يمكن اعتبار فضيحة الفساد التي هزت الكرة الانكليزية قبل أيام وأدّت لاستقالة مدرب المنتخب سام الاردايس، نقطة سوداء تضاف إلى خيبات الأمل التي لا يتوقف منتخب الأسود الثلاثة عن تجرعها في البطولات الكبرى وكان آخرها بطولة أمم أوروبا التي اقيمت في فرنسا وأحرز المنتخب البرتغالي لقبها.

وعلى الرغم من المكانة التي وصل اليها الدوري الإنكليزي في الآونة الأخيرة ووضعته في مقدمة بطولات الدوري في أوروبا، وفي الوقت الذي بلغ فيه الانفاق على انتقالات اللاعبين ارقاماً قياسية وارتفعت حقوق النقل التلفزيوني لتصبح الأعلى في القارة العجوز، الا ان ذلك لم يمنع مدرباً (وليس أي مدرب)، من السعي لاستغلال منصبه من أجل الحصول على مخصصات مالية إضافية.

لكن يُحسب للقيمين على الكرة الإنكليزية سرعة تحركهم من أجل اعادة الأمور إلى نصابها حيث تمت إقالة الاردايس بعد 67 يوماً ومباراة واحد فقط هي الفترة التي قضاها مدرباً لمنتخب انكلترا خلفاً لروي هودجسون الذي استقال بعد يورو 2016.

ومما لا شك فيه ان هوية البديل ستأخذ الكثير من التأويلات قبل وبعد الاختيار، لكن من الواضح ان الاتحاد الإنكليزي لكرة القدم لا يرغب باتخاذ قرار متسرع قد يندم عليه فيما بعد وهو ما حدث في عملية اختيار الاردايس عقب نهائيات أمم اوروبا، لذلك قرر تعيين غاريث ساوثغيت بشكل مؤقت من أجل تولي تدريب الاسود الثلاثة في المباريات الاربع المقبلة.

هذا القرار يتيح للقيمين على المنتخب منح انفسهم الوقت الكاف لاختيار مدرب أصيل قبل مباراة اسكتلندا في غلاسكو في العاشر من يونيو من العام 2017 ما يعني ان عملية التفاوض مع المدربين ستكون أسهل بسبب انتهاء الموسم.

يملك الانكليز الكثير من الخيارات في قائمتهم ولعل أهمها العودة الى فكرة تولي مدرب أجنبي المهمة وهو ما جعل الانظار كلها تتجه نحو مدرب الارسنال آرسين فينغر الذي يحتفل بموسمه العشرين في الملاعب الانكليزية، دون ان يسقط اتحاد الكرة من خياراته الابقاء على ساوثغيت مدرب منتخب الشباب فيما لو نجح باداء مهمته على اكمل وجه.

من الواضح ان خطوة اختيار فينغر تحتاج لجرأة وشجاعة في التعاقد مع مدرب يعرف كل تفاصيل الكرة الانكليزية وكان مراقباً وشاهداً على اخفاقات المنتخب في عشرة استحقاقات كبرى على الأقل طوال عشرين عاماً مما يجعله الأكثر قرباً من أرض الواقع.

وعلى الرغم من غياب فريقه ارسنال عن لقب الدوري منذ مدة طويلا، الا ان ذلك لا يلغي ما أحدثه المدرب من تطور في مسيرة النادي الذي بات ضيفاً دائماً على دوري أبطال أوروبا، كما ان فينغر ساهم بشكل كبير في صنع العديد من النجوم الذي وجدوا طريقهم فيما بعد الى الاندية الاوروبية الكبرى، وهو الامر الذي تحتاجه الكرة الانكليزية للخروج من كبوتها.

من هنا فإن اختيار فينغر وتعيين ساوثغيت مدرباً مساعداً سينشئ حلقة وصل بين جيلين من المدربين وبالتالي سيسهل ذلك من عملية اختيار جيل جديد يعيد للكرة الانكليزية مكانتها في العالم.