اللوم على اتلتيكو بسبب اللعب القاسي الذي اعتمده خلال المباراة، وقلة سيطرته على الكرة (74 في المئة لبرشلونة مقابل 26 في المئة لاتلتيكو) وهجماته المعدودة، فإن اللوم الاكبر يقع على برشلونة الذي شهد "نفضة" مهمة بدأت بالمدرب واستكملت بضم اللاعب البرازيلي نيمار الذي بات على كل شفة ولسان في اسبانيا وخارجها.
من تابع مباراة الامس بين الفريقين، لاحظ اولا ان المباراة كانت اقرب الى "الكلاسيكوات" السابقة بين الفريقين على ايام تيتو فيلانوفا وجوزيه مورينيو، فقطب مدريد الثاني (اي اتلتيكو) بدا وكأنه "استنسخ" طريقة لعب الريال في تلك المباريات، الا ان الفارق يكمن في ان الريال يعتمد على خط هجوم اقوى بكثير من خط هجوم اتلتيكو الذي اعتمد فقط على ديفيد فيا ودييغو كوستا دون التقليل من قيمة هذين اللاعبين.
اما بالنسبة الى برشلونة، فكان اشبه بنسخة "طبق الاصل" عن برشلونة السابق في بعض مبارياته السيئة التي كان فيها الارجنتيني ليونيل ميسي بعيدا عن مستواه اما بسبب الارهاق او بسبب عدم تعافيه من الاصابة. فأفلح الضغط الدفاعي على ميسي في الحد من خطورته، وهو لم يكن نفسه بطبيعة الحال، فتمريراته غالبا ما كانت تنقطع، ومروره بين اللاعبين لم ينجح في الكثير من المناسبات، وعصبيته الزائدة ظهرت في اكثر من محطة خلال اللقاء، فيما اضاع ضربة جزاء لم يكن من المفترض ان يسددها وهو في هذه الحالة، اما تعرضه للاخطاء فكان هو الثابت الوحيد.
ولكن، ماذا عن نيمار؟ هل شاهده احد خلال المباراة؟ هل كان تاتا محقا بالفعل حين استبعده في الدوري؟ ميسي الساحر كان غائبا، وبدل ان يتدخل نيمار بتركيبته العجيبة لاصحاح الامور، زاد الطين بلة، وبدا وكأنه ضائع بين جهتي اليمين واليسار، وتعرضه للاخطاء الكثيرة ليس بالعذر المقبول لعدم اظهار المستوى الذي يليق به والذي جعل منه قبلة الانظار وساحة منافسة شرسة لضمه من قبل اندية اوروبا.
وبقي اعتماد تاتا على التيكي تاكا، الا ان اتلتيكو قارعه في هذا التكتيك، وكاد ان يحرز هدفاً رائعاً بهذه الطريقة بالذات لولا تدخل الحارس فكتور فالديس في اللحظة الاخيرة لمنع الكرة من زيارة شباكه، بعد ان انكشف خط الدفاع بشكل فاضح. ولم تظهر بعد بصمات تاتا على تشكيلة الفريق وطريقة لعبه، واذا كان صحيحا انه ليس المطلوب الخروج من اسلوب تيكي تاكا بشكل جذري، الا ان الصحيح ايضاً هو قدرة المدر بعلى ايجاد الحلول اللازمة للخطط المضادة الموضوعة من قبل الفريق الخصم، وهو ما لم ينجح المدرب الارجنتيني الجديد في القيام به.
وعلى الرغم من كل هذه الامور، ومن الحالة السيئة التي كان فيها برشلونة امس، تمكن تاتا ونيمار من احراز اول القابهما في اسبانيا ونجحا (وفق النتيجة) في اول استحقاق لهما واحرزا كأس السوبر وتنفسا الصعداء، في انتظار الاستحقاقات المقبلة.