بين فريق سعى الى التأكيد بأنه حاضر ​دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين​، وآخر باحث عن استعادة مكانته التاريخية والتربّع على عرش أكثر الفرق إحرازاً للقب، خرج ​غولدن ستايت ووريرز​ منتصراً من معركته مع ​بوسطن سلتيكس​ وتوج بطلاً للمرة الرابعة من أصل ستة أدوار نهائية خاضها منذ 2015.

بعد فشله حتى في الوصول الى الأدوار الإقصائية "بلاي أوف" لموسمين توالياً متأثراً بالإصابات في صفوفه، عاد ووريرز مجدداً الى "حيث ينتمي" بحسب نجمه ​ستيفن كوري​، بتأهله الى النهائي بعد حسمه سلسلة نهائي المنطقة الغربية 4-1 على حساب دالاس مافريكس، قبل أن يتفوق على سلتيكس في النهائي 4-2.

وأكّد فريق المدرب ستيف كير أن غيابه عن الـ"بلاي أوف" في الموسمين الماضيين، بعدما اكتفى في 2019-2020 بـ15 فوزاً فقط في الموسم المنتظم وفي التالي بـ39، لم يكن نتيجة انتهاء حقبة تاريخية توج خلالها الفريق بثلاثة ألقاب ووصل فيها الى النهائي خمس مرات متتالية، بل بسبب الإصابات التي لاحقته لاسيما كلاي تومسون الذي ابتعد عن الملاعب سنتين ونصف.

وعلق لاعب الارتكاز كيفون لوني الذي كان ضمن الفريق الفائز باللقب عامي 2017 و2018، على ما مرَّ به ووريرز في الموسمين الماضيين، قائلاً "في تلك الفترة الصعبة، كنا نخسر لكني أعتقد رغم ذلك أننا كنا ما زلنا نملك مجموعة جيدة من الشبان".

وتابع "كان بإمكاننا المحافظة على الثقافة ذاتها في غرف الملابس، حتى وإن كنا نخسر. استمررنا في اللعب بنفس الأسلوب...".

ورغم أن الفريق عزز صفوفه بضم الكندي أندرو ويغينز وجوردن بول والكونغولي الديموقراطي جوناثان كومينغا الذين لعبوا دوراً مؤثراً في عودة ووريرز الى القمة مجدداً، كان الاعتماد الأساسي في الانتفاضة على الحرس القديم، الثلاثي ستيفن كوري-كلاي تومسون-درايموند غرين.

وبعدما وضع خلفه خيبة الموسمين الصعبين اللذين مرَّ بهما، استعاد ووريرز زعامته وأحرز اللقب للمرة السابعة في تاريخ النادي والرابعة في آخر ثمانية مواسم، بعدما توج به بقيادة الثلاثي كوري-تومسون-غرين أعوام 2015 و2017 و2018، وقبلها أعوام 1947 و1956 حين كان الفريق في فيلادلفيا و1975 بعد انتقاله الى كاليفورنيا تحت اسمه الحالي.

الأجواء ممتازة في غرف ملابس ووريرز نتيجة التناغم الذي "يمكن تعليمه" للآخرين وفق ما أفاد كوري الذي نال أخيراً جائزة أفضل لاعب في النهائي، موضحاً عشية الدور النهائي "ما يجعلنا مميزين ومختلفين هو قبل كل شيء جوهرنا وطريقة لعبنا وما نفعله".

- "أفضل فريق متبقي في الأدوار الإقصائية" -

واحتفل كوري بلقب الدوري الرابع في مسيرته بعدما نجح ورفاقه في التعامل مع سلتيكس الذي اعتبره الكثيرون الفريق الأكثر اكتمالاً في فترة ما بعد الموسم المنتظم.

بالنسبة للنجم السابق تشارلز باركلي، فكان الأمر محسوماً "سلتيكس سيفوز بالسلسلة وسيفوز ببطولة العالم لأنهم أفضل فريق متبقي في الأدوار الإقصائية برأيي".

عاد الفريق الأخضر الأسطوري الى نهائي الدوري للمرة الأولى منذ 12 عاماً بعدما تجاوز ميامي هيت في نهائي المنطقة الشرقية بسبع مباريات، ضارباً موعداً في سلسلة اللقب مع ووريرز للمرة الأولى منذ 1964 عندما توج بطلاً على حساب الفريق الذي كان حينها في سان فرانسيسكو، ليحرز أحد ألقابه الثمانية توالياً بين 1959 و1966.

المرة الأخيرة التي تأهل فيها سلتيكس الى نهائي الدوري عام 2010، انتهى به الأمر بالخسارة 3-4 أمام غريمه التاريخي لوس أنجليس ليكرز، ما سمح للأخير بأن يصبح على بعد لقب من الفريق الأخضر قبل أن يعادله بـ17 لقباً في 2020.

وبالتالي، حصل سلتيكس على فرصته لاستعادة الزعامة التاريخية والتربع مجدداً على عرش أكثر الفرق إحرازاً للقب، لكنه لم يستغل بدايته الواعدة في سلسلة النهائي حين أسقط ووريرز في معقله، للفوز بلقبه الأول منذ 2008 حين كان في صفوفه الرباعي بول بيرس، كيفن غارنيت، راي ألن وراجون روندو.

وبقيادة المدرب النيجيري الأصل إيمي أودوكا الذي استلم تدريب الفريق الصيف قبل الماضي في أول مهمة له كمدرب قبل أن يوقفه النادي للموسم الحالي على خلفية "انتهاكات سياسات الفريق"، عوَّل سلتيكس على تألق الثنائي جايسون تايتوم وجايلن براون هجومياً، وماركوس سمارت وروبرت وليامس دفاعياً.

- "من دونه، لم يكن هذا الشيء ليحدث" -

وبعدما كان خارج ترشيحات المنافسة على اللقب، حقق سلتيكس بداية نارية في الأدوار الإقصائية باكتساحه بروكلين نتس 4-صفر قبل تجريد ​مليووكي باكس​ من اللقب في الدور الثاني بحسمه المواجهة 4-3، ثم تخطى في نهائي المنطقة ميامي هيت الذي كان صاحب أفضل سجل في الموسم المنتظم، بانتزاعه بطاقة النهائي من معقل منافسه بالفوز عليه في المباراة السابعة الحاسمة.

لكن خبرة خوض النهائي لعبت دوراً حاسماً في تحديد هوية البطل، إذ لم يضم سلتيكس في صفوفه أي لاعب خاض سابقاً الدور النهائي، فيما جمع ووريرز في صفوفه خبرة 123 مباراة في سلسلة اللقب مع احتساب مشاركات كل من لاعبيه قبل سلسلة نهائي 2022 التي منحت كوري عن 34 عاماً جائزة أفضل لاعب لأول مرة، خاتماً السلسلة بأفضل طريقة بتسجيله 34 فريقه في المباراة السادسة التي أهدت فريقه التتويج.

كان أفضل لاعب في الدوري المنتظم عامي 2015 و2016 أفضل مسجّل لفريقه في أول أربع مباريات من سلسلة النهائي (34 و29 و31 و43 نقطة)، قبل ان يخفق في الخامسة، لكن الموزّع البارع ضرب بقوة في السادسة منتزعاً اللقب من ملعب "تي دي غاردن" الصعب.

عن مساهمته في احراز اربعة القاب لغولدن ستايت، قال مدربه ستيف كير "من دونه، لم يكن هذا الشيء ليحدث. ستيف هو سبب هذه السلسلة".