فاز أتليتيكو مدريد على بايرن ميونيخ 1-0 في المباراة التي جمعتهما في الجولة الثانية من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

المدير الفني لأتليتيكو الأرجنتيني دييغو سيميوني لعب المباراة بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع غريزمان وتوريس في خط الهجوم بينما لعب المدير الفني للبايرن الإيطالي كارلو أنشيلوتي بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي مولر، ليفاندوفسكي وريبيري في خط الهجوم.

أتليتيكو اعتمد مبدأ الضغط العالي على دفاع البايرن مع تحرك مهاجميه الاثنين دائما على قلبي دفاع البايرن أثناء بناء الهجمة ما جعل هجمة البايرن بطيئة للغاية.

الدقائق الأولى فشل فيها أحد الفريقين في فرض سيطرته مع محاولة أتليتيكو تناقل الكرات وارتداد بايرن للخلف مع التحول لخطة 4-5-1 دفاعيا وبقاء ليفاندوفسكي وحيدا في الأمام لكن بايرن عاد ليفرض أسلوبه مجبرا أتليتيكو على الرجوع للخلف ليضيع مولر أولى فرص اللقاء في الدقيقة 13.

أتليتيكو حاول عند قطع الكرة في وسط الملعب تهدئة إيقاع اللعب والانتظار قليلا من أجل صعود الفريق خاصة أحد الأظهرة للمساندة الهجومية ليضيع توريس فرصة غريبة أصابت القائم.

في الشكل الهجومي، حاول البايرن تفعيل الجهة اليسرى أكثر مع تحركات الابا وريبيري هجوميا إضافة إلى مساندة فيدال فيما انشغل ألكانتارا بالجهة اليمنى مع فيليب لام حيث كان توماس مولر الجناح يدخل كمهاجم ثاني لجانب ليفاندوفسكي لكن قرب دفاع أتليتيكو من بعضه البعض وإغلاقه للمساحات جعل عرضيات البايرن عبر الأطراف بلا خطورة تذكر ما أجبر مولر وريبيري أكثر من مرة على الرجوع للوراء من أجل استلام الكرات بلا ضغط ليفقد الفريق البافاري شكله الهجومي.

الضغط العالي استمر من اتليتيكو في الأمام مع مرتدات خطرة كان يبدأها غريزمان دائما ليسجل كاراسكو هدف التقدم لأتليتيكو في الدقيقة 35.

البايرن حاول الرد سريعا عبر الاندفاع مجددا للأمام وبنفس الطريقة، اللعب على الأطراف خاصة يسارا ليضيع ريبيري فرصة ذهبية لتعديل النتيجة في الدقيقة 39.

بايرن استمر هجوميا بلعب مقروء، كرات صوب الأطراف وبعدها كرة عكسية لداخل منطقة الجزاء ما سهل من تعامل الأتليتيك معها في ظل انكماش دفاعي واضح له لينتهي الشوط الأول 1-0 لأتليتيكو.

أتلتيكو بدأ دقائق الشوط الثاني الأولى مسيطرا ومحاولا مباغتة دفاعات البايرن لكنه عاد لينكفأ في الوراء ومعتمدا على انطلاقات مرتدة سريعة.

وجود توريس بجانب غريزمان سهل كثيرا على أتليتيكو في شقين: الضغط العالي حيث يبدأه مهاجمان على ألونسو وقلبي الدفاع إضافة لتحرير كاراسكو في الجهة اليسرى وخلق بعض المساحات له.

بايرن استمر غائبا في الشق الهجومي، فإضافة للبطء في بناء الهجمة، كانت الحلول غائبة واللعب بأسلوب واحد: تحركات على الأطراف مع تقدم الأظهرة وكرات عكسية لليفاندوفسكي لكن بوجود غودين وسافيتش في قلب دفاع أتليتيكو فإن فعالية هذه الكرات غابت تماما.

أنشيلوتي أجرى ثلاث تبديلات في ظرف ست دقائق، فأخرج مولر الغائب تماما وأدخل روبين لتنشيط الجهة اليمنى، ثم ماتس هوميلز في قلب الدفاع مكان بواتينغ وجوشوا كيميش مكان تياغو ألكانتارا أفضل لاعبي البايرن في خط الوسط وهو ما كان مستغربا إذ كان من ألافضل خروج فيدال البعيد عن مستواه أو ألونسو المرهق وابقاء الكانتارا صاحب التمريرات الهجومية الجيدة.

الهدف كان من وجهة نظر انشيلوتي تنشيط الفريق وجعله أكثر حيوية مع إضافة السرعة في الأداء خاصة يمينا لمجاراة الجهة اليسرى.

ما ميز أتليتيكو هو استمراره في تطبيق مبدأ الضغط العالي طوال المباراة ما جعل لاعبي البايرن في الخط الخلفي يعانون في تسريع بناء الهجمة خوفا من اي خطأ في التمرير في الخلف ليبدو الفريق ضائعا وحائرا في وسط الملعب مع كثير من التمريرات الخاطئة والعرضيات المقطوعة.

الدقيقة 72 شهدت تدخل سيميوني الأول إذ أخرج كاراسكو وأدخل غاميرو ثم أخرج توريس وأدخل غايتان مكانه.

أتليتيكو حاول عند قطع الكرة تهدئة إيقاع المباراة قدر المستطاع من أجل حرمان لاعبي البايرن من الكرة، أمر كان ناجحا في ظل عدم قدرة البايرن على الضغط سريعا لافتكاكها ما جعل المباراة تبدو متكافئة على عكس ما هو منتظر بأن يحاصر الفريق البافاري مناطق أتليتيكو في الربع الساعة الأخير.

أتليتيكو حصل على فرصة لإنهاء المباراة لكن غريزمان اصاب العارضة من ركلة جزاء ليحاول أنشيلوتي بعدها إجراء بعض التغييرات في المراكز فتقدم خافي مارتينيز قلب الدفاع للأمام كمهاجم ثاني بجانب ليفاندوفسكي لإجادته الكرات الهوائية إضافة لتحول كيميش للجهة اليمنى كظهير ودخول لام في الوسط مع تراجع لألونسو ولعبه أمام هوميلز قلب الدفاع لكن الفريق البافاري لم يحمل أي جديد واللافت أنه طوال 90 دقيقة لعب بأسلوب هجومي واحد، أسلوب الكرات العرضية الذي لا ينجح أمام الفرق المتكتلة دفاعيا لكن أنشيلوتي كان عاجزا عن خلق حلول أخرى مع انضباط أتليتيكو الدفاعي لتنتهي المباراة بفوز مستحق لأتليتيكو 1-0.

أحمد علاء الدين