قد يصح أن نطلق على مواجهة برشلونة ومانشستر سيتي في دوري المجموعات من دوري أبطال اوروبا لقب "أم المواجهات" لما تحمله من عناوين ومفارقات ستلقي بظلالها من دون أدنى شك على النسخة الجديدة من بطولة هذا الموسم.

لم يعد الأمر عاطفياً بالنسبة لبرشلونة ومدربه السابق بيب غوارديولا خاصة وان الأخير اختبر زيارة الكامب نو حين كان مدرباً لبايرن ميونيخ وخرج منها مهزوماً على أرض الملعب لكنه عاد محملأ بالحب المعتاد الذي لطالما وجده حينما كان صانعاً لإنجازات الفريق الكاتالوني.

ربما يختلف الأمر هذه المرة بالنسبة للطرفين، لأن غوارديولا سيزور الكامب نو مدرباً لمانشستر سيتي فريقه الجديد الذي يريد من خلاله المضي قدماً نحو تحقيق انجازات عجز عن تحقيقها في السنوات الثلاث التي قضاها في اليانز ارينا أي الفوز بدوري ابطال اوروبا مع فريق غير برشلونة، لكنه بالطبع لن يرمي بكل أوراقه في مواجهتي دور المجموعات مع انه يدرك جيداً ان "كسر" البارشا سيمنحه زخماً مهماً سيبني عليه محلياً وأوروبياً.

من الواضح ان المدرب الإسباني تحرر عاطفياً من السنوات التي قضاها في برشلونة، لكن مباراتي السيتي أمام فريقه السابق تحملان بُعداً معنوياً يمكن التعويل عليه خاصة حين يدخل الكامب نو برفقة الحارس ​كلاوديو برافو​ المنتقل حديثاً الى الفريق الإنكليزي بعد عامين قضاهما في برشلونة وهو أمر قد يُحدث ردة فعل عكسية من جانب الجماهير الكاتالونية التي ستحمل مسؤولية أي هزة فنية في الفريق نتيجة لخروج الحارس، الى غوارديولا مباشرة.

ربما تتغير نظرة جماهير برشلونة نحو مدربها السابق ولا نتحدث هنا عن مشاعر من الحقد والكراهية، لكن خروج برافو من الفريق بهذه الطريقة سيعزز من مشاعر الامتعاض تجاه غوارديولا في كل مرة سيلتقي فيها السيتي وبرشلونة ابتداء من دوري المجموعات ومرورا بالادوار الاقصائية فيما لو جمعتهما القرعة مجدداً ابتداء من الدور ربع النهائي.

يدرك غوارديولا جيداً ان المعركة الجماهيرية لا تصب في مصلحته وسيخرج منها خاسراً مقارنة بالحجم الجماهيري لكل من برشلونة ومانشستر سيتي، لكن بامكانه تعويض هذا الفارق على ارض الملعب اذا ما نجح في التعامل الجيد مع مكامن القوة في البارسا، أما اذا كرر الاخطاء التي ارتكبها في المواجهتين السابقتين حين كان مدربا لبايرن ميونيخ فإن النتيجة ستكون معروفة سلفاً.

لن تكون المواجهة عادية على الاطلاق هذه المرة بين برشلونة من جهة وغوارديولا وبرافو من جهة اخرى، لكنها ستزيل من دون ادنى شك اي "لبس" تجاه تغيّر العلاقة مع بيب، الذي سيتحول من "برشلوني" سابق الى مدرب سابق في برشلونة.

وحتى يحين الموعد المنتظر للمواجهة الاولى بين برشلونة ومانشستر سيتي، فإن الكلام لن ينتهي ابدا عن كل شاردة وورادة في هذا اللقاء.