ينطلق الدوري الألماني هذا الأسبوع وسط توقعات بدوري قوي نظرا للعمل الكبير الذي قامت به نخبة الفرق الألمانية في تدعيم صفوفها وإعادة تنظيم أوراقها. وتدخل جميع الفرق الدوري بأهداف مختلفة لكنها تتشارك في هدف واحد وهو إسقاط بايرن ميونيخ عن عرش البطولة بعدما نجح في اعتلائه لأربعة مواسم متتالية. دعونا نتعرف على أهم ما قامت به أبرز الفرق الألمانية خلال هذا الصيف وعلى حظوظها في الدوري الألماني لكرة القدم.

البداية من بايرن ميونيخ، والذي يدافع عن لقبه وسيسعى لتعزيز رقمه القياسي باحراز اللقب الخامس على التوالي. بايرن في حلة فنية جديدة مع المدرب الإيطالي كرالو أنشيلوتي الذي حل بديلا لبيب غوارديولا حافظ على تشكيلته التي أحرزت اللقب الموسم الماضي لكنه أدخل عليها أربع تغييرات هامة، فاستقدم قلب الدفاع ماتس هوملز من دورتموند ولاعب الوسط الشاب البرتغالي ريناتو سانشيز من بنفيكا فيما استغنى عن خدمات ماريو غوتزه وأعار المهدي بنعطية لجوفنتوس الإيطالي. تشكيلة البايرن كاملة متكاملة في كافة الخطوط حيث يوجد في كل مركز لاعب من طراز عالي مع دكة احتياط قوية للغاية تعادل جودتها جودة اللاعبين الأساسيين ما يعني أن فريق المدرب الإيطالي سيكون من جديد الفريق الأقوى والمرشح الأول لاحراز اللقب مجددا.

أما بوروسيا دورتموند مع مدربه توماس توشيل، فهو قام بسوق انتقالات جيد للغاية فاستعاد ماريو غوتزه من بايرن ميونيخ وضم شورله، بارترا، ديمبيلي، روده، مور وغيريرو لكنه في المقابل خسر قائده ماتس وهوميلز ونجمي خط وسطه ميختيريان وغوندوغان. هدف دورتموند هذا الموسم واضح وهو مزاحمة البايرن على لقب البوندسليغا وهو بالفعل يمتلك تشكيلة واسعة مع نجوم عديدين بقوا مع الفريق كأوباميانغ، رويس، بيشيك، شميلزر ومدرب ذكي فمن المؤكد أن دورتموند سيكون فريقا قويا هذا الموسم وهذا ما سيضع بالطبع ضغطا على الفريق البافاري بانتظار أي هفوات متكررة وغير منتظرة منه للانقضاض على درع البوندسليغا.
ثالث الترتيب الموسم الماضي باير ليفركوزن مع مدربه شميدت حافظ على كل لاعبيه الأساسيين كما دعم الفريق بعدد من الأسماء الجيدة كفولاند ودراغوفيتش. ومع وجود لاعبين جدد في خط الوسط والهجوم ككالهانوغلو، تشيشاريتو، محمدي، كيسلينغ، بلعربي، أرانغيز والنجم الشاب المتالق في الأولمبياد مؤخرا براندت، يتوقع البعض في ألمانيا أن يدخل الفريق قائمة المنافسة على الدوري، فالفريق منسجم لأقصى الحدود ومدربه شميدت يعرف من أين تؤكل الكتف، المركز الأوروبي لليفركوزن مضمون لكن هل يفعلها وينافس بقوة على اللقب ؟ الأمر ممكن جدا.

أما غلادباخ والذي نجح في احتلال المركز الرابع المؤهل لدوري أبطال أوروبا، فهو خسر بعضا من عناصره الهامة في خط الوسط كتشاكا المنتقل لأرسنال ونوردفايت لكنه في المقابل استقدم كرامر من ليفركوزن. المدرب شوبيرت حافظ على معظم أسماء الموسم الماضي وهو يدخل دوري هذه السنة ويعلم أن تمكنه من خطف مركز مؤهل لدوري أبطال أوروبا مجددا سيكون نجاحا بارزا للفريق.

شالكه نجح في احتلال المركز الخامس الموسم الماضي لكن طموحه أكبر من ذلك فهو يسعى للعودة إلى دوري الأبطال. الفريق خسر هذا الصيف نجمه الأول المنتقل إلى مانشستر سيتي ليروي ساني، كما خسر لاعبين جيدين آخرين هما جويل ماتيب ونويشتادير. مقابل ذلك نجح في الإمضاء مع النجم السويسري الشاب إمبولو، نالدو، كوكي والمدافع بابا. الفريق يبدو جيدا وقادر على تقديم مستوى عالي بوجود عناصر شابة مميزة كماير وغوريتسكا ولاعبين مخضرمين مثل هونتيلار لكن الطموح المعقول للفريق في ظل هذه التشكيلة هو مركز في دوري أبطال أوروبا وأي تفكير آخر كمنافسة على اللقب مثلا سيكون أمرا بعيد المنال لنادي شالكه.

أما نادي فولفسبورغ والذي قدم موسما للنسيان محليا العام الماضي، فهو أدخل العديد من العناصر إلى الفريق أبرزها الهداف الألماني ماريو غوميز، بورخا، بلاشيوفسكي، بروما لكنه أيضا تخلى عن عدد من لاعبيه البارزين كدانتي، كروز، شورله ونالدو. ومع احتفاظ الفريق بنجمه الأول جوليان دراكسلر، وامتلاك الفريق لعناصر جيدة فنيا ومدرب ذو مستوى جيد ايضا هو هيكينغ، فإن فولفسبورغ سيطمح بلا شك للعودة إلى المراكز الأربعة الأولى وحصد بطاقة نحو دوري الابطال.

ولا يتوقع أن تقدم فرق بريمن وهامبورغ رغم عراقتها أي شيء يذكر في هذا الدوري سوى احتلال مراكز دافئة في وسط الترتيب نظرا للامكانات المتواضعة لتشكيلتيهما مقارنة بالفرق التي ذكرناها أعلاه كما أن العين يجب أن تبقى على لايبزيغ الصاعد الجديد للدرجة الأولى وهو نادي حديث العهد يمتلك الكثير من الأموال ويطمح ان يكون موسمه الأول ناجحا كي يمهد لفرض نفسه من فرق القمة في ألمانيا، وهو لم يقم بتعاقدات كبيرة لكنه يمتلك مجموعة جيدة من اللاعبين ومن المتوقع أن يحتل مركزا في القسم الأول من الترتيب.

لن تكون مفاجئة أن يكون بايرن بطلا للبوندسليغا لكنه يجب ان يبق حذرا من دورتموند الساعي للعودة وبقوة ومن ليفركوزن الذي يعمل بصمت من أجل المنافسة على اللقب فيما ستشهد المراكز الأوروبية وخاصة المركز الرابع المؤهل لدوري الأبطال صراعا قويا لن يحسم إلا في الأمتار الأخيرة ما يضعنا أمام دوري ألماني ساخن وحماسي لهذا العام.

أحمد علاء الدين