بعد ان قدموا كل ما عندهم من طاقات وامكانات وقدرات في مجال الالعاب التي اجبوها وبرعوا فيها، غاب نجوم لبنان المخضرمين عن الاضواء. واذا كان قسم قليل منهم لا يزال اسمه متداولاً في الحياة الرياضية اللبنانية، كمسؤولين رياضيين او مدربين او اداريين، فإن الغالبية بقيت غائبة عن انظار محبيها في لبنان.
صحيفة "السبورت" الالكترونية، قررت الاضاءة على عدد من اسماء ذهبية في عالم الرياضة اللبنانية، وتتبعت اخبارهم وتحدثت معهم، وستنشر تباعاً ما عادت به من معلومات عنهم.


علي فقيه​ أحد الحراس المميزين الذين مروا في تاريخ لعبة كرة القدم اللبنانية، وكان ممن صنعوا الإنجاز التاريخي الذي حققه الأنصار في فترة التسعينيات بإحراز لقب الدوري لمدة 11 سنة متتالية، دون أن ننسى أنه صاحب الرقم القياسي في الحفاظ على نظافة شباكه بعدما ظل 1511 دقيقة في 16 مباراة في موسم 1996-1997 دون تلقي أي هدف، ما أهله لدخول موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية.


إلتقينا علي وسألناه بداية عما إذا كان يتوقع أن يحقق كل تلك الإنجازات في مسيرته فأجاب: الإنسان لا يتوقع دائما أن يحصل كل شيء بطريقة إيجابية، لكني كنت دائما أعمل بطريقة صحيحة خصوصا في كرة القدم حيث تعاملت مع اللعبة كأني لاعب محترف رغم أن اللعبة تعتبر هواية في لبنان، فكنت نظاميا وألتزم بالتمارين مع سعي دائم لتطوير نفسي والتعلم من اي شيئ، ما ساعدني في تحقيق ما حققته في مسيرتي لكن دون أن أنسى اني كنت ألعب مع مجموعة كبيرة من العمالقة الكرويين الذين ساعدوني للوصول إلى مستوى عال.


وردا على سؤال حول الفارق بين كرة القدم حاليا وبين ما كانت عليه في الأيام الماضية يجيب علي: الحياة المعيشية تغيرت، كنا نلعب اللعب كهواية ولأننا نحبها اما الآن فأصبحت بجزء كبير مصلحة ومنفعة، لولا المال لا أحد يلعب بينما نحن بجانب المال طبعا كنا نلعب من أجل الكنزة والفريق والعشق اللامتناهي للعبة. دون أن ننسى أن الحياة الآن أصبحت صعبة، في الماضي أي شيئ بسيط كان يرضيك كلاعب،مكافأة بدلة رياضية أو حذاء رياضي كنا نرضى بها ونفرح أما الآن فالمكافأة المادية ولو قليلة لم تعد ترض أحدا. في السابق، لم يكن المدرب في أغلب الاحيان يمتلك شهادة تدريبية لكن الحب كان يجمع علاقة المدرب باللاعب ما ولد نجاحات أما الآن فالمدرب كفوء ولديه شهادات لكن العلاقة بينه وبين اللاعب أصبحت علاقة عمل فقط.


يخبرنا علي أنه كان يعمل إلى جانب ممارسة كرة القدم وهذا حال معظم زملائه من لاعبي كرة القدم الحاليين لكن المشكلة الآن بجانب القناعة هي صعوبة الأوضاع المعيشية، فالغلاء انتشر وأصبح اللاعب مطالبا بالعمل أكثر كي يجاري الأوضاع." أيامنا الأمور المعيشية كانت أسهل وكل شيء كان رخيصا مقارنة باليوم، هذا الأمر سبب بلا شك مشاكل للاعبين جعل تركيزهم الذهني في كرة القدم قليل وأصبح البعض يهجر اللعبة كي يحمي وظيفته وهذا ما حصل مع لاري مهنا مؤخرا الذي أعتبر اعتزاله بسبب عمله خسارة للأنصار ولكرة القدم اللبنانية التي خسرت أحد أبرز حراسها الحاليين. "


لا يخفي بأنه حاول قدر الإمكان إبعاد أولاده عن كرة القدم وليس عن الرياضة، "لأني أعلم أن لا مستقبل لكرة القدم في لبنان، لكني شجعتهم على ممارسة الرياضة وهم الآن يلعبون الرياضة التي يحبونها لكن ليس كرة القدم، مع أن كرة القدم هي مجال عملي وربما هذا هو السبب أني لم أتركها، لولا ذلك لكنت تركتها."


يعتبر أن سبب تراجع مستوى حراس المرمى في لبنان يعود لعدم وجود استراتيجية عمل، وانه سابقا وضع استراتيجية لبناء حراس المرمى وحاول إنشاء اكاديمية مختصة لكنها كانت تحتاج لامكانيات مادية كبيرة إضافة إلى أن 90% من الأهالي لا يشجعون أولادهم كي يلعبوا كرة القدم، فالحارس يجب بناءه من الصفر في مرحلة الصغر وعدد اللاعبين الذين يلتزمون معك منذ صغرهم حتى يكبروا قليلا جدا إذ يلعبون في الأكاديمية سنة أو اثنين ثم يملوا فيتركوك لذلك وصلنا إلى عدم تخريج حراس مميزين.


وفيما خص عدم تحقيق المنتخب الوطني لنتائج مبهرة خارجية في الماضي مقارنة بالنتائج الحالية المحققة رغم وجود أسماء كبيرة ومميزة أجاب: الفارق أنه في الماضي كنا نملك لاعبين مميزين لكن مستوى الفرق والمنتخبات التي واجهناها كان أعلى من مستواها حاليا كالسعودية، إيران، قطر، الكويت، العراق والإمارات. كل هذه المنتخبات الآن أصبحت أضعف ما سمح للاعبين الجيدين الحاليين في تحقيق نتائج جيدة. أما في الماضي فكنا ايضا جيدين مثل الآن لا وبل أفضل ربما لكننا كنا نواجه منتخبات أقوى بكثير من تلك الموجودة حاليا.