كتب بارني روني في صحيفة "الغارديان" البريطانية مقالاً عن وصول منتخب ويلز الى الدور الـ16 من منافسات كأس امم اوروبا 2016 وقال:
لم يكن احد صعب ايقافه في "البارك دي برانس" و لم يكن احد منهك الا الجمهور من فكرة امتداد فترة المباراة الى وقت اضافي شهد انتقال ويلز الى ربع نهائي اليورو لتلتقي الجمعة بلجيكا. وبالنسبة لفريق مايكل اوكونل، انتهى المشوار بعد هدف وحيد للحظة صحوة في هذه المباراة، و طبعا الهدف كان بسبب ​غاريث بايل​ الذي رفع الكرة ليسددها غاريث ماكالي في مرمى فريقه عن طريق الخطأ.
بايل احد اغلى اللاعبين في العالم شق طريقه بقوة بين رياضيي النخبة الذين يستطيعون نقل المباراة الى مستوى اخر و لقد كان مذهلا رؤيته يتمكن من تحريك الكرة بهذا الشكل.


"المهرجان" الذي يقيمه اللاعب يمكنه من الانصهار في كل المباريات التي خاضها مع فريقه الوطني .ففي لحظة ما في المباراة الاخيرة، تمكن بايل من ابعاد اربعة مدافعين واستطعنا رؤية كيف ابعد نفسه عن الايادي التي كانت تريد امساك قميصه و كان اشبه بلوحة فنية رسمها الفنان كارافاغيو .
لا اسباب حقيقية لتذكر هذه المباراة التي وصفها التلفزيون الالماني ان لا علاقة لها بكرة القدم، وكان محقا في وصفها بمباراة الرجل الواحد
على ارض الملعب. فريق ايرلندا الشمالية كان صلبا فلمدة ساعة كان ويلز يفتش عن الثغرة.


لا نستطيع وصف فريق ويلز بأنه فريق الرجل الواحد، فأرون رامزي لعب جيدا، وجو الن لاعب وسط من الصف الاول ، ويلز فريق جيد مهما كانت طريقة توزيع المهام فيه، لكن يجب تقدير ما يقوم به بايل فهو سجل سبعة من اصل احد عشر هدفا للمنتخب في التصفيات، وهو احد المهاجمين اللامعين في الدورة. فهذا البلد الذي لم يصل الى نهائيات منافسة دولية منذ اكثر من 58 عاما، يفصله الان فوزان عن النهائي وهو اليوم لا يخشى الا البرتغال التي لديها ايضا نوعية هجومية من هذا النوع.


في لمحة تاريخية للانجازات الفردية التي اوصلت المنتخبات الى النهائيات في كأس العالم، اوزيبيو اوصل البرتغال الى نصف نهائي المونديال عام 66 ، فيما اوصل زغينيو بونياك وغريزغور لاتو بولندا الى دورين للنصف النهائي.
دييغو مارادونا بطبيعة الحال كان نجم الانجازات الفردية في منتخبه، وحقق انجاز كأس العالم في المكسيك في العام 86.
صحيح ان بايل ليس مارادونا، ولكن ويلز الان في دور لا يطغو عليها الضغط الكبير فيه، لكن انجازات بايل دفعت الصحافة الى اعطائه لقب "غارادونا".


بايل في مبارياته يتسلى وهو قام خلال اربع مباريات بـ19 تسديدة و21 تجاوز للاعبين منافسين، وهو اكثر مما قام به اي لاعب في المسابقة حاليا. والاهم ان بايل في المقابل خسر العديد من الكرات، وفشل في الكثير من الاحيان في ايصال الكرة الى زملائه، وسمح له بارتكاب اخطاء والتعويض بفرصة ثانية.


ومن المؤكد ان هذا الامر سبب نجاحه، وانتصار استراتيجية كريس كولمان، اذ لم يعط اي مهاجم آخر مثل هذه المساحة من الحرية لارتكاب الاخطاء، والاستحواذ على الكرة والانطلاق بها والتجول بها كيفما يشاء، وايضاً للتخلص من اللاعبين المنافسين.


الان بعد فوز بلجيكا 4-0 ضد هنغاريا وايلز ستلعب في الربع نهائي ضد بلجيكا و الافضل بالنسبة لكل الفرق هو ايقاف بايل و هذا ما سيقدم عليه الفريق البلجيكي عبر ابعاد الكرة عنه وهو المخطط الذي قام به الفريق الانكليزي. على كل الاحوال ويلز عليها القيام بما يجب للانتقال الى المرحلة المقبلة.

* ترجمة "السبورت"