وليد بيساني

لم تكن كلمة "القرار الصعب" كافية لوصف إقالة المدرب كلاوديو رانييري من تدريب ​ليستر سيتي​ بعد نحو تسعة أشهر فقط على تحقيقه إنجازاً غير مسبوق في تاريح النادي بقيادته الفريق لتحقيق لقب الدوري الإنكليزي الموسم الماضي للمرة الأولى في تاريخه.

انتهت أمس حقبة تاريخية في تاريخ ليستر بإعلان إقالة الإيطالي في محاولة لوضع حد لنتائج مخيبة للآمال هذا الموسم في الدوري تركت الفريق يقبع في المركز السابع عشر بفارق نقطة عن المراكز المهددة بالهبوط، كما انها جاءت بعد يوم من خسارة الفريق أمام اشبيلية بهدفين لواحد في ذهاب الدور السادس عشر من دوري أبطال اوروبا على الرغم من قيادة رانييري الفريق الى هذا الدور للمرة الأولى في تاريخه ايضاَ.

من الواضح انها لحظة أليمة في تاريخ رانييري ومشجعي الفريق الذي ارتبطوا بعلاقة "حميمة" مع المدرب طوال الموسم الماضي، ويكفي القول انه سمح لهم بأن يعيشوا حلماً لم يفكروا يوماً بتحقيقه في الوقت الذي كانت أكبر أحلامهم تتلخص في البقاء في الدوري الممتاز.

يحزم رانييري حقائبه بعد شهر فقط من اختياره أفضل مدرب في العالم لعام 2016، عقب إنجازه الكبير مع الثعالب، وهو أمر لم يتجاهله ليستر سيتي في بيانه الرسمي والذي وصف فيه الإيطالي بصانع أفضل إنجاز في تاريخ النادي الممتد لـ133 عاماً.

قد يتساءل كثيرون عن الأسباب الحقيقية لهذا التراجع المخيف لمستوى ليستر سيتي هذا الموسم خاصة وان الفريق لم يتمكن سوى من تحقيق خمسة انتصارات في حين مني بأربع عشرة هزيمة وست تعادلات في الدوري الممتاز.

لكن هذا الاختلاف الواضح في اداء الفريق بين موسمين بدأ التمهيد له منذ بداية الموسم حين أعلن رانييري نيته التركيز على دوري أبطال أوروبا وتسبب هذا الأمر في أخطاء تكتيكية تمثلت في إراحة الكثير من مفاتيح اللعب عن خوض المباريات في الدوري فكانت النتائج هزائم "من دون سبب" حتى وجد الفريق نفسه في موقع حرج.

في الواقع تتلخص مسيرة ليستر هذا الموسم وتحولها من تاريخية إلى كارثية في أمور كثيرة لعل أهمها "فائض الثقة" أو التشبع الذي تولد لدى لاعبي الفريق بعد تحقيقهم الانجاز المحلي، اذ لا يمكن ان تنتظر إنجازاً آخر من ناد "غير كبير" وجد نفسه في برهة من الزمن من فريق يصارع للهروب من شبح الهبوط إلى آخر يصعد إلى منصة التتويج.

أضف إلى ذلك ان الحافز النفسي الذي كبُر من مباراة إلى أخرى في الموسم الماضي لم يعد هو نفسه هذا الموسم سيما وان لاعبي ليستر يدركون ان فريقهم ليس مانشستر يونايتد أو تشلسي أو الارسنال ولا حتى توتنهام هوتسبير، لذلك لم تعد خطة الموسم الماضي النفسية أو الفنية تقتضي استنساخها هذا الموسم أيضاً.

يبقى القول ان إقالة رانييري من تدريب ليستر لن تحجب الإنجاز الذي حققه هذا العجوز والذي اثبت مرة جديدة انه واحد من أفضل المدريبين في العالم.