ربما تصبح المشاركة العربية في نهائيات كأس الامم الأفريقية المقامة حالياً في جنوب أفريقيا هي الأسوأ منذ عشرين عاماً، في حال لحق المنتخب التونسي بنظيريه الجزائري والمغربي اللذين ودعا البطولة من دورها الاول.
وستكون المباراة الأخيرة لنسور قرطاج أمام توغو يوم الأربعاء بمثابة الفرصة الأخيرة للعرب للبقاء في البطولة، لكن هذا الامر لن يتحقق إلا عبر الفوز وحده، لأن أية نتيجة أخرى، ستجعل التونسيين يحزمون حقائب العودة لمتابعة باقي مباريات أمم أفريقيا عبر شاشة التلفاز.
وفي الحقيقة فإن النتائج العربية في البطولة التاسعة والعشرين كانت محل إستغراب شديد، لا سيما وأن الآمال كانت معّلقة على المنتخبات الثلاثة من أجل إعادة الكأس إلى الأحضان العربية، بعدما أوقفت زامبيا إحتكار مصر للبطولة على مدى ثلاث نسخ متتالية.
ولم تستطع المنتخبات الثلاثة تحقيق سوى فوز واحد، لكن هذا الفوز لم يكن على حساب منتخب عربي، إنما جاء تونسياً في شباك الجزائر.
ومع أن منتخبات تونس والجزائر والمغرب جاءت إلى جنوب افريقيا "مدججة" بالنجوم المحترفين في أوروبا، إلا أن هؤلاء لم يتمكنوا من ترك بصمة تُتيح الحديث عن الفَرق الذي كان يمكن أن يُحدثوه خلال البطولة.
وكان المنتخب الجزائري أول المودعين بخسارتين أمام تونس وتوغو، مع أن "محاربي الصحراء" لم يكونوا بهذا السوء في المباراتين، إلا أنهم وقعوا ضحية الوقت القاتل في الهزيمتين اللتين لحقتا بالمنتخب.
أما المنتخب المغربي فإنه هو الآخر ودّع البطولة من دورها الأول، ولكن يبدو أن عقدة هذا الدور باتت تلازم "أسود الأطلس" لأنها المرة الرابعة على التوالي التي يخرج فيها المنتخب المغربي من الدور الأول.
إذا سيحمل المنتخب التونسي الهمّ العربي في جنوب أفريقيا، وستكون كل الأمال معلقة على ما سيفعله في مباراة توغو، لكن المستوى الذي قدمه أمام ساحل العاج، والطموحات التي تختزنها توغو قد تجعل المواجهة صعبة جداً وربما تُطيح بالأمل الاخير للعرب بعدم الغياب عن الدور الثاني للمرة الاولى منذ عام 1992.
ولا شك أن تراجع مستوى التمثيل العربي في البطولة التاسعة والعشرين، ثم ما تبعه من تواضع في النتائج بات يُشير إلى أن الكرة العربية أصبحت في سباق مثير مع نفسها من أجل الحفاظ على ما تبقى من هيبتها، وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على الكرة الآسيوية.
ولعل غياب مصر حاملة الرقم القياسي في عدد الألقاب والمشاركات، ثم خروج الجزائر والمغرب من الدور الأول، يؤكد نظرية وجود منتخبات قادمة لسدّ هذا الفراغ، وهذا ما أظهرته البطولة الحالية.
ويبقى القول ان النجاح العربي للأندية في البطولات الأفريقية لم يجد من يواكبه على صعيد المنتخبات، وهذا ما يحتّم إعادة حسابات من جانب الإتحادات العربية في القارة السمراء، حتى لا تجد المنتخبات العربية نفسها مستقبلاً خارج الخارطة الدولية.