لا يمكن اعتبار الخسارة الثقيلة التي مني بها مانشستر سيتي أمام مضيفه ايفرتون بأربعة أهداف دون رد، إلا مؤشراً إضافياً على فشل المدرب بيب غوارديولا في تقديم نفسه خلال تجربته الأولى في الملاعب الإنكليزية، بعدما بات واضحاً للعيان ان ما فعله الاسباني في كل برشلونة وبايرن ميونيخ لا يمكن تكراره في السيتي على الاقل خلال المدى المنظور.

ولعل الخسارة الثانية في ثلاث مباريات والخامسة في الدوري جاءت لتؤكد ان مانشستر سيتي لا يعدو كونه فريقاً عادياً رغم كل المحاولات لإظهاره بشكل مغاير بمعنى ان السيتي لا يمكن أن يكون فريقاً يشبه ليفربول أو مانشستر يونايتد ولا حتى الارسنال وتشلسي.

ليس هذا الكلام بمثابة ردة فعل على خسارة قاسية أو تعصباً لفريق من هنا أو تشجيعاً لآخر من هناك بقدر ما هو الأقرب للحقيقة والتي ما يزال الكثيرون يتجاهلونها ولا يريدون الإفصاح عنها، بمعنى أكثر وضوحاً ان غوارديولا لم يثبت نفسه حتى الآن سوى مع فريق جاهز يضم نجوماً قادرين على فرض بصمتهم على أرض الملعب دون الحاجة الى من يقودهم من خارجه، وهذا ما حدث مع برشلونة وبايرن ميونيخ وان كانت التجربة في المانيا أقل نجاحا لعدم قدرة بيب على الفوز بدوري أبطال اوروبا.

ومما لا شك فيه ان من يعرفون مانشستر سيتي جيداً يدركون الاختلاف الكبير في اداء الفريق ابان تولي مانويل بيليغريني مهمة تدريبه بعدما تمكن من قيادة السيتي لتحقيق لقب الدوري الممتاز في موسمه الاول مقدماً اداء هجومياً لا يمكن تجاهله اذا سجل اللاعبون 151 هدفاً في جميع المسابقات.

أما اليوم فإن السيتي بقيادة غوارديولا هو الأقل تسجيلاً للأهداف من بين الفرق التي تحتل المراكز الخمسة الأولى في الترتيب والأكثر تلقياً للأهداف وتعرضاً للهزائم، لدرجة ان شباك ميدلزبرة صاحب المركز الـ16 في الدوري الممتاز تلقت أهدافاً أقل من السيتي.

لا يمكن لتلك الأرقام الا أن تثبت واقعاً ملموساً يلخص حجم المغامرة التي دخلها بيب غوارديولا منذ ان حط رحاله في مانشستر، لكنها حتى الآن بدأت تأكل من رصيد سمعته التي جعلته واحداً من أفضل المدربين في العالم والاكثر تحقيقا للألقاب مع فريق واحد.

وعلى الرغم من انه الموسم الاول لغوارديولا في انكلترا ، الا ان سؤالا ملحاً يطرح نفسه وهو: لماذا يغامر بيب بسمعته مع السيتي.. ومن أجل ماذا؟قد يكون الاسباني هو الوحيد الذي يملك الإجابة، لكنه مطالب قبل تقديم الاستفسارات بالحد من الخسائر المعنوية والفنية لسمعة مدرب لطالما كان مثالاً يحتذى به في الانتصارات والفوز بالألقاب.