في مدينة ليل الفرنسية، تمكن المنتخب البرتغالي من التأهل للدور الربع النهائي منبطولة كأس الأمم الأوروبيةبعدما تخطى المنتخب الكرواتي بهدف يتيم في مباراة امتدت لشوطين إضافيين بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي. مدرب البرتغال فيرناندو سانتوس بدأ المباراة بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع رونالدو وناني كمهاجمين اثنين فيما بدأ أنتي ساسيتش مدرب ​كرواتيا​ بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع ماريو ماندزوكيتش كراس حربة وحيد.

كرواتيا بدأت المباراة مستحوذة مقابل انتشار جيد للبرتغاليين ما جعل كرواتيا تدور الكرة فقط لتعود البرتغال بعدها بدقائق وتفعل نفس الشي مع تمركز جيد للكروات في ملعبهم وضغط جيد في منتصف الملعب. وبدت كرواتيا الطرف الأكثر استحواذا على الكرة مع تحركات مودريتش وراكيتيتش في وسط الملعب ومحاولة لعب كرات قصيرة للوصول للمرمى البرتغالي مع ضغط عالي بعد فقدانها للكرة ما كان يسمح لها باسترادها بشكل سريع لكن وقوف البرتغال بشكل جيد في الخلف مع رقابة لصيقة للجناحين بيريسيتش وبروزفيتش جعل استحواذ الكروات سلبيا. البرتغال حاولت التحرك قليلا في الشق الهجومي وبدأ الفريق بالصعود شيئا فشيئا للامام مع تحركات ناني ورونالدو وصعود للظهيرين من اجل لعب كرات عرضية لداخل منطقة جزاء كرواتيا، أمر لم يزعج الكرواتيين أبدا الذين اعتمدوا نفس أسلوب البرتغال في الدفاع، تكتل في وسط الملعب إنما مع تضييق أكثر للمساحات وقرب للخطوط الثلاث من بعضها ما اجبر رونالدو وناني على الخروج بعيدا عن منطقة الجزاء للإستلام بعيدا عن الرقابة. مودريتش كان هو باني الهجمة عند الكروات وحاول أن يوزع كرات للأجنحة أو لعب طرات طويلة للظهير القادم من الحلف لكن المساحة كانت غائبة ما منعهم من لعب كرات خطرة مركزة لداخل منطقة جزاء البرتغال. وحاولت كرواتيا التغيير من أسلوبها بالأمام مع تعديل مؤقت في مراكز اللاعبين من اجل فتح ثغرة في الدفاع البرتغالي فيخرج ماندزوكيتش كطرف ويدخل بيريسيتش في عمق الملعب من أجل تبادل الأدوار لكن البرتغال مع دفاع المنطقة كانت منظمة ولم تنخدع بأسلوب كرواتيا هذا. واستمرت كرواتيا هي الأفضل حيث بدا خط وسط البرتغال عاجزا عن المساك بالكرة وفرض سيطرته على المباراة لكن الكروات كانوا هادئين جدا في استحواذهم فمجرد تمريرات قصيرة في الخلف أنهت الشوط الأول بتعادل سلبي وبلعب كان محصورا بمعظمه في وسط الملعب.

كرواتيا بدأت الشوط بمحاولة تسريع اللعب مع تحركات أكثر لمودريتش وراكيتيتش في وسط الملعب وصعود أكثر للظهير سيرنا من الجهة اليمنى للعب كرات عرضية لداخل منطقة جزاء البرتغال. ولأن مشكلة البرتغال كانت في وسط الملعب وفي افتكاك الكرة والسيطرة عليها لمدة أطول، دفع سانتوس مدرب البرتغال بريناتو سانشيز مكان أندري غوميش في الدقيقة 50 لتحسين خط الوسط لكن كرواتيا بقيت هي الافضل مع استرارها في لعب عرضيات لماندزوكيتش وبيريستش لكنها لم تنتهي بالشكل المطلوب. كرواتيا كانت تحاول اللعب بين خطي الوسط والدفاع في تلك المساحة مع تسريع لنقل الكرة أكثر لكن الدفاع البرتغالي كان يضغط بسرعة على حامل الكرة ما منع المساحات عن اللاعبين الكروات. شيئا فشيئا بدأ تأثير ريناتو يظهر في خط الوسط، البرتغالي الشاب كانت لديه قوة كبيرة في افتكاك الكرات وتسريع إيقاع وسط الملعب بسبب انطلاقاته السريعة بالكرة وتمريراته المتقنة ما ساعد البرتغال في التقدم أكثر لكنها اعتمدت نفس اسلوب كراوتبا، عرضيات فقط لم تكن لتأتي باي جديد في ظل تكتل دفاعي من لاعبي الفريقين وسرعة في الإرتداد الدفاعي عند خسارة الكرة حيث كان كل فريق يعود للخلف بكل لاعبيه من اجل إغلاق المساحات والإنتشار في مساحة أربعين مترا عند أول خسارة للكرة. البرتغال اندفعت اكثر للامام وبدا خط دفاعها في منتصف الملعب ما ساهم في رجوع الكروات للخلف وانتظار دخول البرتغال بالكرة لوسط ملعبهم من أجل الضغط. ومع قرب خطوط الكروات من بعضها البعض، عانت البرتغال لإيجاد ثغرة رغم محاولات ناني ورونالدو الخروج من اجل سحب مدافعين كروات معهم وخلق ثغرة للاعبي الوسط. ما عاب البرتغال هو بطئها في تحضير الكرات وعدم التحرك السريع للاعبي الوسط في الثلث الأخير إضافة لبطء في عملية التمرير فيما اعتمدت كرواتيا على تهدئة المباراة كلما أمسكت بالكرة في ظل عدم قدرة ماندزوكيتش على القيام بمجهودات إضافية في الأمام ما دفع المدرب ساسيتش بإخراجه وإدخال كالينتش، رد عليه سانتوس بإخراج جواو ماريو ودخول كوارسيما لتكون البرتغال فعليا على أرض الملعب 4-3-3وتنتهي المباراة بوقتها الأصلي بتعادل سلبي ويلجأ الفريقان لأشواط إضافية. كرواتيا حاولت الضغط باكرا وصعدت أكثر للامام في ظل انكفاء برتغالي دفاعي، سيرنا الظهير الأيمن الكرواتي كان نشطا للغاية لتعود البرتغال وتحاول التقدم أكثر لفك الضغط عنها. سانشيز كان محطة في كل هجمات البرتغال وهو كان يقودها دائما من الخلف مع صعود للظهير البرتغالي من أجل المساندة لكن تمريرات البرتغال في الثلث الاخير وفي ظل تضييق المساحات من الكروات كانت سيئة للغاية. في الشوط الإضافي الثاني، زاد الحذر من قبل الفريقين، وأجرى مدربا الفريقين تبديلات فدخل بياكا مكان راكيتيتش في كرواتيا لتنشيط الوسط ودخل سيلفا مكان بيريرا عند البرتغال لنفس الامر. اللعب اصبح سريعا مع محاولة كلا الفريقين انهاء المباراة في وقتها الإضافي وتجنب ركلات الترجيح. البرتغال سرعت إيقاعها وتحرك رونالدو أكثر في عمق الدفاع وأصبح محور العرضيات البرتغالية لكن كرواتيا لم تعد للخلف وحاولت هي الهجوم. كما بدا ظاهرا سرعة كالينتش وقدرته على إزعاج الدفاع البرتغالي بسرعته، وتحركاته لتستمر عرضيات الكروات الخطرة ويصيب بيريستش القائم من كرة رأسية، وفي الوقت التي كانت كرواتيا تضغط بكل ثقلها مستغلة ارتداد البرتغال للخلف، سجل كوارسيما هدفا قاتلا في الدقيقة 117, ورغم محاولة الكروات الضغط بكل قوة واضاعتهم لفرصة خطرة عبر فيدا لكن المباراة انتهت وفازت البرتغال لتصعد إلى الدور الربع النهائي.

أحمد علاء الدين