يصر جميع من يتحكّم في رياضة الفورمولا 1 اليوم على إبقائها من دون أي تغيير يقرّبها الى قلوب المشاهدين حول العالم. لقد اصبحت الفورمولا 1 مملة لدرجة لا تُصدّق، ولا يُتابعها حاليًا غير المشاهد الذي كَبر عليها منذ سنين طويلة.

ويصرّ رئيس الفورمولا 1 برني إكليستون الذي يبلغ 85 عام (نحن لا نكذب عليكم) على عدم تغيير التركيبة التي أسسها في ستينيات القرن الماضي. وهكذا نجد حوالي الخمس فرق تسيطر على العائدات المالية للرياضة حتى من دون ان تقدم أداء جيد في السباقات فقط لإنها تُعتبر فرق قديمة في الفورمولا 1.

هذا الأمر يجعل المنافسة مستحيلة للفرق الصغيرة الزبونة التي تدخل الفورمولا 1 وهي تغوص في دوامة ديون تنتهي بتفككها وإعلان إفلاسها.

السباقات طويلة ومملة ومن يقول لكم عكس ذلك هو يكذب عليكم، الأمور المثيرة الوحيدة تحصل عند إنطلاق السباق، وبعدها ب5 لفات يسيطر الملل على المشاهد وأفضل له أن ينتقل الى مشاهدة مباراة كرة قدم في دوري الدرجة الثانية في إنكلترا كونها ستقدم إثارة أكبر بكثير.

لا تبدو الأمور أنها ستتغير في المستقبل القريب بالرغم من المالك الجديد للفورمولا 1 الشركة الأميركية "ليبرتي غروب" وبالرغم من التغييرات التقنية الكبيرة التي ستدخل عليها في موسم 2017. يبدو أن لا احد من داخل الفورمولا 1 يهتم فعليًا بالمشاهد، وفي حال تجرأ احد السائقين على إبداء رأيه في بعض الأمور التحسينية تتم مهاجمته فورًا إعلاميًا من قبل المجموعة المسيطرة.

الفورمولا 1 مُكلفة جدًا وهي لا تواكب العصر الحديث من أي نواحيه ولا احد يفهم ما يجري داخلها غير مهندسي الفرق ويتم تغيير القوانين اسبوعيًا (لا مبالغة في هذا الأمر)، هذا يعني أنك حتى لو كنت تتابع تفاصيلها يوميًا لن يُفيدك الأمر ولن تفهم ما يحصل.

ستُقام جائزة أميركا الكبرى يوم الأحد، وفي حال لم يصطدم سائقيّ مرسيدس ببعضهما على المنعطف الأول، سيفوز أحد منهما بالسباق بسهولة تامة غير مقبولة. ولمن لا يعلم، لقد إنتهت البطولة قبل 4 سباقات من نهايتها فعليًا في ما خص بطولة الصانعين.

يواجه اليوم المشجّع الحقيقي للفورمولا 1 معضلة صعبة، وفي أغلب الأحيان يقرر الكثيرين عدم متابعتها بعد الآن بكل بساطة. وما يُغضب في هذا الأمر أن الإتحاد الدولي للسيارات وإكليستون ومجموعة الإستراتيجية لا يهمها ما يحصل حاليًا، وكل ما تريده هو أن تحصّل أموالها في نهاية الموسم.