وليد بيساني


على الرغم من النتائج المخيبة للآمال التي حققتها السويد وخروجها من دور المجموعات في نهائيات أمم أوروبا المقامة في فرنسا، وفي الوقت الذي إكتفى فيه المنتخب السويدي بتسجيل هدف واحد في ثلاث مباريات مُني خلالها بخسارتين أمام إيطاليا وبلجيكا واكتفى بالتعادل أمام جمهورية إيرلندا، إلا أن كل ذلك لم يكن الهم الوحيد بالنسبة للسويديين.
كانت القنبلة التي فجرّها النجم زلاتان إبراهيموفيتش بإعلانه الإعتزال الدولي عقب البطولة الأوروبية قد تركت آثارها بشكل واضح على عشاق هذا النجم الذي تحوّل من "سلطان" إلى "أسطورة" بعدما وضع بصمته على كل الأندية الأوروبية التي لعب في صفوفها ابتداءً من أياكس ومروراً بيوفنتوس، الإنتر، برشلونة، ميلان، باريس سان جيرمان وبانتظار وجهته المقبلة في الموسم الجديد والتي يرجح انها ستكون في مانشستر يونايتد.
لطالما شكل إبرا حالة خاصة داخل وخارج الملعب وساهم تألقه مع الأندية التي لعب لها في تعزيز وضعيته لدى السويديين وجماهيره حول العالم، لكن هذا الإبداع الفني المقرون بأهداف خرافية وشخصية فذه يشوبها بعض الغرور لم ينعكس بشكل إيجابي على المنتخب السويدي على الرغم من ان زلاتان هو الهداف التاريخي للأصفر والأزرق وشارك في مونديالين وأربع نهائيات أوروبية، لكن الإنجازات بقيت محصورة في نطاق الأندية.
لم يدخل زلاتان إبراهيموفيتش يوماً في منافسة مع أحد لأنه كان يعتبر نفسه فريداً من نوعه ، فهو لم يعترف أصلاً بأن لديه منافس لكن هذا التعالي لطالما تُرجم إبداعاً على المستطيل الأخضر وفي كل ما يفعله سواء عبر طريقته المميزة في تسجيل الأهداف، أو حتى في فرحه، غضبه، تصريحاته وحياته الخاصة.
من هنا فإن إيجاد زلاتان آخر بنفس تلك المواصفات سيكون ضرباً من المستحيل، ويكفي أن السويديين كانوا وما يزالون يقارعون نظرائهم الأوروبيين بوجوده والذي بات أشبه بمَعْلَمٍ وطني أو تراث لدولة لطالما تشبه الغير بها لما تجسده من حالة نموذجية في شتى المجالات.
لا يمكن إعتبار الإعتزال الدولي لزلاتان ابراهيموفيتش بمثابة كارثة على المنتخب السويدي خاصة وان الاخير لم يكن يوماً من منتخبات "الفئة الأولى" لكن الجيل الحالي سيفقد من دون أدنى شك ملهماً يتمتع بمعايير خاصة، إلا أن الحالة التي يجسدها "السلطان إبراهيم" في الملاعب الأوروبية ستتلاشى حين يعلن اللاعب إعتزاله بشكل عام وعندما سيصبح ابرا نجماً من الماضي.
وإذا كان زلاتان قد حقق بطولة الدوري والكأس تقريباً مع جميع الأندية التي لعب لها، إلا أن النجم السويدي لم يذق طعم الفوز بدوري أبطال أوروبا تلك الأيقونة التي تعتبر خير تتويج لمسيرة أي لاعب وإن كانت الأندية التي لعب معها قد حققت اللقب في فترات متفاوتة بعد خروجة من ناد الى آخر.
ومع ذلك فإن عدم فوز ابراهيموفيتش بدوري أبطال أوروبا لا يقلل من نجوميته على الإطلاق، لأنه وحتى مع اعلان اعتزاله اللعب الدولي بقي شاغلاً لوسائل الإعلام التي ما تزال تنتظر محطته المقبلة والتي ربما تكون الأخيرة في مسيرته.