كتب جوناثان واتس في صحيفة "الغارديان" البريطانية انه قبل أقل من أسبوعين على بدء الألعاب الاولمبية، اكثر من 19 من اصل من 31 من المباني المخصصة لهذه الالعاب بحاجة للفحص والتدقيق وسط مطالبة من بعض الفرق بالتعويض.

فقد اعترفت اللجنة الاولمبية ان اكثر من 19 مبنى لا يزال بحاجة للتدقيق فيما يصل تباعا المئات من الرياضيين.

المباني بحاجة للصيانة في الكهرباء و الماء فيما علمت "الغارديان" ان حريقا صغيرا حصل بفعل احتكاك كهربائي .

وقد وصل الى البرازيل ما يقارب العشرة بالمئة من الرياضيين والعديد اصبحوا في القرية الاولمبية رغم حالتها المزرية، و شكلت المشاكل في المياه و الكهرباء و الصرف الصحي و المصاعد والفجوات في سقف الشقق والمراكز الرياضية، صدمة كبيرة للرياضيين و المدراء على حد سواء.

و في الاطار وعد المنظمون بحلحلة سريعة للموضوع قبل الخميس ولكن في هذه الظروف قرر الفريق الاسترالي تغيير السكن و كذلك اشتكى كل من الفريقين الهولندي والإيطالي ملمحين الى امكانية طلب تعويض ما .

و من ناحية ثانية فإن اختبارات التحمل المخصصة للمباني والتي كان يجب أن تجرى منذ أشهر، لا تزال في أقل من منتصف الطريق لأن المباني تم تسليمها ما بعد الجدول الزمني، والماء والغاز والكهرباء وصلت اليها مؤخرا.

هذا بالرغم من ان المسؤولين عن اولمبياد الريو 2016 قالوا ان الشوائب طالت فقط 5% من الشقق، اعترف الناطق الرسمي ماريو اندرادا ان المشاكل موجودة في 12 من اصل 31 من المباني، موضحا ان القسم الاخر تم التدقيق فيه بنجاح.

وقال: " كان يجب اجراء الفحوص منذ وقت طويل، ولكن نحن واقعون في المشكلة وعلينا حلها ".

المؤكد انه بعد حريق السبت في المقر الهولندي فالخطر قائم. و في هذا الاطار اوضح اندرادا انه حصل احتكاك واخمدت النيران فوراً. و الفني يعمل على حل الموضوع و لم نكن بحاجة الى الاخلاء او الاتصال بفرق الاطفاء ". و اشار الى انه " لا يوجد تسرب للغاز في القرية الرياضية كما اشيع".

اما بالنسبة للفريق الهولندي فقد اعلن من جهته انه بعد حصول الحريق اجري تجارب على اجهزة الانذار وسلالم الطوارئ لكنه شدد على وجود مشاكل في الصرف الصحي. و في هذا الاطار قال رئيس البعثة الهولندية موريتس هندريكس انه من شبه المستحيل تسوية الاوضاع بسرعة وقبل بدء المباريات علما ان الجهاز الفني يعمل 24 على 24 "، هذه خيبة امل " يضيف، و "هو امر اثر على كل البلدان المشاركة". و لمح الى امكانية المطالبة بتعويض مالي لانه من مسؤولية المنظمين تأمين السكن الصحيح و الآمن و سنناقش هذا الامر مع المسؤولين بعد ريو 2016 .

و قال "ان بعض الفرق اجبرت على تغيير موقع السكن و العمل يجرى حسب الاولوية " .

اليوم الفرق الهولندية و الاسترالية و النيو زيلندية و البلجيكية والانكليزية تتابع الوضع بشكل يومي، و على سبيل المثال الفريق الاسترالي الذي دعي الى الانتقال الى المبنى 23، يرفض السكن في القرية قبل معالجة مشكلة الصرف الصحي، و مؤخرا اقيم اختبار في المقر حيث فتحت كل المياه بنفس الوقت لرؤية النتيجة التي كانت تدفق المياه من الحيطان.

" من المؤكد الوضع ليس امنا" يؤكد المتحدث باسم الفريق الاسترالي مايكل تانكرد لكننا نأمل معالجة المشاكل لنصبح في القرية قريبا، "فالرياضيون الست الاستراليون الذين وصلوا الى المكان تم نقلهم الى المقر الاعلامي بسبب عدم وجود عدد كاف من الفنادق في ريو .

الوضع ليس سيئا الى هذا الحد بالنسبة للفريق الانكليزي الذي اوضح ان هناك بعض المشاكل في الكهرباء و الماء" اظن اننا في مكان افضل من غيرنا يقول الناطق " سكوت فيلد.

وفي هذه الاثناء اعلن المسؤول عن الشؤون الخارجية للجنة الاولمبية الاميركية باتريك ساندوسكي انه يراقب الحالة عن كثب فنحن نعمل على تسوية الاوضاع و التأكد ان القرية جاهزة لاستقبال الفريق الاميركي. اما بالنسبة للفريق الايطالي فقد اعلن الناطق كارلو مورناتي ان الوضع قد يجبره على التعاقد مع مقاولين.

على كل الاحوال، فإن ريو 2016 اعلن انه تم التعاقد مع 630 عامل للتأكيد على معالجة كل شائبة و أمل بحسب اندرادا الانتهاء من العمل خلال ساعات .

لكن المؤكد ان الامر يعتبر تحديا كبيرا ، و مع الافتتاح المرتقب في الخامس من اب المقبل، من المتوقع وصول 10 آلاف رياضي الى القرية و هو بحسب الموقع الالكتروني الرسمي اكبر رقم في الالعاب الاولمبية.

وتشمل المقرات أحدث وسائل الراحة، وكما تقول الحملة الاعلانية: ان الرياضيين الذين يقيمون في القرية سيتم معاملتهم كملوك، لانهم نجوم العرض". و لكن على ما يبدو فان هناك انشطة ملتوية حصلت مرتبطة بفضيحة فساد، فالمشروع المعروف باسم اليها بوررا الذي وصلت تكلفته الى مليار دولار، تولته احدى اكبر شركات المقاولات التابعة لكارفيلو هوسكن و كانت تنوي بيع الشقة الواحدة بمبلغ كبير، لكن اسعار السوق انخفضت بنحو 20% في السنة الماضية و هو اقر انه باع 240 شقة من اصل 3604 .

و هذا من الممكن ان يكون السبب الرئيس وراء المشاكل التي حصلت في الشقق خلال تنفيذ المراحل الاخيرة واودربخت كان في هذه الاثناء مشغولا في سجن رئيسه في قضية فساد و حكم عليه بالسجن 19 عاما.
و في النهاية فان كل من المنظمين و الحكومة البرازيلية يؤكدون مرارا و تكرارا ان لا العوائق المادية و لا قضايا الفساد ستثنيهم عن تقديم التسهيلات اللازمة لبدء المباريات المرتقبة.

  • ترجمة "السبورت"