سيشهد الدور الربع النهائي من ​يورو 2016​ المقامة حاليا في فرنسا مباريات من العيار الثقيل ينتظرها عشاق كرة القدم على أحر من الجمر لما ستحمله من إثارة وتشويق لا حدود له. فما الذي يخبئه لنا هذا الدور؟ هذا المقال يلقي الضوء على المواجهات وعلى أهم الأمور الفنية والتكتيكية المتوقعة في هذا الدور.
1- بولندا – البرتغال ( الخميس الساعة 22.00 بتوقيت بيروت ):
مواجهة تعد بالكثير بين منتخب بولندي متطور وآخر برتغالي استطاع تجاوز كل الصعوبات والبداية المتواضعة التي ظهر بها ليصل للدور الربع النهائي. بالمبدأ، سنكون امام مباراة شبيهة بمباراة كرواتيا والبرتغال في دور الـ16، حيث سيعتمد الفريقان على أمور تكتيكية وأهمها إغلاق المساحات أمام الخصم ومحاولة السيطرة على وسط الملعب لكسب أفضلية الإستحواذ.
ويلعب المنتخبان بنفس الرسم التكتيكي 4-4-2 وتكمن قوة بولندا في لاعبي ارتكازها كريشوفياك وجلوديفيك وقائدها المهاجم ليفاندوفسكي الذي ما زال صائما عن الأهداف في هذه اليورو. أما البرتغال فقوتها بالطبع عبر قائدها كريستيانو رونالدو وزميله في خط الهجوم ناني.
بولندا لم تكشف كل أوراقها بعد وهي ستكون اكثر قوة في حال ظهر ليفاندوفسكي بشكل جيد في الخط الأمامي وسجلفيما تحتاج البرتغال إلى إيقاع اسرع في بناء الهجمة ونقل الكرة إذا ما ارادت إزاحة بولندا من طريقها من هنا يجب على سانتوس مدرب البرتغال البدء بريناتو سانشيز والذي أظهر قدرات رائعة في وسط البرتغال وسرعة في نقل الكرة والإنطلاق بها وهو ما يحتاجه تحديدا المنتخب البرتغالي في مباراته أمام بولندا. فهل يقود كريستيانو البرتغال لنصف النهائي أم أن لليفاندوفسكي رأي آخر ؟
2- ويلز – بلجيكا ( الجمعة الساعة 22.00 بتوقيت بيروت ):
ستبحث ويلز عن إكمال مسيرتها المميزة في يورو 2016 والوصول إلى نصف نهائي بطولة كبرى للمرة الأولى في تاريخها عندما تلاقي منتخب بلجيكا القوي والطموح والذي تعافى من الخسارة الإفتتاحية أمام إيطاليا ويقدم أداء ملفتا حتى الآن. ويعتمد المنتخب البلجيكي على سرعة في الأداء في ظل المفاتيح الهجومية المرنة التي يمتلكها وعلى رأسهاادين هازارد قائد الفريق مع خطة 4-2-3-1 التي يعتمدها المدرب البلجيكي فيلموتس. وامام دفاع ويلزي متكتل كما هو متوقع، ستكون السرعة في الحركة هي الحل لإيجاد ثغرة ما في الدفاع الويلزي.
لكن بلجيكا يجب عليها أن تكون حذرة في الهجمات المرتدة خاصة مع تقدم أظهرتها دائما إلى الأمام ما سيعطي نجم ويلز الأول غاريث بايل مساحات يحبها في الهجمة المرتدة بمساندة من السريع آرون رامسي وهنا يكمن دور لاعبي ارتكاز بلجيكا نايغولان وفيتسيل في حماية ظهر المدافعين والتغطية على تقدم الأظهرة. ويلز ستلعب بخطة 3-4-2-1 والتي تصبح 5-2-2-1 في الحالة الدفاعية ما يعطي الفريق عمقا دفاعيا في وسط الملعب وقوة على الأطراف للتضييق على أجنحة بلجيكا وعدم اعطاءهما المساحات. فهل سيتابع بايل رحلة التألق مع ويلز أم أن هازارد ورفاقه سينهونها؟
3- ألمانيا – إيطاليا ( السبت الساعة 22.00 بتوقيت بيروت ):
هي بلا شك المباراة-الحدث في هذا الدوركونها، بحسب الكثيرين، تجمع بين أقوى منتخبين حتى الآن في البطولة. ألمانيا وإيطاليا كلاسيكو أوروبي كان دائما يسيل الكثير من الحبر خاصة مع فشل الألمان في تخطي الطليان عند كل مباراة رسمية. وستكون المباراة فرصة للالمان لإثبات أن ما يسمى العقدة الإيطالية غير موجودة، وأن ما حصل في السابق وتحديدا في مبارتي نصف نهائي كأس العالم 2006 ويورو 2012 كان مزيجا من تفوق إيطالي، سوء حظ ألماني وأخطاء تكتيكية ألمانية كما ستكون فرصة لمدرب ألمانيا لوف نفسه لإثبات أنه تعلم كثيرا من أخطاءه في الماضي.
بالعودة إلى المباراة، فإن مدرب إيطاليا كونتي مع خطته 3-5-2 والتي أثبتت نجاحا كبيرا مع قوة الثلاثي الدفاعي وديناميكية المهاجمين إيدر وبيليه سيحاول اللعب بضغط عالي يربك الألمان ويبطئ من إيقاع هجماتهم إضافة إلى تكتل في عمق الملعب، لكنه يجب أن يكون حذرا لأن الألمان يجيدون اللعب على الأطراف وفي عمق الملعب بنفس الجودة، حيث سيحاول لوف سحب الدفاع الإيطالي المتكتل لجهة واحدة ثم ضرب الدفاع بتمريرة طولية عرضية للجهة الأخرى. وقد يلجأ لوف إلى حيلة تكتيكية تكون بتسليم إيطاليا للكرة أحيانا ومن ثم إجبارها على الصعود قليلا للامام وضربها بهجمات مرتدة سريعة يجيدها الألمان إلى حد بعيد. الأهم هو عدم اعتماد ألمانيا على الدفاع المتقدم من نصف الملعب لأنه سيمنح مهاجمي إيطاليا إيدر وبيلييه مساحات كبرى أمام مرمى نوير. مباراة هي الأهم في هذا الدور وستكون معركة تكتيكية بكل ما للكلمة من معنى فهل ستثبت ألمانيا أنها أصبحت جاهزة لتخطي الطليان أم أننا سنكون أمام درس تكتيكي جديد من كونتي ؟
4- فرنسا – إيسلندا ( الأحد الساعة 22.00 بتوقيت بيروت ):
تعلم إيسلندا أنها كتبت التاريخ بوصولها إلى الدور الربع النهائي من اليورو وهي تتطلع لكتابة فصل جديد منه عندما تحل ضيفة ثقيلة على أصحاب الأرض المنتخب الفرنسي الذي عانى الأمرين قبل تخطيه إيرلندا في دور الـ16. والمتابع لتفاصيل المنتخب الفرنسي، يعلم أنه لم يقدممبعد الأداء المنتظر منه لكنه في المحصلة يقوم بما هو مطلوب منه أي الفوز. لكن الادوار الإقصائية تحتاج إلى أكثر من ذلك.
ديدييهديشان مدرب فرنسا مع خطته 4-3-3 سيفتقد عنصرين هامين هما قلب دفاعه عادل رامي ولاعب ارتكازه كانتي، حيث يتوقع أن يحل مكانهما أوميتي دفاعيا وكاباي في وسط الملعب. إيسلندا وكما العادة ستلعب بخطة 4-4-2 بخطي دفاع قريبين من بعضهما وضغط من قلبي الهجوم على لاعب الإرتكاز الذي يبدأ الهجمة لتبطيئها قدر المستطاع مع نقل للكرة مميز في الهجمة المرتدة والوصول السريع في الوقت المناسب لمرمى فرنسا.
الفرنسيون يعلمون أنهم بحاجة لتسريع إيقاع لعبهم أكثر وتنويعه مع عدم الإندفاع مبكرا نحو الهجوم وترك مساحات في الخلف لأن ذلك قد يمنح إيسلندا ما تريد كما يجب على لاعب الوسط تحديدا بوغبا وماتويدي التحرك بين خطي وسط ودفاع إيسلندا لفتح الثغرات وإيجاد المساحات. فهل تفجر إيسلندا مفاجأة جديدة بإقصائها البلد المنظم والوصول لنصف النهائي؟؟ لننتظر ونرى.
أحمد علاء الدين