في مدينة ميلان الإيطالية وعلى أرض ملعبها الأشهر، سيتواجه قطبي العاصمة الإسبانية ريال مدريد وأتليتيكو مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، نهائي سيكون نسخة معادة لذلك الذي حصل منذ سنتين حيث كان أتليتيكو قاب قوسين أو أدنى من الفوز بالكأس ذات الأذنين قبل أن يقلب الريال الطاولة في لحظات المباراة الأخيرة ويفوز بعدها 4-1. فكيف سيكون النهائي وما هي استراتيجية كلا الفريقين ؟

لا يختلف اثنان أن قوة دفاع الأتليتيكو تكمن في خط دفاعه الذي يتميز أولا بالصلابة والقوة إضافة إلى قدرته على تحمل ضغط هجومي رهيب من دون القيام بأي خطأ. ومنظومة اتليتيكو الدفاعية لا تعتمد فقط على المدافعين الأربع في الخلف، بل على عمل جماعي من قبل كافة اللاعبين حيث دائم ما يكون جناحي الفريق مساندين للظهيرين كما يعمد مهاجمي الفريقين على الضغط في منتصف الملعب وعلى قلبي الدفاع من اجل تخفيف وتيرة سرعة الهجمة ولم لا إجبار المدافعين على تمرير كرات خاطئة، كل هذا بمساحة صغيرة لا تتعدي الثلاثين مترا. بالطبع سيكون الشق الهجومي في هذه الكرات هو الهجمة المرتدة السريعة الخاطفة والتي تبدأ من لحظة افتكاك الكرة خاصة من جناحي الريال وأظهرتهما وتمرير كرة في العمق لتوريس أو غريزمان تضعهما في مواجهة المرمى. ومن المتوقع أن يعمد أتليتيكو مدريد إلى استخدام هذا النوع من الدفاع لكنه بالطبع لن يطبقه لمدة تسعين دقيقة ذلك وأن قدرة الريال على الإستحواذ لا تتفوق على قدرة بايرن وبرشلونة، الخصمين الذين واجههما الأتليتيكو في الأدوار الربع والنصف نهائية ونجح في إقصائهما، من هنا فهو سيعمد في بعض دقائق اللقاء على أخذ المبادرة من ناحية السيطرة، وتدوير الكرة مع محاولة بناء لعب هجومي عبر تقدم محدود للأظهرة للعب كرات عرضية لغريزمان وتوريس مقابل بقاء لاعبي الإرتكاز في الخلف لعدم خلق أي مساحات للريال في الهجمات المرتدة، أمر سيساهم أيضا في إبعاد الضغط عن مرمى الأتليتيكو ومنح اللاعبين فرصة لاسترجاع الأنفاس خاصة أن المباراة قد تمتد لأشوطا إضافية وخطأ نهائي ال2014 لا يجب ان يتكرر عندما انهار الاتليتيكو بدنيا في الأشواط الإضافية.

أما ريال مدريد فهو يمتلك عدة نقاط قوة ابرزها السرعة في التحول الهجومي ونقل الكرة بتمريرات معدودة إلى الأمام دون الحاجة للكثير من التحضير كما في قدرته على تنوع اساليب لعبه، فأجنحته موجودة دائما مع مساندة من كارفاخال ومارسيلو كما لديه القدرة على بناء اللعب من العمق وتشكيل خطورة عبر وجود كروس ومودريتش. أمر آخر وهو نقطة قوة للريال هو الكرات الثابتة حيث يمتلك العديد من اللاعبين الذين يجيدون اللعب بالرأس والهروب من الرقابة، وأمام فريق قوي بدنيا مثل أتليتيكو سيكون من الطبيعي حصول الريال على بعض الأخطاء ما سيعطيه فرصة لتشكيل خطورة منها. الأمر الأهم لدى الريال هو دور كاسيميرو في نقطة الإرتكاز والتي لطالما عانى منها الفريق خاصة في وصل الدفاع بالهجوم من جهة، وفي حماية ظهر المدافعين من ناحية أخرى خاصة عند تقدم أظهرة الفريق، ما سيجبر أحد لاعبي الوسط الأخرين، كروس أو مودريتش إلى الرجوع والقيام بأدوار دفاعية خاصة وان مرتدة الأتليتيكو ستبدأ حتما عبر الاطراف لاستغلال هذه النقطة عند الريال.

مباراة ستعد بالكثير وستكون بلا شك عنوانا للإثارة والتشويق والمتعة، بين اسلوبين كرويين مختلفين، سيميوني بفكر الدفاع وزيدان بفكر الهجوم العقلاني فلمن ستكون الغلبة ؟ لقب أول لأتليتيكو ام حادي عشر للريال ؟ الجواب لن يطول، وسنعرفه مع نهاية سهرة السبت المنتظرة.

أحمد علاء الدين