حقق ريال مدريد لقبه الحادي عشر في دوري أبطال أوروبا بعدما تمكن من الفوز على اتلتيكو مدريد 5-3 بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1 في المباراة التي احتضنها ملعب سان سيرو في العاصمة الإيطالية ميلان.
مدرب ريال مدريد زين الدين زيدان لعب المباراة بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي بايل، بنزيمة ورونالدو في خط الهجوم بينما لعب دييغو سيميوني مدرب اتلتيكو مدريد بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع الثنائي غريزمان وتوريس في خط الهجوم.
اتلتيكو بدأ اللقاء معتمدا على ضغط عال في ملعب الريال: الثنائي الهجومي يضغط على قلبي دفاع الريال، وظهيري "الروخو بلانكو" على جناحي الريال بايل ورونالدو، فيما يقوم رباعي خط الوسط بالضغط على ثلاثي وسط الريال في مناطقه من أجل إجبار الملكي على ارتكاب خطأ في التمرير في ثلث الملعب الأخير، لكن الريال لم يسقط في هذا الفخ ونجح في تجاوزه ما أعطاه الكثير من المساحات في الخلف، بينما اعتمد الاتلتيكو على تحركات هجومية خجولة عبر الأطراف ومع ساؤول في عمق الملعب.
وبعد سلسلة من الكرات الخطرة للريال، نجح راموس في افتتاح التسجيل في الدقيقة 15. ردة فعل الاتلتيكو لم تأت سريعا إذ بقي الريال ممسكا بزمام المبادرة مع تركيزه على اللعب في اطراف الملعب لخلق مساحات للمهاجم المتحرك بنزيمة في ظل تبادل في الجهتين اليمنى واليسرى بين رونالدو وبايل واستمرار الاتلتيكو بسياسة الضغط العالي في منتصف الملعب. بعد مرور خمس وعشرين دقيقة، تحسن أداء الاتلتيكو الذي تقدم للأمام مع تراجع الريال للخلف وهبوط في إيقاع أدائه.
سيطر اتلتيكو على الربع الساعة الاخيرة واستلم الكرة محاولا بناء لعب هجومي منظم مجبرا الريال على التراجع كليا للخلف، ولكن ما عاب اتلتيكو هو البطء في تحضير الهجمة ما كان يسمح لثلاثي وسط الريال للإرتداد سريعا واللعب أمام خط الدفاع، فصعب اختراقه في العمق، ليلجأ اتلتيكو مجددا للاطراف عبر كوكي وساؤول من أجل عكس كرات عرضية أو تسدديد كرات من خارج المنطقة لم تغير شيئا لينتهي هذا الشوط بتقدم الريال 1-0.
بين الشوطين، أدخل سيميوني كاراسكو مكان فيرنانديز وتحول إلى 4-1-4-1. غريزمان انتقل لليمين، كاراسكو لليسار، وتوريس مهاجما أمام ساؤول وكوكي. تغيير الخطة أعطى ثماره، ضغط من الاتلتيكو وحصوله على ركلة جزاء اضاعها غريزمان، لكن الفريق لم يتاثر وتابع المحاولات الهجومية عبر الأطراف مع تركيز أكبر على الجهة اليسرى عند كاراسكو، وهو حاول التنويع عبر اللعب في عمق ملعب الريال مع كوكي وساؤول ومجيئ غريزمان أحيانا إلى اليسار مع دخول كاراسكو في العمق ليضيع سافيتش كرة خطرة لاتلتيكو مرت بجوار القائم.
الريال ارتد للخلف من أجل الحفاظ على النتيجة لكنه كان يهدىء من إيقاع المباراة كلما أمسك الكرة فلم يفعّل الهجمة المرتدة إلا في مرات محدودة لتسجيل هدف ثانٍ يقتل به المباراة ما سمح للاتلتيكو في البقاء بجو النهائي. بنزيمة حاول اللعب في المساحات خلف أظهرة الفريق الخصم المتقدمين للمساندة الهجومية وهو كاد أن يسجل عبر اختراقه لكن أوبلاك أنقذ الموقف.
زيدان أجرى تبديله الثاني فاخرج كروس وأدخل إيسكو في خطوة مستغربة، لان كروس كان لاعب الوسط الثاني جنب كاسيميرو في الشق الدفاعي والعنصر الأول في بناء الهجمة المرتدة، وإيسكو لم يكن قادرا على القيام بنفس الدور.
اندفاع الاتلتيكو للأمام أعطى مساحات جيدة للريال حاول بايل ورونالدو استغلالها بسرعتهما، ليضيع الفريق الملكي فرصة سهلة أبعدت عن باب المرمى في الدقيقة 78 رد عليها فورا كاراسكو بتسجيل هدف التعادل في الدقيقة 80 بعد كرة من الطرف الايمن. اتلتيكو أخذ جرعة من الثقة، فظل متحكما بالإيقاع مع سيطرته المطلقة على وسط الملعب ومبادرا من الناحية الهجومية، مع تقدم دائم للأظهرة للعب كرات عرضية لكن مع عودة سريعة فور فقدان الكرة. الريال بدا مفككا خاصة بعد دخول فاسكيز في الجهة اليمنى مكان بنزيما ليتحول رونالدو كمهاجم، وبايل على اليسار.
اكمل "الروخو بلاكو" دقائق المباراة كما بدأها بخطة 4-4-2 لتامين وسط الملعب، ورد الميرينغي بتحرك في الدقائق الأخيرة لم يسفر عن أي شيئ ليذهب الفريقان لشوطين إضافيين. سيميوني عاد لخطة 4-1-4-1 وتابع اتلتيكو ضغطه، مع صعود للظهير خوان فران للامام مقابل مجهود من كاراسكو في الجهة المقابلة، لكن الكرات العرضية لم تكن السلاح الأمثل للتسجيل في الريال الذي بدا انه انتهى من الناحية البدنية، وهو ما ظهر في إيقاع لعبه البطيئ رغم محاولاته الهجوم عند امتلاكه للكرة. ومع لعب محصور في وسط الملعب، اصيب فيليبي لويس الظهير الايسر عن الاتلتيكو ودخل مكانه لوكاس هيرنانديز ليستمر اتلتيكو في أفضليته من ناحية الإمساك بالكرة إنما من دون خطورة تذكر، ليصاب بعدها كوكي ويدخل بايي الذي لعب في الجهة اليسرى مع دخول كاراسكو في وسط الملعب. وظهر التعب البدني على كلا الفريقين ما جعل إيقاع اللعب أبطأ وانحصر وصول الفريقين إلى المرمى عبر كرات ثابنة أو طويلة لم تسفر عن أي تغيير ليخوضا معركة ركلات الترجيح التي حسمها الريال 5-3 وتوج بالكأس الأوروبية الغالية.


أحمد علاء الدين