حقق برشلونة فوزا كبيرا على مانشستر سيتي برباعية نظيفة ضمن المرحلة الثالثة من مباريات المجموعة الثالثة للدور الأول في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. المدير الفني لبرشلونة ​لويس إنريكي​ لعب المباراة بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي ميسي، سواريز ونيمار في خط الهجوم بينما لعب المدير الفني لمانشستر سيتي بيب غوارديولا المباراة بالرسم التكتيكي 4-1-4-1 مع كيفن دي بروين كمهاجم وهمي.

السيتي بدأ المباراة بضغط عالي على رباعي دفاع البرسا وحارس مرماه ما منحه افضلية في الإستحواذ مع معاناة برشلونة بالخروج من مناطقه بالكرة على الرغم من محاولات إيجاد الثلاثي الهجومي في الأمام عبر كرات طولية لكن دي بروين ومعه الجناحان ستيرلينغ ونوليتو كانا جيدين للغاية في عملية الضغط مع تحركات لاعبي الوسط غوندوغان وسيلفا حيث حاول الفريق عكس كرات عرضية لكيفن دي بروين لكنها افتقدت للقليل من الدقة وسط تبادل في المراكز أحيانا بين نوليتو ودي بروين من أجل خلق ثغرة في عمق دفاع البرسا الذي تلقى ضربة أولى بإصابة ظهيره الأيسر جوردي ألبا لينزل دين مكانه في الدقيقة العاشرة. ضغط السيتي ورغم أنه منع البرسا من بناء هجمات منظمة لكنه كان هو الآخر عاجزا عن خلق خطورة حقيقية على تير شتيجن. البرسا بدوره حاول تطبيق اسلوب الضغط العالي في مناطق السيتي مع ثلاثي ال MSN إضافة لراكيتيتش وإنيستا وهو ما أجبر لاعبي السيتي على ارتكاب خطأ دفاعي قاتل سجل منه ميسي هدف التقدم لبرشلونة عند الدقيقة 17. الهدف أثر قليلا على أداء السيتي وتركيزه الذهني ما سمح لبرشلونة بأن يكون هو الفريق المستحوذ والمبادر مع تحركات دائمة لميسي من عمق ملعب السيتي ليضيع سواريز فرصة مضاعفة النتيحة عند الدقيقة 21. السيتي كان غائبا هجوميا واكتفى بإغلاق مناطقه أمام برشلونة مع ضعف واضح في الأطراف بسبب بطء أظهرته الشديد أمام سرعة ميسي ونيمار. البرسا نجح تماما في السيطرة على وسط الملعب مع تحركات نيمار الخطرة بجانب ميسي في ظل تمرير كرات بعشوائية كبيرة عند السيتي ليضيع راكيتيتش كرة سانحة أخرى للتسجيل. برشلونة تلقى ضربة جديدة على صعيد الخط الدفاعي بإصابة بيكيه ليدخل مكانه جيريمي ماتيو عند الدقيقة 38. البارسا تراجع قليلا للوراء ما سمح للسيتي بمعاودة التقدم والتركيز على الإختراق من عمق دفاع برشلونة أو ضربه بكرات طولية نحو طرفي الملعب ليضيع غوندوغان ونوليتو ومن بعدهم ستونز ثلاث كرات غاية في الخطورة ويفشل السيتي في التعديل لينتهي هذا الشوط 1-0 للبرسا.

الشوط الثاني بدأ بسيطرة لمانشستر سيتي في ظل تحفظ من برشلونة واعتماده على الضغط فقط في منتصف الملعب ما سمح للسيتي بتبادل بعض الكرات في مناطقه لكن إيقاعه الهجومي كان بطيئا ما جعل معظم تمريرات الفريق مقروءة لدفاع برشلونة. منعرج المباراة كان في الدقيقة 52 عندما طرد برافو حارس السيتي بعد تصديه باليد لكرة متجهة نحو المرمى خارج منطقة جزاءه وأصيب ظهير الفريق الأيمن زاباليتا ليدخل كاباليرو الحارس الإحتياطي مكانه زاباليتا ومن ثم كليشي مكان نوليتو. السيتي تحول ل4-1-3-1 في الشكل لكن الفريق لم يعد مترابطا على أرض الملعب ما سمح لبرشلونة بسيطرة مطلقة على الملعب في ظل النقص العددي للسيتي ليسجل ميسي هدفين متتاليين وسط فراغات كبيرة في السيتي الذي لم ينفع أسلوبه في اللعب على الهجمات المرتدة في تشكيل أي خطورة على مرمى البرسا مع اقتناع السيتي باستحالة العودة ولم ينفع طرد ماتيو في العشر دقائق الأخيرة من تغيير شيئ رغم التكافؤ العددي ودخوا أغويرو مكان غوندوغان وعودة دي بروين لوسط الملعب عند السيتي فيما أدخل إنريكي أندريه غوميس مكان إنييستا. البرسا لم يتاثر بالطرد بل حصل على ركلة جزاء أضاعها نيمار الذي عوض ذلك بتسجيله الهدف الرابع قبل النهاية بدقيقتين لتنتهي المباراة بخسارة رباعية للسيتي خارج أرضه أمام برشلونة. خسارة ربما تكون كبيرة في الشكل، لكنها في المضمون كانت بمعظمها نتيجة أخطاء فردية قاتلة ارتكبها لاعبو غوارديولا أمام فريق قوي مثل برشلونة.

أحمد علاء الدين