بعد الحديث عن اهمية السباحة ودورها في التخفيف من آلام الديسك واوجاع الظهر، واصلت "النشرة الرياضية" حديثها مع الدكتور جهاد ابو جودة (*) حول اهمية الحفاظ على العظام وكيفية تقويتها من خلال الرياضة، وتم التركيز بشكل خاص على مسألة العلاج الفيزيائي ودوه في استعادة الحيوية بعد الاصابة.

وقال الدكتور ابو جودة ان اهمية العلاج الفيزيائي تكمن في انه يتدخل لتحسين وضع العضل بعد اصابة ما لدى الرياضيين وهواة الرياضة، تؤدي الى كسر في العظم او شعر او الاضطرار الى التجبير، فإن الورم الناتج عن الاصابة من شأنه ان يجمّد عمل العضل، الذي يصبح تحركه مشلولاً فيضعف كلما طال الوقت. من هنا، يصبح العلاج الفيزيائي الخطوة المفضلة لتغيير هذا الواقع، فيرشد الى الطريقة الصحيحة للقيام بالحركات دون الحاق الاذية بأمكان الاصابة او تفاقمها، كما يساهم في تليين المفاصل والعضلات من خلال الجهد المطلوب تماماً اي دون ارهاق.
اما المعالج الفيزيائي، فهو الشخص الذي يتولى تنفيذ هذه المهام في الفترة الاولى، والذي ينصح المصاب باتباع طرق معينة واساليب محددة تعيد الى العضل والمفاصل حيويتهما التي فقداها مع الاصابة. ويعرف المعالج الفيزيائي كيفية التعاطي مع الاصابات بسبب دراسته لهذا الامر، وهو يستعمل من اجل ذلك كل الادوات الرياضية التي يراها ضرورية لاستعادة العضل والمفصل حيويتهما. ولعل الابرز في هذا المجال يبقى استعمال اليدين والصبر بحيث تتطلب فترة المعالجة وقتاً طويلاً والعمل بتأني للوصول الى النتائج المرجوة.
وتحدث الدكتور ابو جودة عن تأثير العلاج الفيزيائي بالكهرباء، واوضح ان هذه الطريقة تفيد العضلات كونها تخرج كمية من النبض الكهربائي المطابق لنبض الاعصاب وتوجه الاوامر بالتالي للعضل كي يتحرك. واضاف ان هذه الطريقة تستعمل مع المصابين الذين لا يملكون القدرة- بسبب الاصابة- توجيه الاوامر للعضل ليتحرك (شلل جزئي، جمود في العضل،..)
ودعا الدكتور ابو جودة الى تجنب العوامل التي يمكن ان تؤدي بالرياضيين او هواة الرياضة الى الاصابة بكسور، ومنها على سبيل المثال: تجنب الاحتكاك الرياضي الخشن بلاعبين آخرين، خصوصاً على صعيد الهواة بحيث يمكن للاعب ان يصاب بنسبة اكبر نظراً الى افتقاد الهواة للاسلوب الاحترافي في اللعب، كما ان على اللاعب نفسه او الرياضي الانتباه الى طريقة سقوطه على الارض اذا تمكن من ذلك، فيحمي الاماكن المعرضة للاصابة بالكسور. ونصح الدكتور ابو جودة مجدداً باعتماد الرياضة وخصوصاً المشي كإحدى وسائل تقوية العظام، مشيراً الى ان الارتجاجات الناجمة عن الخطوات تساعد على تقوية العظام من القدم وصولاً الى حدود العمود الفقري. كما ان القيام بالحركات الرياضية على اختلافها، يقوي العظام في القسم الاعلى للجسم لان العضل يعطي حوافز للعظام لتقويتها.

(*) الدكتور جهاد ابو جودة: مدير مستشفى ابو جودة- جل الديب، متخرج من جامعة بيشا- باريس في قسم الجراحة الدقيقة (Microchirurgie). متخصص في مشاكل العظم وجراحة العظم، والطب الرياضي والجراحة المختصة بالرياضة.