ربما لم يعد كافياً أن يكون إسم النجم ليونيل ميسي أو ​كريستيانو رونالدو​ حتى يصبح صاحب الصفقة الأغلى في العالم أو الأعلى راتباً خاصة وأن الأرجنتيني والبرتغالي لطالما احتكرا الأضواء وإهتمام وسائل الإعلام في كل خطوة يقومان بها داخل وخارج المستطيل الأخضر. ولم يعد كافياً ان تحمل إسم غاريث بايل حتى تجلس على قائمة أغلى اللاعبين لمدة ثلاث سنوات بعد إنتقاله من توتنهام هوتسبير إلى ريال مدريد مقابل 100 مليون يورو.
اليوم، يستعد الفرنسي بول بوغبا ابن الـ 23 عاماً لإنتزاع "التاج" من الجميع بعدما بات نجم يوفنتوس الإيطالي على وشك الإنتقال الى مانشستر يونايتد في صفقة لن تقل عن 120 مليون يورو وهو الرقم الأكبر حتى الآن في عالم الكرة المستديرة وبراتب أسبوعي يصل إلى مئتي ألف جنيه استرليني.
من الواضح أن صفقة بهذا الحجم ستفتح الباب أمام إعادة رسم خارطة جديدة لنافذة الإنتقالات تتخطى الأسماء والأندية التقليدية التي لطالما كانت سبباً في ارتفاع أسعار اللاعبين لتبلغ أرقام "فلكية" قد يرى فيها البعض الكثير من المبالغة، مما يعني ان تخطي بوغبا لنجوم مثل رونالدو، ميسي، بايل، نيمار، لويس سواريز وحتى زلاتان ابراهيموفيتش سواء من ناحية قيمة الصفقة أو المردود السنوي قد لا يكون بالضرورة لأسباب فنية.
من هنا فإن تلك المزايدات على لاعب معين بغض النظر عن أحقية بوغبا بدخول عالم النجومية عطفاً على مستواه مع "السيدة العجوز" قد تشّرع النافذة مستقبلاً لدخول مرحلة من الجنون، إذ لم يعد من المستبعد مثلاً ان نشاهد بعد سنوات قليلة انتقال لاعب من نادٍ إلى آخر مقابل ربع مليار يورو!.
ومما لا شك فيه ان بوغبا سيكون أكثر الأشخاص عُرضة للضغوط منذ ولوجه أولد ترافورد، خاصة وان الجماهير ووسائل الإعلام ستلوح دائماً بورقة الـ120 مليون مع كل إخفاق أو فشل في قيادة الشياطين الحمر لتحقيق الطموحات والأهداف التي وضعها المدرب جوزيه مورينيو.
ربما تكون تلك الصفقة بداية عهد لنجوم جدد سيأخذون مكان أسماء لطالما شكلت الوجه المشرق لكرة القدم في عصرها الحالي، لكن لا يمكن لأحد أن يتجاهل التأثير الذي سيحدثه بوغبا إلى جانب إبراهيموفيتش في مانشستر يونايتد وبوجود مدرب مثل "السبيشل وان"، مع العلم ان هذا الأمر يرسم صورة مكررة لسياسة تجميع النجوم والتي أنتجت نجاحاً ولو جزئياً في ريال مدريد الفائز بدوري أبطال أوروبا مرتين في المواسم الثلاثة الماضية.
لا يمكن الجزم من الآن بما يمكن ان يفعله بوغبا في خطوته المقبلة بعدما أنهى أربع سنوات ناجحة مع النادي الإيطالي، لكنه يأمل بالتأكيد الا يصل مسؤولو مانشستر يونايتد لوقت يتمنون فيه لو قاموا بشراء ملعب نادي يوفنتوس والتي بلغت تكلفة تشييده 100 مليون يورو عن دفع عشرين مليون يورو إضافية من أجل التعاقد مع لاعب!.

وليد بيساني