سحبت أمس تصفيات كأس الأمم الأسيوية حيث وقع لبنان في مجموعة متوزانة ضمته إلى جانب كوريا الشمالية، هونغ كونغ وماليزيا.

ويتأهل أول وثاني المجموعة إلى العرس الأسيوي الذي ستستضيفه الإمارات في عام 2019 والذي سيقام للمرة الأولى بمشاركة 24 فريقا.

وكان يمكن لمنتخب الأرز الحصول على قرعة أسهل كون الفرق الثلاث التي سيواجهها لا يستهان بها.

فالمنتخب الكوري الشمالي يعد من أفضل منتخبات الصف الثاني في شرق آسيا، وهو وصل لكأس العالم 2010 كما دائما ما كان خصما عنيدا لكبار القارة.

وستكون المواجهة أمامه في أرضه صعبة للغاية وهو يقدم كرة قدم سريعة مع التزام تكتيكي أظهره في أكثر من مناسبة.

أما منتخب هونغ كونغ، فهو أيضا منتخب يتطور يوما بعد يوم، واستطاع في تصفيات كأس العالم الأخيرة إحراج منتخبي قطر والصين حيث هزموه بصعوبة ما يعني قدرته على خلق مشاكل للمنتخب اللبناني في ظل الإنسجام الواضح بين لاعبيه واللعب الجماعي الذي يلعب به الفريق.

وأخيرا نأتي إلى المنتخب الماليزي، وهو منتخب كما سابقه الهونغ كونغي، لم يعد ذاك المنتخب الذي يخسر بخماسية وسداسية، بل إن كرة القدم الماليزية تطورت بشكل كبير فنتائج الفرق في كأس الإتحاد الأسيوي أكبر دليل، وما قام به المنتخب في التصفيات الأخيرة لكأس العالم حيث كان مصدر قلق لمنتخبي السعودية والإمارات اللذان عانى في تجاوزه.

مخطئ من يظن أن لبنان قد وقع في مجموعة سهلة، بل إذا أردنا تصنيف المجموعة، فربما هي الأصعب بين كل المجموعات، حبث لا يوجد منتخب يمكن ضمان حصد ست نقاط منه ذهابا وإيابا، فمواجهاتنا مع المنتخبات الثلاث خارج الديار ستكون صعبة نظرا لامتلاك تلك المنتخبات أسلحة فنية يمكن أن تشكل خطورة على منتخبنا الوطني.

لكن في الجهة المقابلة، فإن المنتخب اللبناني ليس بذاك السيئ، وهو قادر على مجاراة فرق هذه المجموعة والظهور أمامها بشكل مميز نظرا للتقدم الفني الذي طرأ على المنتخب في الفترة الأخيرة وبروز أكثر من نجم في الدوري المحلي قادرين على إفادة المنتخب، ويجب على المنتخب اللبناني أن يحسن من طريقة لعبه الهجومي ونقله للكرات أثناء استحواذه وسيطرته على الكرة كون الفرق التي سنواجهها قد تلجأ إلى أساليب دفاعية، والاعتماد على سرعتها في التحول من الدفاع إلى الهجوم، وإذا ما نجحنا في خلق اسلوب هجومي واضح المعالم خاصة في عملية بناء اللعب المنظم السريع بطل الأسماء الجيدة التي يضمها المنتخب في كافة الخطوط، فإن التأهل لن يكون صعبا أبدا لكنه لن يكون سهلا كما يتوقعه كثيرون.

كما يجب الإستفادة للحد الأقصى من عامل الأارض والجمهور من أجل حصد النقاط الكاملة على أرضنا أو أقله سبع نقاط، لأن المواجهات الثلاث خارج الديار ستكون في شرق آسيا أي سنخوض مبارياتنا بعد سفر طويل ومع فارق في التوقيت، وهذا ما سيزيد الأمر صعوبة بعض الشيء، لكن الجهاز الفني والإداري للمنتخب بخبرتهم الكبيرة سيحاولون بالطبع توفير أفضل الظروف للمنتخب، ويبقى أن نستطيع فنيا هناك من تقديم كرة القدم التي نود ونحصد بعض النقاط التي ستكون حاسمة في مشوار التأهل.

يستطيع المنتخب اللبناني أن يعبر من هذه المجموعة وأن يتصدرها شرط أن لا يتم الإستهانة باي من المنتخبات تلك، فمن قارع كوريا الجنوبية في كوريا منذ سنة تقريبا، لن يكون صعبا عليها هزيمة جارتها الشمالية أو هونغ كونغ أو ماليزيا، لكن الأهم هو الجدية وعدم اعتبار أن هذه المنتخبات ضعيفة ويمكن تجاوزها بسهولة، عندها سيكون منتخبنا إن شاء الله بلا شك ضمن عداد المنتخبات الأربعة وعشرين التي ستسافر أول عام 2019 إلى الإمارات للمشاركة في البطولة الأسيوية.

أحمد علاء الدين