على ملعب سيغنال إيدونا بارك في مدينة دورتموند، تعادل بوروسيا دورتموند مع ضيفه ريال مدريد 2-2 ضمن الجولة الثانية من مباريات المجموعة السادسة للدور الأول في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. المدير الفني لبوروسيا توماس توخيل لعب المباراة بالرسم التكتيكي 4-1-4-1 مع أوباميانغ كرأس حربة صريح بينما لعب المدير الفني لريال مدريد زين الدين زيدان بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع بايل بنزيما ورونالدو في خط الهجوم.

المباراة بدأت سريعة بفرصتين من كرتين ثابتتين في الدقائق الأولى لكل فريق ، واحدة لرونالدو تبعتها أخرى لكاسترو لكن حارسي المرمى تعاملا معهما بشكل صحيح. الريال حاول بناء اللعب المنظم من الخلف فيما اعتمد دورتموند على الضغط في وسط الملعب على حامل الكرة وبقاء أوباميانغ وحيدا في الأمام.

جايمس رودريغيز كان اللاعب الثالث في وسط الملعب وهو حاول التحرك في كل مكان من دون التقيد بمركز ومساندة الجهة الموجودة عليها الكرة. الريال اعتمد الدفاع المتقدم حيث كان خط دفاعه بعيدا عن مرماه بحوالي 40 مترا أول وجود الكرة مع دورتموند مع انتشار من دون ضغط عال في مناطق دورتموند ثم العودة سريعا للخلف عند تجاوز الفريق الالماني بالكرة لنصف ملعبه لكن دورتموند كان الطرف الأفضل حيث حاول تفعيل الأطراف مع غيريرو يسارا وعثمان ديمبلي يمينا.

هذا الامر كان خطرا في حالة الارتداد الهجومي للريال حيث أن خطة 4-1-4-1 كانت تكشف الدفاعات وتبقي الرباعي الدفاعي وحيدا مع مساحات كبيرة في وسط الملعب استغلها الريال بشكل مثالي عبر الهجمات المرتدة ليسجل هدفه الأول عبر رونالدو في الدقيقة 17. الريال ارتد للخلف مغلقا ملعبه أمام دورتموند الذي استلم الكرة محاولا إيجاد ثغرة سواء في عمق ملعب الخصم أو على أطرافه، لكن الفريق الاسباني اعتمد خطة الاغلاق بثلاثة لاعبين، كروس ومودريتش وامامهما جايمس برجوع أيضا لرونالدو وبايل لمساندة الأظهرة مع ارتداد هجومي سريع للأمام بكرات قصيرة سريعة إنما من دون فرص خطرة.

دورتموند ورغم نجاحه في الإمساك بالكرة والسيطرة على اللعب لكنه كان بطيئا للغاية في بناء الهجمات رغم مجيء غيريرو للعمق ومحاولة ذهاب كاسترو مكانه يسارا إضافة إلى تقدم الأظهرة للمساندة الهجومي. الريال تحسن في الدقائق العشر الأخيرة ليصعد للأمام ويحاول مجاراة دورتموند هجوميا الذي استطاع ومن سوء تفاهم بين حارس الريال ومدافعه أن يسجل هدف التعادل عبر أوباميانغ لينتهي الشوط الأول بتعادل إيجابي.

دورتموند بدأ الشوط الثاني بإيقاع أسرع هجوميا ففعل الأطراف أكثر مجبرا الريال على الرجوع للوراء ليضيع أوبمايانغ فرصة خطرة في الدقيقة 50. مشاكل دورتموند الدفاعية استمرت حيث كانت المساحات موجودة على أطراف الملعب خاصة في الجهة اليمنى مع بايل ودخول رونالدو في العمق بسبب الارتداد الدفاعي البطيء للظهير الايسر شميلزر وعدم قدرة لاعب ارتكاز واحد هو فيغل على تغطية جميع المساحات في الخلف.
الإيقاع الهجومي الالماني عاد ليخف فاستمرت سيطرته على الكرة من دون حلول فعلية هجومية. توخيل حاول التغيير في الرباعي الأمامي خلف رأس الحربة، فدفع بشورله الجناح الأيسر مكان لاعب الوسط المهاجم غوتزه في الدقيقة 58 مع تحول غيريرو لجانب كاسترو في خط الوسط الهجومي. الريال كان يحاول بين تارة وأخرى اللعب الهجومي عبر كرات سريعة خاطفة نحو الأمام مع سرعة بيل ورونالدو لينجح فاران في سجيل الهدف الثاني للريال عند الدقيقة 68.

دورتموند تابع سيطرته على المباراة مع رغبة هجومية أكبر ليضيع غيريرو فرصة التعديل سريعا. زيدان أدخل كوفاسيتش مكان جايمس ليعطي وسط الملعب نزعة دفاعية أكبر رد عليه توخيل بإخراج الجناح الأيمن ديمبلي وإدخال بوليسيتش مكانه، ثم إخراج غيريرو وإدخال الشاب مور لتنشيط الوسط الهجومي. سيناريو الشوط الأول عاد مجددا، ارتداد مدريدي للخلف مع إمساك دورتموند باللعب، هذه المرة مع العديد من الفرص الخطرة حيث، فبوليسيتش أشعل الجهة اليمنى ولم يجد أي صعوبات في التفوق على ظهير الريال دانيلو ليعكس العديد من العرضيات الخطرة من تلك الجهة لكن مهاجمي دورتموند لم يحسنوا التعامل مع اللمسة الأخيرة بظل تالق نافاس.
الريال حاول تهدئة اللعب عند قطع الكرة أو لعب كرات طولية في حال وجود مساحة فارغة لكن الفريق لم يركز في اللعب الهجومي المرتد الذي شابه الكثير من الاستهتار خاصة في التمرير أو انهاء الفرص في الثلث الأخير. دورتموند كثف من ضغطه على مناطق الريال وتقدم الفريق كله للامام ما عدا قلبي الدفاع في ظل انكفاء الريال للخلف لينجح شورله في تسجيل هدف التعادل لدورتموند عند الدقيقة 87. زيدان دفع بموراتا مكان بنزيمة في تبديل متأخر لمحاولة إصلاح الأمور لكن الوقت كان قد انتهى فعليا لتنتهي المباراة بتعادل إيجابي 2-2.

أحمد علاء الدين