انتهت مرحلة الذهاب من الدوري الألماني لكرة القدم حيث شهد جدول الترتيب العديد من المفاجآت فتميزت فرق بينما ظهرت فرق أخرى بمستوى متدني ما يستوجب أن تحسن سريعا من أوضاعها قبل أن ينتهي الموسم وتخرج منه بخفي حنين.

لم يكن تصدر بايرن لجدول الترتيب أمرا مفاجئا، فبايرن في موسم كارلو أنشيلوتي الأول مع الفريق كان صاحب أقوى خط هجوم وأقوى خط دفاع وحصد إثنتان وأربعين نقطة ولم يخسر إلا مرة واحدة.

وربما لم يقدم بايرن نفس الأداء الممتع الذي ظهر به في عهد بيب غوارديولا، لكن الفريق كان يعرف دائما كيف يفوز حتى وإن لم يكن في أفضل مستوياته.

بايرن لا ينقصه شيئ من أجل الحفاظ على الصدارة والتتويج بلقب البوندسليغا للمرة الخامسة تواليا لكنه يجب أن يكون حذرا للغاية، فورءه بثلاث نقاط فقط نجد لايبزيغ مفاجأة الموسم والصاعد حديثا إلى دوري الأضواء.

لايبزيغ قدم مرحلة ذهاب مميزة وهو خلف بايرن بثلاث نقاط فقط، مع خط دفاع قوي وخط هجوم هو الثالث في البطولة.

لايبزيغ قدم كرة جماعية ملفتة مع مدرب محنك وينتظر الجميع مدى قدرته على متابعة التألق ومزاحمة بايرن على اللقب أو اقله الحصول على مركز مؤهل لدوري الأبطال وهو أمر سيكون بمثابة المعجزة إن حصل مع ابتعاده عن صاحب المركز الرابع بثتسع نقاط وهو فارق مريح نسبيا.

في المركز الثالث، نجد هوفنهايم برصيد واحد وثلاثين نقطة والذي يعد الفريق الوحيد الذي لم يخسر، سبع انتصارات مع عشر تعادلات بأسلوب متوازن بين الدفاع والهجوم مع انضباط تكتيكي لافت وترابط بين الخطوط الثلاث رغم غياب النجوم عن صفوف الفريق.

أما بوروسيا دورتموند والذي كانت تعقد عليه الآمال لمنافسة بايرن، فهو قدم مرحلة ذهاب اقل من المتوقع مع حصد ثلاثين نقطة وبفارق اثني عشر نقطة كاملة عن بايرن المتصدر.

مشكلة دورتموند كانت في خط دفاعه الذي تلقى عشرين هدفا أي ضعف عدد الأهداف التي تلقاها بايرن وهنا يجب على دورتموند تحسين الشق الدفاعي الجماعي إذا ما أراد العودة بقوة في مرحلة الإياب. فرق هيرتا برلين، إينتراخت فرانكفورت وكولن لفتت الأنظار أيضا حيث تحتل المراكز الخامس، السادس والسابع تواليا وهي تدخل بقوة في صراع المراكز الأوروبية ولديها حسابيا فرص كبيرة في الوصول لدوري الابطال رغم استبعاد أن يكون نفسها طويل في مرحلة الإياب لأن الإستمرارية هي الأساس في المعركة الأوروبية.

باير ليفركوزن لم يقدم ما هو مأمول منه بحصد فقط أربعة وعشرين نقطة في المركز الثامن، وكان البعض يرشحه كي ينافس على الصدارة قبل الموسم لكنه عانى كثيرا فهجومه لم يكن بالمستوى المطلوب إذ سجل فقط ستة وعشرين هدفا بينما كانت مشكلته الأساس في خط دفاعه الذي تلقى خمسة وعشرين هدفا وهو رقم كبير جعله ثامن أسوأ خط دفاع.

فرايبورغ قدم مرحلة ذهاب جيدة للغاية وهو ابتعد بشكل مريح عن صراع الهبوط فحصد ثلاثة وعشرين نقطة وبعده يأتي فريق شالكه التي كانت مرحلة الذهاب سيئة بشكل عام فحصد فقط واحدا وعشرين نقطة وهو عانى كثيرا في الشق الهجومي حيث لم يسجل إلا واحدا وعشرين هدفا ما جعله يفقد العديد من النقاط وهو بحاجة لعمل مضاعف إيابا إذا ما أراد الحصول على مقعد أوروبي.

ثم نجد أربعة فرق أخرى كبيرة في ألمانيا تحتل مراكز متأخرة ، أولها فولفسبورغ الذي بدأ الموسم بشكل سيئ ما دفع إدارة الفريق لإقالة المدرب هيكينغ وتعيين فاليريان اسماعيل مكانه، فولفسبورغ حصد فقط تسعة عشر نقطة ويحتل المركز الثاني عشر بينما يبدو وضع بوروسيا مونشنغلادباخ أسوأ، حيث لم يحصد الفريق سوى سبعة عشر نقطة ويحتل المركز الرابع عشر مع خط هجوم ضعيف لم يسجل سوى خمسة عشر هدفا. كما نرى بريمن في المركز الخامس عشر وهو اكتفى بحصد ستة عشر نقطة مع خط دفاع كارثي هو الأسوأ في البطولة إذ تلقى ستة وثلاثين هدفا في سبعة عشر جولة بمعدل أكثر من هدفين في الجولة، وهو بالمبدأ سيخوض مع هامبورغ صراع تفادي الهبوط.

هامبورغ والذي لم يهبط في تاريخه لدوري الدرجة الثانية، يبدو وضعه غير مطمئن إذ لديه فقط ثلاثة عشر نقطة في المركز السادس عشر الذي يخوض صاحبه مباراة فاصلة أمام ثالث الدرجة الثانية لتفادي الهبوط، هامبورغ عانى كثيرا في الشق الهجومي فسجل أربعة عشر هدفا وهو ثالث اضعف خط هجوم كما أنه يخوض صراعا شرسا مع إنغولشتدات ودارمشتادت أصحاب المركزين الأخيرين لتفادي الهبوط حيث يتوقع أن يكون الصراع مثيرا مع فارق النقاط القريب بين الفرق في أسفل جدول الترتيب.

أسئلة كثيرة ستحمل مرحلة الإياب من البونديسليغا أجوبة عليها، أولها عن مدى استمرارية لايبزيغ في منافسة بايرن على الصدارة وهل سيكمل هوفنهايم مسيرته دون خسارة ؟ ماذا عن دورتموند وهل لديه القدرة على العودة مجددا ؟ هل ينجح ليفركوزن وشالكه في العودة للمراكز الأوروبية ؟ ماذا عن صراع الهبوط وكيف سيكون موقف الثلاثي مونشنغلادباخ، بريمن وهامبورغ ؟

كل هذا يضعنا أمام مرحلة مشتعلة من الدوري الألماني سيستمتع المشاهدون برؤيتها ولن تعرف بالمبدأ أجوبتها إلا في الأمتار الأخيرة من المنافسات.

أحمد علاء الدين