في الوقت الذي شكلّت فيه بطولة أمم أوروبا المقامة في فرنسا فرصة لبعض من المنتخبات من أجل إظهار وجودها على الساحة الأوروبية بعد رفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 24، وفي حين نجحت بعض المنتخبات المغمورة بتقديم صورة مشرقة رغم إنها كانت تخوض غمار المشوار الأوروبي للمرة الأولى، خرجت منتخبات ذات سمعة في القارة العجوز تجر أذيال الخيبة جراء إخفاقها في بلوغ مراحل لمتقدمة من عمر البطولة.


ومثل أي حدث كبير، فإن بطولة يورو 2016 كتبت نهاية الكثير من المدربين الذين عكفوا على كتابة إستقالاتهم وإعلانها للملأ حتى قبل عودتهم إلى أرض الوطن علّها تخفف قليلاً من الإنتقادات الإعلامية والسخط الجماهيري نتيجة الفشل في فرنسا.


وإذا كانت التوقعات إرتفعت كثيراً بعد المستوى المتألق في التصفيات الأوروبية، إلا ان المنتخب الإنكليزي لم يتمكن من مواكبة تلك التطلعات وتوقف مشواره عند الدور السادس عشر بعد الخسارة المفاجئة أمام نظيره الأيسلندي بهدفين لواحد الأمر الذي دفع المدرب "العجوز" روي هودجسون لتقديم استقالته على الرغم من العمل الذي قام به مع منتخب "الأسود الثلاثة" الذي يضم العديد من العناصر الشابة التي تبشر بمستقبل واعد في عالم الكرة المستديرة.


ومن المحطة ذاتها غادر المنتخب الإسباني حامل اللقب في النسختين الأخيرتين بعد خسارته أمام نظيره الإيطالي وصيف البطولة الأخيرة بهدفين دون رد، فكان لزاماً على المدرب فيسنتي ديل بوسكي تقديم استقالته وإعلان اعتزاله التدريب. وإذا كان ديل بوسكي قد قاد الإسبان إلى المجد بعد الفوز بمونديال 2010 ويورو 2012، إلا أنه في المقابل كان شاهداً على أسوأ اداء مع "لاروخا" في مونديال 2014 حيث خرجت إسبانيا من دور المجموعات وبطولة أمم أوروبا الحالية.


وبعد المستوى الرائع لمنتخب رومانيا في مباراة الإفتتاح أمام فرنسا، لم يتمكن رجال المدرب أنغيل يوردانيسكو من الإستمرار على هذا المنوال واكتفت رومانيا بنقطة تعادل واحدة أمام سويسرا وخسارتين أمام فرنسا وألبانيا لتتذيل المجموعة الأولى وتودع البطولة من بابها العريض في حين قدم "الجنرال" استقالته من المحطة الأخيرة في مسيرته التدريبية الحافلة بالكثير من الإنجازات مع الفرق التي تولى تدريبها.


من جهته خيّب منتخب روسيا الآمال المعقودة عليه وبدا انه غير جاهز فنياً حتى الآن لاستضافة نهائيات كأس العالم بعد عامين وهو اكتفى بتعادل قاتل مع انكلترا في الدقيقة الأخيرة وخسر أمام ويلز وسلوفاكيا ليحتل المركز الأخير في مجموعته الأمر الذي دفع المدرب ليونيد سلوتسكي لتقديم استقالته، وبات لزاماً على الإتحاد الروسي لكرة القدم إختيار مدر آخر ربما يكون أجنبياً من أجل إعداد المنتخب الروسي لمونديال 2018.


ولم يكن اداء أوكرانيا أفضل حالاً في المجموعة الثالثة بعدما منيت بثلاث هزائم أمام ألمانيا، إيرلندا الشمالية وبولندا لتكون الوحيدة من بين المنتخبات المشاركة في اليورو التي لم تحقق أي نقطة وبالتالي كان لزاماً على المدرب ميخائيل فومينكو تقديم استقالته وسط أنباء عن مفاوضات مع النجم السابق أندريه شيفتشينكو لتولي المهمة في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم في روسيا.


وحسم مدرب تشيكيا بافيل فربا قراره وقرر تقديم استقالته والإلتحاق بنادي أنجي الروسي بعد اكتفى رفاق الحارس بيتر تشيك بنقطة وحيدة في بطولة أوروبا أمام كرواتيا وخسارتين أمام إسبانيا وتركيا لتحتل مؤخرة ترتيب المجموعة الرابعة.


ولم يكن مدرب السويد إريك هامرين أفضل حالاً بعد المستوى غير المتوقع لزلاتان ابراهيموفيتش ورفاقه في البطولة الحالية، وخرج المنتخب الأصفر والأزرق من دور المجموعات بتعادل أمام جمهورية إيرلندا وخسارتين أمام ايطاليا وبلجيكا واكتفى بتسجيل هدف وحيد في ثلاث مباريات مع العلم ان المنتخب السويدي كان الأسوأ من بين بقية المنتخبات المشاركة من حيث نسبة التسديد على المرمى.


واذا كان مصير سبعة مدربين قد حسم بشكل نهائي فإن البعض الآخر ما يزال ضمن دائرة الخطر ومنهم مدرب المنتخب النمساوي مارسيل كولر بعد حلول منتخبه في المركز الأخير في المجموعة الثامنة، مدرب تركيا فاتح تريم على الرغم من انه كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل ومدرب المنتخب الكرواتي انتي كاسيتش الذي يواجه انتقادات كثيرة من جانب وسائل الإعلام بسبب قراراته تأجيل تبديلات اللاعبين خلال المباراة التي خسرها أمام البرتغال في دور الستة عشر.


لكن في المقابل يستعد مدربان لمغادرة مكانهما على الرغم من بلوغهما ربع النهائي وهما أنطونيو كونتي مدرب منتخب ايطاليا حيث سيتولى تدريب تشلسي عقب أمم أوروبا ولارس لاغرباك مدرب أيسلندا الذي سيعتزل التدريب في نهاية المشوار الأوروبي مع العلم ان المدربين أثبتا خلال البطولة انهما على قدر كبير من الذكاء الفني.


ومع انطلاق العد العكسي لإختتام بطولة أمم أوروبا، يبدو ان عدد المدربين المغادرين سيرتفع وقد نجد ان أكثر من نصف المنتخبات المشاركة في اليورو، ستشارك بمدربين جدد تصفيات المونديال القادم!