بعد ان قدموا كل ما عندهم من طاقات وامكانات وقدرات في مجال الالعاب التي اجبوها وبرعوا فيها، غاب نجوم لبنان المخضرمين عن الاضواء. واذا كان قسم قليل منهم لا يزال اسمه متداولاً في الحياة الرياضية اللبنانية، كمسؤولين رياضيين او مدربين او اداريين، فإن الغالبية بقيت غائبة عن انظار محبيها في لبنان.

صحيفة "السبورت" الالكترونية، قررت الاضاءة على عدد من اسماء ذهبية في عالم الرياضة اللبنانية، وتتبعت اخبارهم وتحدثت معهم، وستنشر تباعاً ما عادت به من معلومات عنهم.

هو أحد نجوم الزمن الجميل في عالم كرة السلة، تميز بجرأته الكبيرة في اللحظات الحاسمة وبتسديداته البعيدة المدى. الحديث هنا عن ​غازي بستاني​ الذي التقيناه وتكلمنا عن آخر أخباره، مسيرته ورؤيته لواقع كرة السلة الحالي.

يرأس بستاني حاليا نادي Energy Sports Club في ذوق مكايل، ويضم النادي ملاعب كرة سلة وكرة قدم إضافة إلى أكاديمية خاصة بالأولاد لتعليم كرة السلة، مطعم، دار حضانة وصالة للمناسبات.

لا يرى بستاني انه مبتعد عن جو كرة السلة فهو يحاول اليوم نقل خبراته إلى الأولاد الصغار من خلال الأكاديمية التي يديرها.

جربت لفترة العمل مع الإتحاد لكن كل شخص لديه عقلية مختلفة ولم تمشي الأمور مثل ما اردت لذلك قررت سريعا أن ارحل.

أحد أهم نقاط الخلاف كانت بحسب بستاني موضوع الفئات العمرية وهو لا يعلم لحد الآن ما هو السبب الذي يمنع الإتحادات المتعاقبة منذ سنوات على تنظيم بطولات للفئات العمرية، فاللعبة لن تتطور لم نقم بطولات قوية للصغار، دائما الحجة هي البرنامج المضغوط مع العلم ان السنة طويلة واي بطولة لا تأخذ اكثر من شهر أو شهرين على أقصى تقدير.

ويؤكد بستاني أن الإمكانيات على أيامه كانت محدودة جدا بعكس اليوم حيث أن هناك اعلاما ومدربي لياقة وملاعب كبيرة ورغم ذلك المواهب آنذاك افضل من اليوم واللاعبون النجوم اليوم اقل.

هذا يعود لأنه كما ذكرت لا يوجد اهتمام بالفئات العمرية كما يصل اللاعب لعمر 18 سنة ويلعب درجة أولى وهو لم يخض اكثر من 20 مباراة في حياته وهذا أمر غير مقبول ولا يطور لاعبا، فلو ان اللاعب يلعب كل سنة بطولة منذ عمر 12 سنة سيصل إلى عمر 18 وهو خاض أكثر من 80 مباراة ما يولد نضجا لديه ويستطيع أخذ خطوة اكبر مع الفريق الأول.

كما لا يجب أن ننسى أن هناك نقصا في عدد المدربين والمدربين معظمهم هم نفسه منذ 20 يوما إلى الآن، وكلما كثر عدد المدربين الكفوءين كلما تعددت الأفكار والخطط واستراتيجيات العمل ما سينعكس إيجابا على اللاعبين.
يعتبر بستاني أن اللعب بثلاث لاعبين أجانب على أرض الملعب كان هو الحل الوحيد كي تنتج بطولة قوية لا تعرف هوية الفائز فيها حتى اللحظات الأخيرة وبطولة موسم 2015-2016 هي اكبر دليل وهي الأقوى في الخمسة عشر سنة المنصرمة.

لكن من جهة أخرى هذا الأمر مؤسف، إذ يدل هذا على أنه لا يوجد في لبنان لاعبون أقوياء كفاية في كل الفرق ولكن لا يجب أن نهرب من الواقع، نحن لا نؤسس لبناء اجيال جديدة وبالتالي ما تم زرعه من خلال السياسات الخاطئة نحصده الآن ولكي اكون صريحا، معظم اللاعبين اللبنانيين الحاليين هم تأسسوا وتعلموا أصول اللعبة في الخارج ومن نشا في لبنان عددهم قليل ولا يتجاوز اصابع اليد الواحدة رغم أننا منذ خمسة عشرة سنة ولحد السنة الماضية كنا نلعب بلاعبين اجنبيين ولم نر اي جيل جديد أو عدد لاعبين كبير تأسس أو برز !!

واسف بستاني في ختام حديثه للطريقة التي يدار بها المنتخب الوطني وقال بكل صراحة أن المنتخب اليوم لم يعد أولوية ولو كان اولوية لما كنا نرسل فريقا من الصف الثاني للمشاركة الخارجية واين المشكلة اليوم ان تأجل الدوري اسبوعا او اسبوعين من اجل اللعب بمنتخب من الصف الاول ؟؟ ما يتم فعله الآن هو انك تأتي بمدرب مع ظروف صعبة وتقول له تفضل حقق لي نتائج ! ولكن بهذه الظروف وبهكذا تخطيط وتحضير، أي نتائج أريد ؟

السؤال اضعه برسم المسؤولين عن اللعبة لأن ما يحصل للمنتخب على مدى سنوات وليس من الآن هو امر غير مقبول.