موهوب، ذكي، متواضع، من الأفضل في تاريخ اللعبة. يستعد العملاق الصربي ​نيكولا يوكيتش​، أفضل لاعب في ​دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين​ مرتين، لقيادة ​دنفر ناغتس​ الى لقب أوّل في "أن بي ايه"، في السلسلة النهائية أمام ​ميامي هيت​ بدءًا من الخميس.

في عام 2014، لم يكن يدرك دنفر ناغتس ذاته مدى أهمية الموهبة التي ضمها مع وصول الصربي الى الدوري.

جاء في المركز 41 في الدرافت ولم تتمكن حتى الجماهير من الاستماع الى اسمه على شاشة التلفاز، إذ أعلن عن قدومه خلال صفحة إعلانية تروّج لمنتجات سلسلة مطاعم الوجبات السريعة.

وحتى خلال تسع سنوات، لم يدفعه تفوّقه في اللعبة ولا إنجازاته العديدة للوقوف تحت أضواء الشهرة البعيدة عن الرياضة.

لا يسوّق "دجوكر" (2.13 م) لأي منتج في ​الولايات المتحدة​، علمًا أنه يروّج لجعة في صربيا، وليس لديه أي حذاء رياضي باسمه، على الرغم من عقده مع "نايكي".

نادرًا ما تكون هذه حال لاعب متوّج بأفضل لاعب في الدوري، على غرار الالماني ديرك نوفيتسكي نجم دالاس مافريكس في عام 2007. ورغم أنه لا يملك حذاء "Air Jokic"، لن يمانع السير على خطى الألماني الذي قاد فريقه الى لقبه الوحيد في الدوري بعد أربع سنوات في 2011.

- "ذكاء عال" -

يملك ابن الـ28 عامًا نظرة خارقة وتحرّكات غير تقليدية للاعب ارتكاز وقد شبّهه غريغ بوبوفيتش المدرّب التاريخي لسان أنتونيو سبيرز بلاري بيرد أسطورة بوسطن سلتيكس، مؤكدًا أنه يتمتع "بمعدل ذكاء في كرة السلة" عال جدًا يتمناه كل مدير فني.

لكن غيلبرت أريناس، لاعب ويزاردز السابق، لا يرى أن فوز يوكيتش بلقب الدوري سيرفع من قيمته.

قال أخيرًا "يمكن ليوكيتش الفوز بهذه البطولة. لن يهتم أحد. لنكن صادقين. أنا آسف. لن يرتقي من مكانته الآن إلى هذا النجم الخارق لأنه لا يفعل أي شيء يريد الأطفال رؤيته. الأمر منوط باللاعبين وشخصيتهم. يوكيتش رائع، لكنه ليس اللاعب القدوة".

ألا يكون نجماً مطلقاً هو أمر لا يزعج كثيرًا يوكيتش الذي اعتاد على السخرية من نفسه. قال مازحًا أخيرًا تعليقًا على سلة ثلاثية سجّلها ضد ليكرز في نهائي المنطقة الغربية وهو في وضعية غير متوازنة "أنا غير متوازن؟ لقد كنت غير متوازن طوال حياتي، لذلك هذا طبيعي بالنسبة لي".

- "يغيّر الرياضة" -

حقق الصربي معدلات 29.9 نقطة، 13.2 متابعات و10.1 تمريرات حاسمة في الادوار الاقصائية (بلاي أوف) هذا الموسم، محققًا "تريبل دابل" في 8 مباريات، محطمًا الرقم القياسي الذي كان يحمله ويلت تشامبرلاين.

بعد أن أقُصي وليكرز من البطولة على يد يوكيتش، أشاد ليبرون جايمس بالنجم الصربي "أعرف كم هو رائع. تكون دائمًا في حيرة عندما تدافع ضده. يرى اللعبة قبل أي شخص آخر. لا يوجد العديد من اللاعبين مثله".

كما حظي بإشادة من كيفن دورانت نجم فينيكس صنز الذي سقط أيضًا أمامه في نصف نهائي المنطقة "سيبقى يوكيتش الى الأبد أحد أفضل لاعبي الارتكاز على مرّ التاريخ".

من جهته، غرّد ماجيك جونسون صانع ألعاب وأسطورة ليكرز "جوكر يغيّر الرياضة أمام أعيننا، مثل مايكل (جوردان)، لاري (بيرد)، ليبرون (جيمس)، ستيفن (كوري)، كوبي (براينت)، كريم (عبد الجبار) وشاك (أونيل)".

لا يبدو أن هذه الاشادات من كبار اللعبة ستزعزع استقرار هذا الرجل المسالم الذي لا يؤثر فيه شيء أكثر من خيوله.

بزيّ الفارس استلم جائزة أفضل لاعب في الدوري العام الماضي، في صربيا، حيث يقول النجم المحلي في كرة المضرب نوفاك ديوكوفيتش إنه أحد أكبر المعجبين به.

قال "دجوكو" الاثنين على هامش بطولة رولان غاروس "إنه فخر صربيا. إنه متواضع للغاية".

رأيٌ شاركه مايكل مالون مدرب ناغتس "النجاح والمال والشهرة لم تغيّر هذا الرجل أبدًا. إنه أمر نادر في هذه البيئة".

لذا ليس من المستغرب أن يفضّل يوكيتش عدم الظهور في العلن عندما يعود إلى سومبور، مسقط رأسه في صربيا والمدينة التي يبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة بالقرب من الحدود مع المجر.

وغالبًا ما يتوقف عند مدرسته السابقة للتحدث إلى اللاعبين الشباب في الملعب الصغير، في أسفل جدارية منزله.