كتب تيم فيكري في موقع "بي.بي.سي" الرياضي مقالاً تناول فيه قرار النجم الارجنتيني ليونيل ميسي الاعتزال دولياً.

وقال فيكري: نهار الثلاثاء من الاسبوع الفائت، احرز ميسي هدفا رائعاً ضد الولايات المتحدة من ضربة حرة، واصبح افضل الهدافين في تاريخ المنتخب. لكن نهار الاحد بعد نتيجة المباراة ضد شيلي، اعلن اعتزاله اللعبة اثر اطاحته بركة جزاء ترجيحية، فهل هي حساسية اللحظة، ام ان القرار يحمل اكثر من ألم الخسارة؟

الاسبوع الماضي وصف ميسي الاتحاد الارجنتيني بالكارثي بعد تأخير سفر الفريق، كذلك كان هناك مشاكل في حجز الفندق والغرف، وهذا كله حصل بعد وفاة رئيس الاتحاد خوليو غروندونا بعد 35 عاماً من تسلمه رئاسة الاتحاد في العام 2014. وعندما سئل عن الموضوع، قال ميسي: احتفظ بارائي الى ما بعد الدورة.

لكن في حال لم يعد ميسي عن قراره وغاب عن المنتخب الارجنتيني، فكيف سيتم تذكره؟
الفكرة عن عدم انجاز ميسي للارجنتين دخلت الى عقول الكثيرين، فحتى خلال هذه البطولة هو حقق الكثير. دخل ميسي الى مواجهة باناما من مقاعد الاحتياط وحول الفوز الضيق بنتيجة 1-صفر الى انتصار ساحق بنتيجة 5-صفر بفعل اهدافه وتمريراته.

وفي الربع النهائي، سحق اللاعب خط الدفاع الفنزويلي الذي كان يفتخر بدخول مرماه هدف واحد قبل مواجهة الارجنتين، وفي نصف النهائي ضد الولايات المتحدة وصل الى القمة مع ركلة حرة مميزة ادخلته تاريخ المنتخب الارجنتيني.

وكانت له لحظاته في النهائي فشيلي خسرت لاعب الوسط مارسيلو دياز بعد حصوله على بطاقتين صفراوين لمحاولته ايقاف ميسي.

لكن في اميركا الجنوبية الالقاب هي التي تهم، فخسارة النهائي هي اسوأ من الخروج من دور المجموعات، والان للمرة الرابعة على التوالي ميسي يخسر في النهائي. في المرة الاولى، كان يبلغ العشرين من العمر بعد خسارة 3-صفر امام البرازيل في نهائيات كوبا 2007، لكن في اخر ثلاث مباريات، وكان نجم ميسي قد سطع وكان افضل لاعب وقائد المنتخب، لكن الخسارة حصلت ولو بفارق بسيط، فضد المانيا خسرت الارجنتين كأس العالم 2014 بهدف في الوقت الاضافي، وعبر ضربات الترجيح في كوبا 2015 وكذلك في هذه السنة.
لكن الاكيد ان في فترة ست ساعات من اللعب لم تتمكن الارجنتين مع كل قوتها الهجومية من تسجيل هدف واحد ويحمل ميسي عبء المسؤولية عن ذلك.

وفي السياق، قبل المباراة النهائية، قال الاسطورة الارجنتيني دييغو مارادونا انه على المنتخب عدم تكبد عناء العودة الى البلاد اذا خسر.

هذا الكلام صدر عن نجم تتم مقارنة ميسي به، ويملك مارادونا الافضلية، فهو نشأ في الارجنتين فيما ميسي انتقل الى اسبانيا عندما كان في الثالثة عشر من العمر وهو كان متهم دوما بانتمائه الى كتالونيا اكثر من وطنه الام.

بالاضافة الى ذلك، مارادونا احرز لقب بطولة العالم في العام 1986 و طريقة لعبه ضد انكلترا و بلجيكا وصفت حينها بأنها من خارج هذا العالم، وفي النهائي ضد المانيا كان هناك الجبار لوتار ماتيوس فاعتمد اللعب الجماعي، وبعد عودة المانيا لتعديل النتجة 2-2 مرر مارادونا بشكل رائع الى بوروتشاغا الذي تخطى الحارس وسجل هدف الفوز. ولو لم يسجل الاخير، وفازت المانيا بعدها بالنهائي، لكان وضع مارادونا ربما مشابهاً لوضع ميسي حالياً.

و يمثل بوروتشاغا لمارادونا ما يمثله غونزالو هيغوين لميسي، مع فارق اساسي وهو ان الاخير رغم امكاناته الكبيرة، فشل في زيارة المرمى في النهائيات. هذا ما حصل مع المانيا في العام 2014، وما حصل مع تشيلي منذ ايام حين سرق الكرة في المن غاري ميديل واتجه الى المرمى لكنه وضع الكرة خارج الخشبات الثلاث. وكان وقع ذلك على زملائه كمن توقع تكرار سيناريو النسخات النهائية السابقة مجدداً.

لكن لو نجح هيغوين في ترجمة الفرص التي سنحت له، لكان ميسي الان يسبح في نجاح عالمي ولما كان احداً شكك في موقعه بين العظماء.


ترجمة "السبورت"