سيكون عشاق كرة القدم فجر الإثنين على موعد مع نهائيكوبا أميركاوالذي سيجمع بين المنتخبين الأرجنتيني والتشيلي في نسخة إعادة لنهائي البطولة الماضية السنة الفائتة والتي حسمتها تشيلي آنذاك بركلات الترجيح. ويبدو المنتخبان محتفظان بالكثير من أوراقهما الرابحة بينما سيكون خورخي سامباولي مدرب التشيلي في البطولة الماضية هو أهم المتغيرات مع حلول المدرب الجديد خوان أنطونيو بيزي مكانه.
وستكون هذه المواجهة هي الرقم 89 بين المنتخبين في كافة المسابقات حيث فازت الأرجنتين 59 مرة وخسرت 7 مرات وتعادلت في 22 مرة. آخر هذه المواجهات كانت في الدور الأول من هذه المسابفة حيث فازت الأرجنتين 2-1 لكن حسابات النهائي لا تشبه أي حسابات أخرى وبالتالي لن تكون هذه النتيجة سوى قيمة معنوية للأرجنتين لا أكثر. وقدمت الأرجنتين بقيادة نجمها ليونيل ميسي أداءا مميزا في كل مراحل البطولة وهي استحقت الوصول للنهائي. وستحاول الارجنتين إنهاء حوالي عقدين من الزمن من الجفاء مع الالقاب لكن المهمة لن تكون سهلة امام منتخب سار بنهج تصاعدي بعد الخسارة الأولى أمام الأرجنتين وفرض نفسه كأهم فرق هذه القارة.
في الجانب الفني، سيخوض الأرجنتينيون اللقاء بالرسم التكتيكي 4-3-3 ويدور السؤال حول قدرة دي ماريا على لعب النهائي وشفائه التام من الإصابة لشغل الجهة اليسرى، ومع إصابة لافيزي، وفي حال عدم جهوزية دي ماريا، سيغل هذه الجبهة إيريك لاميلا أو سيرجيو أغويرو الذي سيوظف كجناح أيسر. عدا ذلك يبدو المنتخب في اقصى جهوزية ممكنة وفي انسجام واضح بين الخطوط الثلاث مع وجود ليونيل ميسي والذي سيكون المحطة الهجومية الأساس للفريق وممول المهاجم غونزالو هيغواين المتألق بكرات للتسجيل مع قوة هجومية وخط وسط مرن يستطيع التحكم بإيقاع المباراة. ومن المتوقع أن يكون الإستحواذ على الكرة ومحاولة اللعب الهجومي وبنائه بشكل منظم من الخلف أمرا بيد الأرجنتين التي يطبق مدربها تاتا مارتينيو هذا الأسلوب، لكن الأمر لن يكون سهلا مع منتخب تشيلي يمتلك قوة ولياقة بدنية عالية إضافة إلى سرعة هائلة في الإنطلاف والتحول الهجومي السريع من الدفاع للهجوم. ومع خطة 4-3-3ـ سيعتمد التشيليون على إغلاق المساحات خاصة أمام ليونيل ميسي وهنا سيأتي دور محوري لنجم الفريق فيدال في تحريك خط الوسط والضغط الدائم على ميسي مع محاولة تضييق المساحات عليه. ويدافع المنتخب التشيلي بطريقة ملفتة للنظر حيث يتراجع الفريق كله للخلف فيتكتل دائما في الوسط ويقرب خطوط الفرق قريبة من بعضها ثم ينتظر الفرصة للإنقضاص بهجمة مرتدة سريعة مع فارغاس وأليكسيس سانشيز. لذلك سيكون على الأرجنتيين تسريع اللعب قدر الإمكان ومحاولة اختراق دفاعات التشيلي بكرات قصيرة سريعة تكسر الدفاع أو بكرات طولية متقنة خلف المدافعين لهيغواين رأس الحربة.
إذا المباراة ستكون بين أسلوبين مختلفين، اسلوب الهجوم والإستحواذ مقابل أسلوب القوة البدنية والسرعة والدفاع. فلمن ستكون الغلبة ؟ للأرجنتين أم لتشيلي ؟ الجواب لن يطول وسنعرفه بعد ساعات من الآن في سهرة كروية أميركية جنوبية ممتعة.


أحمد علاء الدين